Wednesday 29th May,200210835العددالاربعاء 17 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في دراسة عن معوقات عمل المعمارية السعودية في دراسة عن معوقات عمل المعمارية السعودية
4.5% يرفضون تماماً عمل المهندسة المعمارية في المجتمع

* الرياض وسيلة محمود الحلبي:
حققت المرأة السعودية نجاحات متعددة في المجالات التي توجهت إليها في الحياة العملية والعلمية، وأظهرت قدرات على العطاء المثمر، وتمكنت خلال السنوات الماضية من منافسة الآخريات في العالم العربي والتفوق في الطموح والثقة بالنفس ولازالت تشارك وبفاعلية في نهضة الاقتصاد الوطني.
وفي كل يوم نلاحظ أنه لايزال لدى المرأة السعودية العديد من القدرات والإمكانيات الكافية التي تستطيع من خلالها تقديم المزيد في أي مجال كدخول المصانع النسائية والمؤسسات والمشاريع النسائية البحتة على ان تتلقى الدراسات التخصصية في تلك المجالات بإشراف المؤسسات التعليمية النسائية وبذلك نلاحظ أنها كفلت لنفسها ولغيرها مجالات عمل في اطار ما يتوافق مع الشريعة الإسلامية السمحة. ولازالت المرأة هنا تتطلع إلى المزيد من الطموحات بهدف إيجاد مرافق منسجمة مع تخصصها، بحيث لا ينحصر طموحها في التمريض والتدريس والصحافة والخياطة والبنوك بل يمتد إلى العمل المهني خاصة بما يتوافق مع قدراتها الجسمانية في الاعمال التي تتطلب ذوقاً رفيعاً واحساساً مرهفاً والمتصلة بما أنيط بها من شؤون منزلية.
فمثلاً ايجاد معاهد فنية ومهنية تدرب المرأة على حفظ الأطعمة وغيرها يساهم في توعية المرأة بأهمية المشاركة في العمل وخاصة إذا ترافق ذلك مع نظام للقروض الميسرة تمكنها من مزاولة مهنة ما في اطار اختصاصها العلمي.
وعرفنا عن مصنع الذهب الذي تمارس المرأة من خلاله فنوناً جميلة في فنون تصميم وتلحيم الذهب، كذلك عمل المرأة في مصنع الإنارة فهو تجربة فريدة من نوعها وتستحق الغوص في غمارها.
ورغم كل التقدم الذي أحرزته المرأة السعودية في مجالات العمل إلا أن عملها (كمهندسة معمارية) مايزال يواجه بعض الصعوبات.
وهذا ما أوضحته دراسة قامت بها كل من المهندسة خديجة خليل الزهراني مديرة الشؤون الأكاديمية بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل بالدمام، والمهندسة لينا أحمد درويش الاستاذ المساعد في نفس الكلية وكانت الدراسة بعنوان :(المعمارية السعودية في مجتمعها).
حيث أشارت الباحثتان إلى الوعي المتنامي في المجتمع بأهمية وجود أخصائي أو مستشار للتصميم الداخلي من خلال خدماته المهنية المختصة عبر مراحل تنفيذ المشروع.
وأوضحتا أن المفهوم الذي يتبادر إلى الذهن عند ذكر مسمى (التصميم الداخلي) أن المهندسة هي التي تشرع في العمل بعد أن ينتهي الآخرون، وأن وظيفتها تقتصر علي تغطية عيوب البناء أي بمعنى آخر فن المكياج وترتيب الأثاث واختيار الألوان وهو مفهوم ينتشر على نطاق واسع بين أفراد الشعب السعودي خاصة صناعة البناء.
وهذا المفهوم خاطئ لأنه لا يخدم تطور صناعة البناء في حين أن مهام المصمم الداخلي اعداد الوثائق والرسومات للفراغات الداخلية للمبنى مما يحقق راحة المستخدم ورفاهيته، أما الألوان والأثاث فهذه من مهمة مهندس الديكور.
وخلصت الدراسة إلى أن التقاليد تؤثر تأثيراً كبيراً على ممارسة المهندسة السعودية لمهمتها حيث أوضحت الاستبانات الخاصة بالدراسة أن (37%) فقط يؤيدون عملها ويعارضه (6 ،13%) ويرفضه تماماً (5 ،4%) بينما يقف على الحياد (8 ،22%) مما يؤكد ان التقاليد الاجتماعية ذات تأثير كبير على ممارسة هذه المهنة والاستمرار فيها بالنسبة للمرأة السعودية.
فيما تحاول المهندسة السعودية تنوير امكانياتها ومهاراتها لمواكبة التطور العالمي من الناحية التقنية وابراز ما لديها من أعمال جديدة لاقناع الآخرين بكفاءتها.
وتلخص الدراسة المعوقات: التي تعترض سبيل المهندسة السعودية في ممارسة المهنة بعدة عوامل منها:
الرفض من العائلة والزوج، البعد عن البيت خلال فترة الدوام، التفاهم مع العملاء الأمر الذي يشكل مانعاً شرعياً في ممارستها للمهنة، عدم اتاحة الفرصة لها من قبل المكاتب الهندسية لمزاولة المهنة، عدم حصولها على دورات علمية وعملية في مجال عملها لتطوير مهاراتها والتدريب المهني.
كما أن عدم وجود مهندسات سعوديات في القطاع الخاص يمنع مهندسات المستقبل من التدريب المهني.
ومع كل هذا تبقى هناك بعض التجارب الناجحة لبعض المهندسات المعماريات السعوديات اللاتي افتتحن مكاتب خاصة بهن، ونجحن في تطوير عملهن الخاص إلاّ أنها تجارب محدودة.
بعض المعوقات:
ويلاحظ أنه بالرغم من انتشار سيدات الأعمال في معظم المجالات إلاّ أن هناك معوقات عديدة لا تزال تحول دون هذه المشاركة ومن أهمها:
تجاهل بعض أفراد المجتمع لأهمية تعليم المرأة وتشجيعها على الدراسة في المراحل الجامعية واكتفاء البعض بالتعليم الثانوي، وهناك التفرغ لحياة الأسرة وجهل البعض استقلالية الذمة المالية للمرأة وتساويها مع الرجل في التملك والاستثمار وعدم توفر السيولة المالية اللازمة للمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني لدى غالبية النساء واتكالهن على الرجال في الحياة الاقتصادية وبحكم النزعة الاستهلاكية في المجتمع النسوي الذي يقتصر على الأمور الظاهرية من أثاث وسكن ولباس وحلي وكماليات وافهام الفتاة منذ الصغر أن دورها لا يتعدى الزواج والانجاب وتربية الأبناء وأعمال المنزل وأن تقف دائماً خلف الرجل وهناك محدودية امكانية تنقل المرأة داخل المجتمع والمدن. اذا لم تجد التعاون والتشجيع الكاملين من رجال المجتمع (أب أخ زوج ابن) حيث يقتضي مواصلة التعليم العالي والاسهام في المجال الاقتصادي والتنقل بحرية في المكتبات وأماكن العمل ودور العلم.
وعن المعوقات تقول الدكتور سميحة عبدالله القاري: عدم توفر الطموح والإصرار والرغبة في النمو الاقتصادي والاسهام فيه، واتكالية الفتاة على المجتمع الرجالي في تصريف شؤون الحياة، والفهم القاصر لدور المرأة في الحياة وقصر المفهوم علي الحياة الاسرية، والإغراق في الحياة الاستهلاكية والمظاهر والبذخ والاسراف وتضييع نسبة كبيرة من رأس المال في حال توفره على الكماليات والمظاهر الاجتماعية السيئة من قبل المرأة.
بينما تقول الدكتورة مريم الصبان: من قسم الادارة التربوية والتخطيط بأن العائق الوحيد هو (المرأة نفسها) لأنها لا تريد أن تخطو الخطوة الأولى والكل يعلم أن الألف ميل تبدأ بخطوة، والكل يريد ان يعمل بالقطاع الحكومي ويبتعد عن العمل بالقطاع الخاص.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved