* الضفة العواصم الوكالات:
قدمت مدينة جنين شهيداً جديداً بعد معركة أمس مع قوات الاحتلال التي توغلت في المدينة لعدة ساعات قبل ان تنسحب منها فيما بعد حيث اعتقلت عددا من الفلسطينيين، كما حاصرت القوات الاسرائيلية مجددا أمس كنيسة المهد في بيت لحم.
وفي غضون ذلك استمرت السلطة الفلسطينية في جهودها بشأن إجراء الانتخابات مشيرة الى ان اجراء الانتخابات يكون اواخر العام الميلادي الجاري لكنها اشارت الى ضرورة ان تسحب اسرائيل قواتها قبل ذلك.
شهيد ومعتقلون
وقد افاد مسؤولون في اجهزة الأمن الفلسطينية ان الجنود الاسرائيليين قتلوا صباح أمس الثلاثاء فلسطينيا في مدينة جنين المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني التي يتوغل فيها حاليا الجيش الاسرائيلي.
واضافت المصادر ان يوسف شريم (55 سنة) استشهد برصاص الجنود الاسرائيليين وان الجيش اعتقل خلال عملية التوغل ذاتها زعيم حركة المقاومة الاسلامية حماس في منطقة جنين خالد الحد وتسعة فلسطينيين آخرين.
واكد ناطق عسكري اسرائيلي هذا التوغل في وقت سابق موضحا انه تم اعتقال ستة فلسطينيين مطلوبين بتهمة القيام بما اسماه نشاطات ارهابية.
وأوضحت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القوات الاسرائيلية ستبقى في جنين الى ان تلقي القبض على كل المطلوبين لدى الأجهزة الامنية الاسرائيلية على حد زعمها.
وكانت القوات الاسرائيلية قد اقتحمت جنين فجر أمس وفرضت نظام منع التجول على معظم احيائها واعتقلت حتى الان عشرة فلسطينيين.
وقال شهود عيان محليون ان معارك نشبت خلال هذا التوغل الاسرائيلي.
وقالوا ان سيارات جيب اسرائيلية تعقبها دبابات دخلت المدينة من عدة اتجاهات وسمع اطلاق رصاص وعدة انفجارات.
وقال الشهود ان طائرتي هليكوبتر حربيتين اثنتين على الاقل حلقتا فوق الرؤوس خلال الجزء الاول من العملية.
وقال الشهود انه لم يتضح بعد هل دخلت القوات الاسرائيلية مخيم اللاجئين نفسه لكنها كانت في المدينة وتحيط بالمخيم.
وهذه المرة الثانية التي يعود فيها الجيش الاسرائيلي الى جنين منذ ان احتل مخيم اللاجئين الفلسطينيين هناك الشهر الماضي حيث نفذ مذبحة راح ضحيتها العشرات.
واتصلت امرأة في المدينة برويترز هاتفيا لتقول ان القوات الاسرائيلية دخلت منزلها واعتقلت زوجها لكن الاتصال الهاتفي انقطع بعد ذلك.
وجاءت الغارة على جنين بعد ان فجر استشهادي فلسطيني نفسه خارج مقهى في بلدة بتاح تكفا القريبة من تل ابيب فقتل شخصين واصاب 44 آخرين بجراح.
وأدانت السلطة الفلسطينية الانفجار، وقال بيان بثته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان القيادة الفلسطينية التي تتعرض مع شعبنا الفلسطيني وكل مدننا ومخيماتنا وبلداتنا لهذا العدوان المستمر.. لا يمكنها إلا إدانة واستنكار هذه العملية الارهابية.. التي استهدفت المدنيين الاسرائيليين في بتاح تكفا.
محاصرة كنيسة المهد
وفي إطار هذه الاعتداءات الاسرائيلية قالت مصادر فلسطينية أمس ان القوات الاسرائيلية عاودت محاصرة كنيسة المهد ومديرية الشرطة في بيت لحم.
وأوضحت المديرية العامة للشرطة أن قوة من قوات الاحتلال اقتحمت مقر الدفاع المدني ومبنى الارتباط العسكري الفلسطيني في المحافظة في الوقت الذي قام فيه جنود الاحتلال بتفتيش المواطنين الفلسطينيين والتدقيق في البطاقات الشخصية الخاصة.
الانتخابات الفلسطينية
وفيما يتصل بالانتخابات المرتقبة قال مجلس الوزراء السلطة الفلسطينية ان الانتخابات التشريعية والرئاسية قد تجري بنهاية العام.وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد ابلغ رويترز الاسبوع الماضي انه سيدعو الى انتخابات عامة ورئاسية بحلول اوائل عام 2003.
غير ان عرفات لم يحدد جدولا زمنيا، وقال ان التصويت سيكون من الصعب اجراؤها في ظل قيود السفر التي يفرضها الجيش الاسرائيلي في حصاره وغاراته على المدن الفلسطينية بهدف معلن هو اعتقال النشطاء الذين يلقى عليهم اللوم في التفجيرات داخل اسرائيل.
واشار بيان لمجلس الوزراء الى احتمال اجراء الانتخابات في موعد اقرب قليلا مما ذكر عرفات لكنه صيغ بطريقة تلمح الى تحفظات على اجرائها تحت ضغط عسكري.
وقال البيان انه بعد مداولات ومناقشات اتفق مجلس الوزراء على ان الانتخابات العامة من اجل المجلس التشريعي والرئاسة يمكن ان تجري بنهاية ديسمبر كانون الاول عام 2002، ولم يذكر البيان إيضاحات اخرى.
وفي وقت سابق قال وزير الحكم المحلي وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه سيكون شبه مستحيل تسجيل الناخبين ناهيك عن اجراء انتخابات حرة ونزيهة في «الظروف الراهنة من الاغلاق والحصار».
واضاف قوله: اذا استمر الوضع هكذا فإنني اطلب مساعدة رؤساء اللجان الانتخابية في الولايات المتحدة واوروبا.... ليأتوا على الفور ويساعدونا.
وقال: حينما يدرسون الموقف... يجب ان يبلغونا كيف يمكنني اجراء تسجيل الناخبين في ظل الظروف الحالية، انه يمكن ان يحدث لكن لن تكون هناك انتخابات حرة نزيهة.
الأسد يطالب بالضغط على إسرائيل
وعلى صعيد آخراكد الرئيس السوري بشار الاسد لوفد من الكونغرس الامريكي ضرورة ان تمارس الولايات المتحدة الضغط على اسرائيل للتوجه نحو السلام، مشيرا الى ان لا مستقبل لعملية السلام في المنطقة بدون التعاون مع الدول المعنية.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الاسد اكد للوفد الامريكي الذي يرأسه عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي عيسى داريل يوم الاثنين اهمية الدور الامريكي في الضغط على اسرائيل للتوجه نحو السلام.
ورأى الرئيس السوري انه لا يمكن وضع تصور لمستقبل عملية السلام بدون التعاون مع الدول المعنية.
واكد الاسد ان السلام ضروري من اجل تحقيق التنمية في المنطقة، معبراعن «تفاؤله» في هذا الشأن.
وذكرت الصحف اللبنانية ان وفدا سوريا بقيادة نائب وزير الخارجية وليد المعلم اجرى منذ عشرة أيام في الولايات المتحدة محادثات مع مسؤولين امريكيين حول امكانيات تحريك عملية السلام.
واضافت ان احد المستشارين القريبين من الرئيس السوري كان بين اعضاء هذا الوفد.
جهود أمريكية
وفيما يتصل بجهود السلام ايضا قالت صحيفة واشنطن بوست امس الثلاثاء ان مسؤولين بادارة الرئيس الامريكي جورج بوش يجرون محادثات مكثفة حول اعلان شروط تسوية سلمية دائمة في الشرق الاوسط مع اعلان جدول زمني للمفاوضات والتوصل لاتفاق.
وقال مسؤول بالادارة للصحيفة: نناقش فيما بيننا ما سيكون مناسبا بالنسبة للمرحلة النهائية من الامر وافضل وقت لاعلان ما توصلنا اليه.
نسعى بجد للتوصل لما سنعلنه بخصوص المرحلة النهائية.
ومضت الصحيفة تقول ان المسؤولين يدرسون المدى الذي يمكنهم الوصول اليه لحل الخلافات بين اسرائيل والدول العربية حول اهداف مفاوضات السلام الجديدة.
ونقل عن مسؤولين امريكيين قولهم انهم لا يتوقعون ان تذهب ادارة بوش الى المدى الذي ذهب اليه الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الذي اقترح في اسابيعه الاخيرة في السلطة «عناصر» محددة لاتفاق نهائي للسلام ينص على تعايش اسرائيل جنبا لجنب مع دولة فلسطينية مع اقتسام السيادة على القدس والتوصل لحل بخصوص مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة ان اي جهود جديدة لصياغة النقاط الخاصة باتفاق دائم فيما يتعلق بمثل هذه القضايا او التكيف مع المطلب العربي بتحديد جدول زمني للتفاوض قد يسبب صراعا بين الادارة الامريكية ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.
وقال مسؤول بالادارة الامريكية: في الدول العربية سيقولون إنه يتحتم ان نكون أكثر تحديدا فيما يتعلق بالقضية مع وضع جدول زمني، وهذا يسبب قلقا بالطبع لاصدقائنا الاسرائيليين، اننا نصارع بحق حتى نحرز تقدما.
|