Wednesday 29th May,200210835العددالاربعاء 17 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أضواء أضواء
جنرال رغم أنفه...!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

استيقظ الكويتيون صباح يوم 1990/8/1 ليجدوا الجنود العراقيين يحتلون شوارعهم والدبابات تتمركز على نواصي الطرق والساحات العامة، وفي ساعات قليلة تحولت دولة مستقلة ذات سيادة.. إلى دولة محتلة.. وكانت حجة النظام العراقي الذي دفع بقواته إلى احتلال دولة مسالمة جارة هو طالب حكومتها الجديدة الاستعانة بالجيش العراقي.. لحماية الثورة...!!
توقف الكويتيون بدهشة واستغراب أمام هذا القول، فلا توجد هناك ثورة.. ولا حكومة جديدة..، إلا أن نظام بغداد أذاع من خلال محطتي إذاعة بغداد، على طريقة ضباط الانقلابات العسكرية وكلنا نعلم أن ضباط الانقلابات دائماً ما يقفزون قفزاً للرتب الأعلى مغتصبين دائماً رتب المشير والفريق، إلا أن علاء الخفاجي منح رتبة عقيد«جنرال صغير».
مكث الجنرال الثوري الكويتي عدة اسابيع وبعد أن تبين لنظام بغداد أن الحيلة لم تنطل على الشعب الكويتي استدعى «الجنرال الثوري» وحكومته إلى بغداد، وأُلحقت الكويت بجمهورية العراق كمحافظة جديدة حملت الرقم 19.. وظل الجنرال الثوري ضيفاً على ضيافات الاقامة الجبرية في بغداد حتى استطاع الخروج إلى السويد لاجئاً سياسياً وفجأة عاد للكويت مطالباً بمحاكمته لتأكيد براءته.. ورغم عدم اقتناع المحكمة ببراءته، إلا أن أهم ما قاله الجنرال الثوري، أنه لم يستشر ولم يرغب في أن يصبح رئيساً للحكومة الثورية ولم يتمن أن يصبح عقيداً وأبان التلفزيون أسماء حكومة الثورة الكويتية...!!
ومرة اخرى يفغر الكويتيون افواههم دهشة، لاسم رئيس الحكومة الثورية في الكويت «العقيد علاء حسين الخفاجي» وينهمك قادة شرطة والجيش في دولة الكويت ممن بقي منهم في الكويت مختبئاً عن عيون عسكر العراق واستخباراته أو ممن نجحوا في الفرار إلى الخارج.. ينهمكون في تنشيط ذواكرهم علَّهم يعرفون هذا «الجنرال». عبثاً حاول كبار القادة معرفة «جنرال الحكومة الثورية».. ومثلهم عامة الشعب الكويتي فلا احد يعرف هذا الجنرال.. وحدهم الذين عرفوا رئيس الحكومة الثورية هم زملاؤه ورؤساؤه في دورة ضباط الاحتياط التي انضم إليها علاء حسين الخفاجي بضعة اشهر وخدم بضعة اشهر أيضاً كضابط احتياط برتبة اقل مما منح إياها في جيش الثورة المفتعلة.. ليكون بذلك أول جنرال يعين رغم أنفه...!!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved