قطع المجلس شوطاً كبيراً في مجال المشاركات بالفعاليات الدولية والبرلمانية وبدأ ذلك تدريجياً منذ انطلاقة المجلس في دورته الثالثة وصولاً إلى السنة الأولى من الدورة الثالثة وبات ذلك جلياً أمام الجميع بعد أن انضم المجلس إلى بعض الاتحادات البرلمانية الإقليمية والقارية وسعيه الحثيث لانضمامه لعضوية الاتحاد البرلماني الدولي الذي يعد المنظومة البرلمانية الدولية الأكبر عالمياً.
وفي هذا الصدد استضاف المجلس وفوداً برلمانية شقيقة وصديقة عديدة للاطلاع على تجربة المجلس والممارسة الشورية المنبثقة من مبدأ الشورى الإسلامية وذلك من الدورة الأولى للمجلس وحتى هذه التي انقضت من الدورة الثالثة للمجلس.
تجربة المملكة
كان لمكانة مجلس الشورى وكونه احدى ركائز الحكم في هذه البلاد ونظراً لاختلاف تجربة المملكة عن تجارب الدول الأخرى فقد تلقى مجلس الشورى الكثير من الدعوات من المجالس المختلفة ووجه العديد من الدعوات كذلك لكثير من المجالس لزيارة المملكة والاطلاع على تجربة الشورى المنطلقة من مبدأ إسلامي وتطبيقها في المملكة.
كما كانت رغبة الاستفادة من التجارب السابقة للدول العربية والإسلامية والدول الصديقة أحد العوامل التي جعلت المجلس يطوف على العديد من الدول والمجالس من خلال وفود ترأسها معالي رئيس المجلس الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير- رحمه الله- ومعالي نائبه الدكتور عبدالله بن عمر نصيف، خلال الدورتين الأولى والثانية للمجلس.
وكذلك قام المجلس بالمشاركة في العديد من المؤتمرات والفعاليات البرلمانية المختلفة في العديد من الدول، بل كان له الدور الواضح في الاسهام بدعم الفعاليات المختلفة التي تنشد السلام وتدعم القضايا الإسلامية والعربية وتعزيز مفهوم التعاون وتوطيد العلاقات وتبادل الخبرات فقد كانت المملكة أحد الأعضاء المؤسسين في اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنطقة المؤتمر الإسلامي من خلال مجلس الشورى، وكذلك جاءت عضوية المجلس في الاتحاد البرلماني العربي دليلاً واضحاً على تعزيز السعي لخدمة القضايا العادلة والأهداف النبيلة المنطلقة من القاعدة الراسخة والثوابت التي تبوأت المملكة فيها مكانتها الرفيعة.
فقد قامت وفود المجلس برئاسة معالي رئيس المجلس ومعالي نائبه بزيارة ما يقارب ستاً وعشرين دولة شقيقة وصديقة التقوا خلالها بكبار المسؤولين وأجروا مباحثات رسمية هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنانية وتبادل الخبرات بالإضافة إلى مشاركة وفود مختلفة من المجلس في أعمال عدد من المؤتمرات والدورات البرلمانية المختلفة واستقبل المجلس كذلك ما يقارب تسعة وعشرين وفدأ برلمانياً لدول شقيقة وصديقة وتم من خلال هذه الزيارات الالتقاء بكبار المسؤولين بالمملكة وإجراء مباحثات ثنائية هدفت إلى تعزيز العلاقات بين الجانبين والمجالس الزائرة ومجلس الشورى، وساهمت هذه الزيارات في الاطلاع على تجربة الشورى في المملكة والاطلاع كذلك على أهم منجزات المملكة ومجالات التنمية فيها.
تدعيم العلاقات الدولية.
خلال السنة الأولى من دورة المجلس الثالثة زار المجلس بعض الشخصيات الدولية البارزة وكذلك استضاف المجلس عدداً من الوفود البرلمانية الدولية بهدف سعي المجلس لدعم العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والمجالس والبرلمانات بها على وجه الخصوص وكان رئيس الوزراء البريطاني السيد توني بلير الذي التقى بمعالي رئيس المجلس الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير«رحمه الله» وبعض أعضاء المجلس باعتباره الشخصية الأبرزالذي زار المجلس هذه السنة.
وزارالمجلس هذه السنة حوالي سبعة وفود تمثل مجالس وبرلمانات شقيقة وصديقة تقدمتها زيارة معالي رئيس مجلس الشورى الإيراني على رأس وفد كبير بالإضافة إلى زيارة رئيس مجلس النواب في جمهورية البوسنة والهرسك وكذلك زيارة رئيسة الاتحاد البرلماني ونائبة رئيس مجلس النواب الهندي.
كما استضاف المجلس وفداً من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الكويتي ووفداً من مجلس اللوردات البريطاني وكذلك نائب رئيس مجلس النواب الأندونيسي بالإضافة إلى وزيرة برلمانية يابانية وعدداً من الوفود الرسمية الأخرى والشخصيات التي التقى بهم رئيس وأعضاء المجلس أسفرت كل هذه اللقاءات من دعم العلاقات وتوقيع اتفاقيات على إنشاء لجان صداقة وتبادل الخبرات بين هذه المجالس ومجلس الشورى.
وفي هذا الإطار شهدت هذه السنة عدداً من اللقاءات التي عقدها معالي رئيس المجلس مع السفراء والعاملين بالمملكة من الدول الشقيقة والصديقة بهدف دعم العلاقات وبناء أطر جديدة من التعاون مع تلك الدول والمجالس والبرلمانات العاملة بها حيث التقى رئيس المجلس بأكثر من«25» سفيراً بالإضافة إلى عدد من الوفود الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى.
مشاركات خارجية متميزة
على صعيد المشاركات والزيارات الخارجية للمجلس هذه السنة فقد شهدت مشاركة نوعية مميزة توجت بمشاركة المجلس في أعمال الدورة التاسعة والثلاثين الطارئة لمجلس الاتحاد البرلماني العربي بصنعاء في مستهل أعمال السنة الأولى من هذه الدورة والتي أعلن فيها انضمام المملكة للاتحاد واللجان والهيئات التابعة له مما يؤكد على مكانة المملكة وسعيها الواضح مع أشقائها العرب لإيجاد كل ما هو داعم للقضايا العربية وخلق الأجواء الأخوية للتنسيق والتشاور لمصلحة الأمة العربية جمعاء، وكذلك شارك المجلس في شهر رجب الماضي في أعمال الدورة الثانية لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي بالمغرب حيث يعد مجلس الشورى أحد المؤسسين لهذا الاتحاد والداعمين له بشكل كبير ليتبوأ مكانته الملائمة على صعيد الاتحادات البرلمانية الدولية.وكانت الخرطوم هي المحطة الثالثة للمجلس على صعيد مشاركاته الخارجية حيث شارك المجلس بوفد رأسه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس في أعمال الدورة الأربعين لمجلس الاتحاد البرلماني العربي والمؤتمر العاشر وتلا ذلك مشاركة وفد من أعضاء المجلس في متابعة أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي في دورته السابقة بعد المائة الذي عقد في مراكش محرم الماضي في إطار سعي المجلس إلى الانضمام إلى هذا الاتحاد الدولي وكل اللجان والهيئات المتفرعة منه.
وكون هذا الوقت الذي تتألم فيه أمتنا العربية والإسلامية مما يحدث في فلسطين المحتلة والتهديد المباشر لمقدساتنا الإسلامية والممارسات الشنيعة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد شعبنا الأعزل شعب فلسطين كان لابد من اسهام عربي برلماني تجاه هذه القضية فعقد مؤتمر طارئ للاتحاد البرلماني العربي في القاهرة لمناقشة التطورات الطارئة للقضية الفلسطينية وقد خرج المؤتمر بتوصيات عدة أدانت هذا الاستبداد الصهيوني والتجاهل الدولي لما يحدث للأبرياء من شعبنا العربي.
واختتم المجلس سجل نشاطه الخارجي الذي تميزهذه السنة بمشاركاته في أعمال الاتحادات البرلمانية التي هو عضو فيها والتي يسعى الى أن ينضم إليها بمشاركته في أعمال مؤتمر البرلمانات الآسيوية للسلام الذي عقد في الصين ورحب الجميع من أعضائه بانضمام المملكة إلى هذا الاتحاد لما للمملكة من مكانة وتأثير على الخارطة الدولية وعلى كافة المستويات.
|