أثار مكتب محاماة الغضب والاشمئزاز بين الاوساط المحافظة والمؤسسات التي ترعى حقوق الاسرة وتهدف للمحافظة على قدسية الزواج. إذ اعلن هذا المكتب عن انشاء موقع على الانترنت يمكِّن الازواج الذين يرغبون بالطلاق من القيام بذلك بالمراسلة وذلك مقابل عمولة مقدارها 99 جنيهاً وذلك بتوفير قدره 500 جنيه عن الكلفة المتوقعة التي يتعاطاها مكتب المحاماة.
وقد تفاوتت ردود الفعل في الاوساط الرسمية لهذا الحدث، إذ شجبت جمعيات المحافظة على الاسرة ذلك معللة ان مثل هذه التسهيلات انما هي مهزلة وتقلل من اهمية الزواج بالاضافة الى انها تسهل عملية الطلاق للازواج الذين يعانون من بعض المشاكل العابرة وبدلا من توجههم لجهات تساهم في حل المشكلة وتقدم النصيحة والمشورة فإن مثل هذه المواقع على الانترنت تجعل الامر ميسورا وتقطع الطريق على حل المشكلة بالطرق الاولية. اما الناطق الرسمي باسم الكنيسة البريطانية فقد اعلن ان الامر مؤسف لكن من حق الازواج الذين لا يرغبون بالمضي في طريق الزواج ان يسلكوا طريق الانفصال، وبدلا من قضاء وقتهم متنقلين بين المحاكم ومكاتب المحاماة فإن كل ما عليهم هو تعبئة النموذج على الانترنت واعطاء بيانات ببطاقتهم المصرفية لاخذ الاتعاب من حساباتهم البنكية، وارسال شهادة الطلاق لهم لاحقا.
من جهة اخرى يعلل مكتب المحاماة هذا العمل بأنه تسهيل لامور الازواج وبخاصة من الطبقة المتوسطة والذين لا يمتلكون المبالغ الباهظة لتعيين مرافعين، وبذلك فإن هذا الموقع على الانترنت يوفر الوقت والجهد لمن يرغب القيام بذلك مقابل اجور زهيدة.
وقد قام احدهم ويبلغ من العمر 42 عاما بالطلاق عبر الانترنت فعلاً وذلك بتعبئة النموذج وارسال الاوراق اللازمة عبر البريد الالكتروني منهياً بذلك اربع سنوات زواج ليطلق زوجته فوراً حيث انتقلت البيانات للمحكمة وحصل على شهادة طلاق رسمية بالبريد.علما بأن هذا المكتب يقلل ايضا من مدة الطلاق ان لم يكن هناك اولاد او ممتلكات، وفي العادة تتم عملية الطلاق خلال ستة اشهر بالمحكمة، وتتكلف ما بين 600 - 1000 جنيه.
وجدير بالذكر ان نسبة الطلاق تتزايد باستمرار لتبلغ حالة بين كل اربع زيجات مما يعني ان ربع حالات الزواج غير ناجحة، ويعود ذلك لطبيعة الحياة الاجتماعية حيث يعتقد البعض ان الزواج فيه تقييد لحريتهم الشخصية والاستمتاع بحياتهم، اذ لا يرغبون في تحمل المسؤولية او تبعات الزواج، ولذلك سرعان ما ينفصل الاصدقاء بعد زواجهم اذ تتغير نظرتهم لبعضهم بعد الزواج، وما كان مسموحا قبل الزواج يصبح ممنوعا، لذا لا يطيقون العيش معا، ولا يمكنهم ذلك لفترة طويلة.
|