تتصاعد منذ فترة زمنية بعيدة وإلى الآن وعلى صدر صحفنا المحلية ما يتعلق بتشفير أو عدم تشفير نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في اليابان وكوريا خلال أيام، وقد ظهر كثيرون ينتقدون ويحملون «الشركة الإعلامية العربية» التي تملك حقوق النقل والمالكة لقنوات ART وقناة الأوائل «لكل مباريات كأس العالم في الوطن العربي ويتهمونها أنها شركة تمارس الاحتكار ولا أدري أي احتكار يتم الحديث عنه خاصة أنها اشترتها من شركة وحيدة لا غيرها في العالم (E I) وهي التي تملك حق البيع لأي شركة وهي منافسة مطروحة (مناقصة) كانت للجميع وليست سراً واعتقد أن «ART والأوائل» فازت بجدارة كأي مناقصة بحق نقل المباريات وإعادة بيعها وهي كفاءة وقدرات إدارية ومالية عالية بعيداً عن أي عواطف، لأن الإعلام والنقل وخاصة المسابقات الدولية وغيرها والتشفير لها أصبح مصدر دخل عالياً وهي أصبحت صناعة وليست كلمة مجانية تقدم فالتلفزيون السعودي سابقاً كان يدفع مبالغ متدنية وليس كما الآن التي أصبح معها تلفزيونياً لا يستطيع مجاراة أسعار اليوم فالأمس ليس كما اليوم، فهي كأي مشروع تجاري يطرح ويعرض ويقدم للجمهور أين الخطأ؟ وهي سنة دولية تمارس في كل دول العالم بشكل عادي وروتيني، لكننا نحتاج الوقت لتقبل ذلك.
قناة الART ومن منطلق تجاري بحت لها الحق الكامل بهذا النهج، لأنها ببساطة أن لم تحصل عليها آل ART ستحصل عليها أي شركة أخرى وقد تكون غير وطنية أو أن لا تباع نهائياً وتحتفظ بها شركة (E I) التي تملك الحقوق كاملة على مستوى العالم، ولكن السؤال لماذا لا يطرح على التلفزيون السعودي الذي رفض الشراء؟ حين نعلم أن قناة أبوظبي ودبي وغيرها اشترت المباريات من الART والذي أعرفه وقرأته أن التلفزيون السعودي رفض الشراء باعتبار السعر 22 مليون دولار (5 ،82 مليون ريال) واعتبر السعر مرتفعاً، في حين قناة أبو ظبي ودبي (مثلا) اشترت المباريات كاملة من الART بمبلغ 14 مليون دولار تقريباً (5 ،52 مليون ريال) واستغرب جداً رفض التلفزيون السعودي للشراء مع أن السعر يعتبر رخيصاً ورخيصاً جداً إذا علمنا حصة الفرد نسبة للسكان 20 مليون ومساحة المملكة سيصبح 125 ،4 ريال (20 مليون إلى 5 ،82 مليون) ونصيب الفرد في الإمارات 50 ،52 مليون ريال (مليون نسمة إلى 50 ،52 ريالاً) فالفارق شاسع جداً ولا أفهم لماذا نظر التلفزيون السعودي للسعر، ولغة الأرقام تثبت العكس.. وحين عرضت ART مقابل القيمة لنقل 64 مباراة ب22 مليون دولار أن تحصل على إعلانات (دقائق) في التلفزيون السعودي رفض أيضاً التلفزيون السعودي بمبرر منطقي وهو أنها منحت الامتياز الإعلاني للشركة السعودية للأبحاث من خلال الشركة الخليجية للعلاقات العامة، ولكن كان يمكن أن يجد التلفزيون السعودي مخرجاً لذلك القيد الذي قيد نفسه به من خلال شرط العقد الأساسي مع الشركة السعودية للأبحاث وأيضاً بإنشاء قناة ثالثة أو رابعة جديدة تخرج التلفزيون السعودي من هذا المأزق لكن لم يتم ذلك مع أن الامكانات متوفرة.
أصل إلى أن الأسعار التي عرضتها الART غير مبالغ فيها نهائياً مقارنة مع دولة شقيقة قريبة ولم تقارن مع دول أوروبية كذلك يجب أن ندرك أن آل ART قدمت خدمة وطنية للجميع ومن خلال خطاب وزير الأعلام الذي شكر فيه القناة بأنها قدمت 7 مباريات مجانية وهذه روح وطنية مميزة جداً من هذه الشركة تثبت أنها هادفة لخدمة الجميع وبأقل سعر يمكن تقديمه، ثم يجب أن ندرك أن امكانات التلفزيون السعودي محدودة بالنقل فكيف لقناة واحدة أو اثنتين نقل 64 مباراة وفي اليوم الواحد من 4 إلى 6 مباريات والتحليل والاستوديو والإعادة وغير ذلك كثير هل التلفزيون السعودي مؤهل؟ اعتقد تخصيص التلفزيون بدا اجبارياً لدينا وهذا شيء ايجابي ومميز أتمنى أن يستمر من خلال المسابقات المحلية بأن تباع حقوقها وتشفر لفائدة الأندية المفلسة مالياً الآن وعائدة للاتحاد السعودي وأيضاً تنقل كل المباريات وبتميز لأنها الآن ليست بمستوى عال ومرتفع ولا منطق تجاري فالفائدة للجميع مالياً وللمشاهد الذي سيدفع أقل من ذهابه إلى الملاعب الرياضية بالمجمل.
أخيراً، فإن المنهج التجاري لART حق مشروع فرضته التغيرات الدولية والاتجاه العالمي فكل شيء الآن يتجه للتشفير من كأس العالم نفسها إلى بطولات أوروبا وحتى بدأنا نحن محلياً وجزئياً فلماذا كل هذا اللوم والنقد غير الموضوعي ضد شركة وطنية؟ ولماذا كل هذه الحملات الكتابية وكأن الشركة الوطنية اقترفت جريمة؟ هي يا سادة تجارة وصناعة لم تقم الشركة بنفسها بالتشفير أو المنع هي اللغة الدولية السائدة الآن، وهي عرض وطلب كانت مطروحة للجميع ومن يدفع سيحصل واعتقد أن الART قدمت تميزاً سعرياً وأيضاً منحة ب7 مباريات للمواطن بأن يشاهد منتخبه مجاناً وتشكر عليها الشركة أرجو أن يكون الطرح بهذا الموضوع موضوعياً جداً وبعيداً عن الانفعالات والعاطفة التي هي السمة بكل حوار حول التشفير وما أدراك ما التشفير التي أصبحت جزءاً من التجارة الدولية، مع تمنياتي بسرعة بيع حقوق المسابقات المحلية وهي ستتم سواء عاجلاً أو آجلا من منطلق مالي اقتصادي بحث فالدولة لديها مهام أكثر وأكبر من ذلك..
أريد التأكيد أن الكثير لن يؤيد أو يستسيغ هذا التأييد للتشفير الإجباري أو الاتجاه العالمي القديم الجديد، وأتفهم كل ردود الفعل العاطفية نحو ذلك وبكل رحابة صدر، لكن يجب أن نفهم أنه لا خيار آخر متاح أمامنا أما أن نواكب أو نكون بآخر الصف وهو ما يحصل الآن وإذا كان من يرفض ويعارض ذلك فليات لنا ببديل، فاستوعب كل رأي مخالف برغم أنني أعرض اتجاهاً يطبق في كل دول العالم وليس جديداً أو سنة جديدة تطبق وهو على أي حال تطوير للأفضل والأحسن وشاهدنا ذلك من خلال شبكة «أوربيت» حين حصلت علي امتياز لجزء من المسابقات المحلية، فعرضت ما لم يعرض سابقاً وفي نفس الوقت أوجدت مصدر دخل للاتحاد السعودي والأندية اضافياً، فأين الخطأ؟!
راشد بن محمد الفوزان
|