** برأيي المتواضع أن أي مشروع (كتابة) يجب أن يرتكز على سؤال غاية في الأهمية:
لماذا تكتب؟!
** الشاعر مثلاً عندما يكتب قصيدة.. هل يريد إبراز موهبته الشعرية.. أم يريد أن يثبت للناس أنه شاعر.. أم أنه يكتب لنفسه فقط.. أم أنه يشعر أن لديه رسالة فكرية يود إيصالها للقراء بصفة عامة! وما ينطبق على الشاعر أيضاً ينطبق على الكاتب والقاص!
** لماذا تكتب؟!
هو ليس سؤالاً عبثياً؟ والإجابة على هذا السؤال تحدد نوعية ومضمون الكتابة، فلا توجد كتابة دون مضمون أو هدف محدد في مخيلة الكاتب.. حتى روايات (أدب السرير) كما يصفها عباس محمود العقاد هي أيضا لها هدف وإن كان هدفها خارج نطاق منظومة ثقافة المجتمع العربي السائدة! وقس على ذلك الروايات السياسية والمغامرات وأدب الاعترافات!
وإذا اتفقنا على هذه النقطة في انه لا توجد كتابة عبثية فقط! لأنه لا يوجد إنسان عاقل (وضع تحت هذه الكلمة ما تشاء من الخطوط) يكتب لمجرد العبث فقط دون ان تكون لديه رؤية محددة للحياة والكون والإنسان! وإذا اتفقنا على ذلك يجب أن يكون السؤال التالي: لمن يكتب الكاتب؟!
يقول روائي عربي انه يكتب لنفسه فقط ولا يضع في باله القارئ أو الناقد لرواياته! وإذا أخذنا هذا الكلام على محمل الجدّ فلماذا ينشر هذا الروائي رواياته؟ لماذا لا يبقيها في أدراج مكتبه ويقرأها هو وحده! إذا كان هذا ما يسعى إليه في كتاباته!!
ويقول شاعر يكتب قصيدة النثر انه لا يشعر بالحزن لأن القراء لا يفهمون ما يكتب، لأن المعادلة الصحيحة تكمن في أنهم (يجب) عليهم أن يفهموا ما يقول.. وما عدا ذلك لا يهمه في شيء!!
نصل إلى الخاتمة بتساؤل أيضاً:
إذا كان الكاتب (بمفهومه العام) يكتب من أجل أغراض (محددة) وفق رؤيته الخاصة التي قد لا تتوافق مع الثقافة السائدة في المجتمع؟! وإذا كان القارئ (لا يقبل) مثل هذه الكتابات التي تصطدم مع (ثقافته).. يصبح السؤال في النهاية مهماً:
لماذا يكتب؟!
|