إليك الأسباب والعلاج:
تشكو الأم من غضب طفلها وبكائه الدائم فهو يبكي إذا أعيته الحيل في الحصول على شيء ويبكي إذا أقدمت على عقابه دائماً في أي مكان وزمان ولا يتوقف فما السبب؟ وما التصرف الصحيح لعلاج ذلك.
إن تصرفات الطفل مقياس حساس (ترمومتر) يقيس به حرارة عاطفة الأم وحنانها له فيستجيب للعطف ويحتج على القسوة وعدم القبول. وبكاء الطفل المزمن ما هو إلا تعبير صارخ عن قلقه على ذاته والصراع الذي يعيش فيه إنه يصارع بأسلوب مرضي لتعطف عليه الأم وتحيطه بشعور الأمن والطمأنينة فهو يحتاج إلى إشباع هذه الحاجات النفسية مثل احتياجه للأكسجين في الحياة.
أسباب البكاء:
شعور الطفل بأنه مرغوب فيه ومحبوب بقدر ما يكون متكيفا مع البيئة ومع ذاته.
قد تكون القسوة الشديدة في المعاملة أو الإسراف في الحب والتدليل هما السبب في بكاء الطفل فالتدليل الزائد ينمي في الطفل الأنانيبة ويجعله دائم التمركز حول ذاته.
كما يرجع المختصون سبب البكاء إلى الضعف العقلي ومستوى الذكاء المنخفض الذي قد يكون مصحوباً بالتوتر والعصبية وعدم الاستقرار النفسي وكل هذا يترجم إلى اضطراب عصبي يأخذ صورة مص الإصبع أو البكاء الدائم.
إن كثيراً من الأطفال يلجأون إلى البكاء كسلاح لفرض رغباتهم، وكثيراً ما يضطر الآباء إلى الاستجابة لطلب الطفل كوسيلة للتخلص من الإزعاج الذي يسببه البكاء.
ويؤكد العلماء أن الأطفال بذكائهم الفطري وبخبرتهم الطفولية مع والديهم يدركون أن هذه الوسيلة كثيراً ما تجدي فمن المعروف أن بكاء الأطفال ليس صفة وراثية ومن ثم لا يمكن أن نهرب من حقيقة أنهم يتعلمون «النحيب» (الزن) ثم بعد ذلك يحبونه أو لا حسب استجابة الأهل.
يحذر الأطباء من الاستجابة لأطفالهم رغبة في الهدوء وعدم الإزعاج وينصح بعلاج البكاء بعدة خطوات.
معرفة سبب بكاء طفلك فربما كان جائعاً أو عطشان أو خائفاً أو حزيناً فإذا كان جائعاً أطعميه وأرشديه إلى الأسلوب الأفضل لطلب حاجاته أما إذا كان البكاء لا مبرر له تجنبي الشرح الطويل الانفعالي وأخبريه بأنك لا تستطيعين سماعه أو فهمه وهو يبكي.
وإذا استمر في البكاء فإليك ثاني الخطوات وهي:
تحاشي النظر في وجه طفلك واجعلي تعابير وجهك تبدو طبيعية غير غاضبة ولا تبدي تلميحات لفظية أو غير لفظية تدل على الاهتمام وركزي على أشياء أخرى مثل قراءة الجريدة، تصفح مجلة. وإذا زاد بكاء الطفل عن الحد اطلبي منه أن يذهب إلى مكان آخر وإذا كنت خارجة معه أخبريه أنه لو استمر في البكاء فسوف ترجعين به إلى البيت ولا تيأسي من اتباع هذا السلوك المتدرج وإلا اعتبره ابنك سلوكاً ناجحاً في خطته.
الخطوة الثالثة: إذا توقف عن البكاء شجعيه وأثني عليه وربتي على رأسه في حنان وامنحيه ابتسامة ودودة وفكري فيما طلبه وإذا كان معقولاً فلماذا لا تلبينه..؟؟
الخطوة الرابعة: تكون في تعليم طفلك من خلال القصص والحكايات كيف يتجنب البكاء وأن عرض المشكلات بصورة هادئة يكون له أكبر الأثر في استجابة الآخرين له وتقبلهم لما يطلبه.
| 
