أكد معالي رئيس المجلس الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد ان تشريف نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز لحفل افتتاح أعمال السنة الثانية من دورة المجلس الثالثة هو لقاء يتطلع اليه كل المجلس في كل عام للاستماع الى آرائه وتوجيهاته السديدة حفظه الله. معالي الشيخ ابن حميد تحدث عن أمور عدة بهذه المناسبة لمجلة «الشورى» في عددها الخاص «34» منها أداء المجلس وتطلعاته هو وأعضاء المجلس في أول حوار له بعد تعيينه رئيسا لمجلس الشورى.
* كيف يرى معاليكم تشريف نائب خادم الحرمين الشريفين لحفل افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الثالثة لمجلس الشورى؟
- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..
ان تشريف نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لحفل مجلس الشورى والالتقاء بأبنائه أعضاء المجلس ومنسوبيه هو لقاء يتطلع اليه المجلس كل عام للاستماع الى آرائه وتوجيهاته السديدة والتي ستعيننا على المضي في تحقيق الأهداف العليا لهذا الوطن ومواطنيه مستمدين العون من الله سبحانه وتعالى ثم من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ونائبه حفظهما الله.
* ما هو تقييم معاليكم لمسيرة مجلس الشورى خلال دورتيه الماضيتين، وكيف ترون الممارسة الشورية في المملكة منذ انطلاقتها قبل عشرات السنين؟
- لاشك ان مجلس الشورى خلال دورتيه الماضيتين حقق نتائج جيدة رغم قصر المدة نسبيا خلال ثماني سنوات وهي مجموع سنوات الدورتين وهذه النتائج والانجازات اسهمت بشكل فعال في تقديم الرأي الصائب لولاة الأمر، وهي لم تخرج إلا بعد جهد بذله اعضاء المجلس من خلال مناقشتهم للموضوعات وحواراتهم البناءة مع مراعاة الأدب الخلاق واحترام رأي المخالف وهي حوارات ونقاشات تتم في جلسات المجلس العامة أو لجانه المختلفة وهي صورة ولله الحمد حسنة على جدية العاملين في المجلس وحرصهم على تقديم أفضل ما لديهم من خبرات وتوظيفها لمصلحة الوطن.
ولا يفوتني هنا أن أشيد بالجهود الكبيرة التي بذلها معالي رئيس مجلس الشورى فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير - رحمه الله - إبان رئاسته للمجلس منذ عام 1414هـ وحتى وفاته. فقد وضع اللبنات التأسيسية لهيكلة المجلس ومراقبة أدائه. فلقد كان لجهوده - رحمه الله - الأثر الكبير في ان يخرج مجلس الشورى بعدد من الانجازات سواء ما يتعلق بدراسة الأنظمة والأداء للأجهزة الحكومية، أو فيما يتعلق بعلاقات المجلس الداخلية والخارجية وانضمامه لعدد من الاتحادات البرلمانية الدولية.
* معالي الرئيس: شهدت الدورة الثالثة التي أوشكت سنتهاالأولى على الانتهاء تطورات عدة أبرزها زيادة الأعضاء الى «120» عضوا، كيف ترون انعكاسات هذه الخطوات التطويرية على أداء المجلس حاليا ومستقبلا؟
- لاشك ان زيادة أعضاء المجلس في دورته الثالثة الى «120» عضوا انعكست ايجابا على المجلس. حيث ساهمت هذه الزيادة في مصلحة تسريع وتمتين العمل الشوري في البلاد. وأضافت المزيد من العلم والخبرة على قرارات المجلس ولجانه ووسعت دائرة المشاركة.
* معالي الرئيس: يطالب بعض المواطنين ان يتولى المجلس دراسة موضوعات تهمهم وتمس حياتهم المعيشية. بجانب الموضوعات التي درسها ويدرسها المجلس، ماذا يقول معاليكم لهؤلاء الاخوة؟
- ان ولاة الأمر في هذه البلاد ومنذ قيام هذه الدولة المباركة الى وقتنا الحاضر أخذوا بمبدأ الشورى دستوراً انطلاقا من الدستور الأعظم كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وتجسد ذلك عن طريق اختيار عدد من أصحاب الفكر والكفاءة العلمية من مواطني هذا الوطن ليكونوا أعضاء في مجلس الشورى، والموضوعات التي يدرسها المجلس متنوعة في كل ما يهم المواطن اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وغيرها في كافة الميادين، ومجلس الشورى عند دراسته أي موضوع فهو يدرسه بتأن وعمق ويتم استجلاء رأي المواطنين عن طريق دعوة شرائح مختلفة للحضور للمجلس واجتماعهم مع اللجان المتخصصة للاستماع الى آرائهم وملاحظاتهم.
كما ان المجلس انشأ لجنة للعرائض تتلقى الطلبات من المواطنين التي تشمل مقترحات وموضوعات كما يمد المجلس بأفكار جديدة تحظى من المجلس بالاهتمام المطلوب، وتقوم هذه اللجنة بدراسة هذه العرائض واحالتها الى اللجان المتخصصة في المجلس لدراستها، والمتتبع للقرارات التي صدرت عن المجلس خلال سنواته السابقة يجد ان هناك عددا من المواضيع المتنوعة قد تم دراستها وانجزها المجلس. فعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه القرارات نظام التقاعد المبكر ونظام التأمينات، كما يدرس المجلس حاليا مشكلة غلاء المهور، ومشكلة القبول في الجامعات والمعاهد، الى جانب ان المجلس يدرس الأداء السنوي لكل جهاز حكومي.
* كيف يرى معاليكم ان نظام المجلس الحالي وآلية عمله قادران على تحقيق التطلعات والأهداف ومواكبة الوضع الحالي الذي تعيشه المملكة؟
- ان نظام مجلس الشورى وضع ليواكب ما تعيشه المملكة العربية السعودية في حاضرها وما تتطلع اليه في مستقبلها، وعملية تطوير المجلس قائمة والتحديث قائم من حيث الاختصاصات والصلاحية وآلية العمل وعدد الأعضاء حسب ما تقتضيه الأنظمة وتتوصل اليه الدراسات، ونتوقع في المستقبل ان يشهد المجلس تطويرا أكبر من جميع النواحي بمشيئة الله تعالى.
* معالي الرئيس: سعى المجلس خطوات هامة لتعزيز دوره على الصعيد الخارجي بانضمامه لبعض الاتحادات الاقليمية والدولية البرلمانية وسعيه للانضمام للاتحاد البرلماني الدولي، كيف تقيمون هذه الخطوة، وهل ساعدت بالشكل المطلوب على دعم القضايا التي تهم المملكة وكذلك العالمين العربي والاسلامي؟
- في البداية أود أن أشير الى ان مجلس الشورى يشارك بفاعلية في اجتماعات الاتحادات التي انضم اليها سواء في ذلك الاتحاد البرلماني العربي أو اتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد البرلماني الآسيوي والذي تم مؤخرا وشارك فيه وباجتماعاته وبكافة فعالياته، كذلك فإن مجلس الشورى يسعى الى الانضمام للاتحاد البرلماني الدولي. ولاشك أن هذا الانضمام الى هذه الاتحادات يشكل نوعا من التعاون بين البرلمانيين في تبادل الخبرات وامكانية الاستفادة من الأفكار والقضايا داخل هذه البرلمانات لعرض القضايا التي تطرحها في هذه التجمعات مما يؤثر في مجرى القضايا والمواضيع التي تطرح في مجالس الدول المشاركة ويبرز مكانة المملكة وثقلها في المجتمع الدولي.
|