Wednesday 29th May,200210835العددالاربعاء 17 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إلى متى ستتمكن واشنطن من إبعاد شبح الحرب عن جنوب آسيا؟ إلى متى ستتمكن واشنطن من إبعاد شبح الحرب عن جنوب آسيا؟

* واشنطن - ستيفن كولينسون - أ.ف.ب:
تتعاقب الأحداث في جنوب آسيا بحسب سيناريو بات معهودا فما ان توشك الحرب على الاندلاع بين الهند وباكستان حتى ترسل الولايات المتحدة على وجه السرعة دبلوماسيا لمحاولة تهدئة الوضع بين القوتين النوويتين لكن السؤال هو: الى متى ستتمكن واشنطن من تجنب اندلاع نزاع في المنطقة؟
ومع انتظار وصول مساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج هذا الاسبوع الى المنطقة. بعد أقل من خمسة أشهر على اجراء وزير الخارجية كولن باول مفاوضات من أجل هدنة لم تستمر طويلا بين الدولتين المتنازعتين يشكك الخبراء في جدوى هذه الجهود الأمريكية. فهل ستؤدي هذه المساعي الجديدة الى منع اندلاع الحرب لفترة طويلة؟ ألم يحن الوقت لاطلاق مبادرة بعيدة المدى لمعالجة المشكلة من جذورها؟
ويتساءل ضيا ميان خبير شؤون جنوب آسيا في جامعة برينستون «كم مرة سيتعين علينا القيام بالخطوات ذاتها قبل ان ندرك أنها لا تحدث تغييرا حقيقيا في الديناميكية الحالية».
وأوضح ان «كل أزمة تبدو أسوأ من سابقتها» معلقا على لائحة الموفدين الأمريكيين الذين تعاقبوا على المنطقة منذ السبعينات في مهمات سلام. وتتواجه باكستان والهند منذ 1947 حول مسألة كشمير وقد نشرتا حوالي مليون جندي على حدودهما المشتركة. في وقت شهدت الهند منذ بضعة أشهر موجة اعتداءات أدت الى تزايد التوتر بين البلدين. وأعرب هوما مالك الخبير في حل النزاعات في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بواشنطن عن قناعته بأن الوقت قد حان لاطلاق مبادرة سلام على المدى البعيد.
وقال ان «جزءا من المشكلة هو ان الوضع يبقى مضطربا واننا لا نأخذه بعين الاعتبار إلا حين لا يعود في وسعنا إلا نكون طرفا في المشكلة لاننا ندع الطرفين أسيري خطابيهما ما يحملهما على اتخاذ مواقف لا يمكنهما التراجع عنها فيما بعد».
حتى المسؤولون الامريكيون المشاركون في معالجة الأزمة يعتبرون انه لا يمكن التوصل الى سلام دائم إلا اذا جلس طرفا النزاع الى طاولة المفاوضات.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم كشف هويته «الأزمة لن تحل كليا ولن نتمكن من تسوية الخلافات بين البلدين طالما انهما لم يجلسا الى طاولة واحدة للتحاور».
ويتحتم على أي مفاوضات بين الهند وباكستان ان تتطرق الى منطقة كشمير ذات الغالبية الاسلامية والتي كانت سببا في حربين من الحروب الثلاثة التي دارت بين البلدين الجارين منذ 1947.
ويرى العديد من الخبراء ان الأزمات المتكررة بين القوتين النوويتين بشأن مسألة كشمير لن تتوقف ان لم تتخذ محادثات السلام بعدا دوليا. وقال ضيا ميان «حان الوقت الآن لكي تتدخل الولايات المتحدة ومجلس الأمن بشكل جماعي» مضيفا ان «هذا سيؤدي الى اشراك الروس الذين يمارسون نفوذا كبيرا على الهند وهم مزودها الرئيسي بالأسلحة». ورأى ضيا ميان انه يتعين القول لنيودلهي وإسلام آباد «نريدكما ان تتوقفا وسنفرض عليكما حظرا على الأسلحة الى ان تبدأ عملية سلام تجعلكما تستمعان الى صوت العقل».
واعتبر هوما مالك انه لن يتم التوصل الى حل حقيقي طالما ان الأسرة الدولية لا تبدو جدية في تصميمها على حمل الطرفين بالقوة على الجلوس الى طاولة المفاوضات.
وقال «يجب ان يكون هناك التزام من المجتمع الدولي يؤكد عبره انه يعطي المسألة الأولوية وانه سيعالجها».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved