في ظل تسارع خطى التطوير والتحديث الذي يشهدها تعليمنا في الوقت الراهن يبقى اختبار الثانوية العامة نشازاً واضحاً لا ينسجم مع الصورة المأمولة لتعليمنا. اختبار الثانوية العامة أصبح الآن من أطلال الماضي. ولو كنت في مكان زميلي الدكتور عبدالخالق خلف مدير عام الاختبارات بوزارة المعارف لقمت بتحنيط هذا الاختبار مع كل توابعه وبعثت به إلى زميلنا الأخ الدكتور سعد الراشد وكيل الوزارة للمتاحف والآثار ليعرضه ضمن معروضات معرض تاريخ التعليم.
لكن لماذا يجب إلغاء اختبار الثانوية العامة؟.. إليك الأسباب كما أراها:
أولاً: اختبار الثانوية العامة يعتبر -إذا أحسنا الظن به- عن إنجاز الطالب في الصف الثالث ثانوي فقط، الأمر الذي دفع الناس إلى استخدام طرقهم الخاصة للبحث عن السبل التي توصلهم إلى المعدلات التي تطلبها الجامعة، وعندما حققوا تلك المعدلات لم يقدموا في الجامعة من الأداء ما يشفع لهم بالبقاء فيها.
ثانياً: مستقبل الطالب التعليمي يعتمد حالياً على نتيجة اختبار الصف الثالث ثانوي فقط ويتجاهل تماماً إنجازات الطالب في الصف الأول والثانوي. أرأيتم لو ألغي اختبار الثانوية العامة ودمجت معدلات الصفوف الثلاثة في المرحلة الثانوية في معدل واحد أما كان هذا سيعطي مؤشراً أفضل عن تحصيل الطالب، بل ويقضي على الصداع الذي يسببه هذا الاختبار للوزارة وأولياء الامور.
ثالثاً: أصبح هذا الاختبار يفرض في كل عام على الوزارة وقطاعاتها احتياطات أمنية غير عادية، ومع ذلك يتم من وقت لآخر اختراق هذه الحواجز الأمنية (دون تقصير من أحد). لقد ظهر في الوزارة وفي المدارس ما سمي بالرقم السري والغرفة السرية، ووجدت خزائن خاصة وطرود خاصة وحراسة مستمرة، كما واكب هذا الاختبار تشكيل لجان تصحيح مركزية ورصد مكافآت وانتظار جماهيري يكتم الأنفاس. وفي العموم أوجد هذا كله عبئاً نفسياً ومالياً وإدارياً على الوزارة وقطاعاتها.
رابعاً: ربط القبول في الجامعات بالتحصيل في الصف الثالث ثانوي فقط خلق جوّاً من التوتر والتململ والقلق لدى الأسرة السعودية على المستقبل التعليمي لأبنائها.
*كلية المعلمين بالرياض | 
