شهدت انجلترا منذ الخمسين سنة الماضية هجرة العديد من الطيور اليها من انحاء العالم، فقد هاجر اليها عبر القارة الاوروبية نوع من الببغاوات الجميلة ذات المنقار الاحمر، والعنق الذهبي، حيث تمركزت هذه الطيور في جنوب انجلترا وتكاثرت باعداد كبيرة تبلغ حاليا حسب احصائيات جمعيات الطيور اكثر من 4 آلاف ببغاء من هذا النوع، وقد اصبح هذا النوع من الببغاوات من الطيور المنزلية المفضلة نظرا لجمالها ولباقة لسانها.
والطريف بالامر ان هذه الطيور المهاجرة من الببغاوات قد اثبتت انها طيور استعمارية، اذ انها قد استولت على اعشاش الطيور الاصغر حجما منها مثل نقار الخشب، بالاضافة الى انها تهدد بنفاد كميات كبيرة من الفاكهة طعامها المفضل، اضافة الى انها تتكاثر باعداد كبيرة، ومن الطريف ايضا ان هذه الطيور اللطيفة تحظى باقبال منقطع النظير من عشاق مراقبة الطيور، وذلك انه خلال السنة الماضية وحدها وفد ما يقارب ربع المليون من عشاق مراقبة الطيور لتعداد الانواع المتعددة من هذه الببغاوات المهاجرة، والمثير ان اكثر من 41 الفا من هؤلاء المعجبين بالببغاوات كانوا من الاطفال.
ومما يجدر ذكره ان الببغاوات من الطيور المعمرة، اذ انها تعمر اطول من عمر الانسان وقد يتجاوز عمر بعضها ما يزيد عن المائة سنة، ويظهر بالصورة الببغاء المسمى (تشارلي) وهو اقدم الببغاوات ببريطانيا، ويقدر العلماء ان عمره يعود لفترة حكم الملكة فيكتوريا اي انه ربما ولد في العام 1899م، ويعتقد ان هذا الببغاء من اكثر الببغاوات المعمرة تاريخيا حيث يبلغ من العمر حاليا 103 سنة، ولا يكاد ينطق هذا الببغاء بكلمة حاليا، ومن المعروف انه قد عاصر السياسي تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق، اما الآن فيقبع في سكون رغم انه ما يزال يشاكس بين الحين والآخر.
ويتغذى الببغاء شارلي على الفاكهة الطازجة، والمكسرات وحبوب الذرة، وموطنه الاصلي هو غابات امريكا الجنوبية الاستوائية.
|