لا شك أن كثيرين استغربوا قرار بدء مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للموسم المقبل مع مطلع شهر رمضان المبارك، فعلاوة على أنه شهر فضيل وكريم كانت المسابقات الكروية الرسمية تتوقف خلاله في المواسم السابقة فإن بدء المسابقة في هذا الوقت فيه تأخير كثير سيترتب عليه مضار عديدة، أولها تداخل مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مع مسابقة كأس ولي العهد بسبب ضيق الوقت، كما سيترتب عليه ضغط مباريات الدوري لنفس السببب وهذا الضغط بات شبحاً يهدد الأندية والمدربين واللاعبين وحتى الجماهير التي هجرت الملاعب والمدرجات بداعي الملل من تسارع إقامة المباريات وافتقادها عنصر التشويق، وغياب النجوم، كما تضرر منه المنتخب الذي خسر عدداً من نجومه وأركانه الأساسية بسبب الإصابات التي كان ضغط الدوري عاملاً أساسياً ومهماً في حدوثها وتفاقهما.
وقد برر رئيس اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم ماجد الحكير هذا التأخير كون لجنته هي التي اقترحت وأوصت بهذا الموعد، ان ذلك يعود لأن العام الدراسي يبدأ قبل ذلك بقليل وهو الموعد المناسب لبدء الموسم الكروي بعد أن يكون الرياضيون قد استمتعوا باجازاتهم.
وهذا التبرير الذي ساقه رئيس اللجنة الفنية لا أرى فيه أي وجاهة او منطقية.
فإذا كان الموسم الكروي المنصرم انتهى في منتصف الشهر الثاني من هذا العام والموسم الجديد لن يبدأ إلا في الشهر السابع فهذا يعني ان هناك خمسة اشهر كاملة تفصل الموسمين ليتبقى «من السنة» سبعة اشهر هي عمر الموسم الكروي الواحد وعندما يستقطع منه شهر ونصف تتوقف خلالها المسابقات لمناسبات العيدين واختبارات منتصف العام يصبح الموسم الكروي لدينا عمره خمسة أشهر ونصف. واذا كانت مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين تحتاج الى ستة أشهر لإجرائها كاملة دون ضغط فمتى ستجرى مسابقة كأس ولي العهد التي تحتاج شهراً ومسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد التي تحتاج شهراً أيضاً.
الحل عند رئيس اللجنة الفنية هو الضغط، فحسب مفهومه الذي يتنافى كلياً مع مفهوم الاحتراف ان الموسم الذي يحتاج الى تسعة اشهر سينهى خلال خمسة اشهر ونصف الشهر فقط ليسيح بعد ذلك من اراد السياحة في أرض الله الواسعة وليعود مع بدء العام الدراسي استعداداً لانطلاق الموسم الكروي.
إن عدم تحقيق نظام الاحتراف لدينا للنجاح المنتظر والمأمول هو ان القائمين عليه هم من الهواة الذين يمارسونه في وقت فراغهم فتغلب مسؤولياتهم الأساسية والرسمية على مهام ومسؤوليات الهواية لديهم.
ثم ما هي العلاقة بين بدء الموسم الكروي وبدء العام الدراسي؟ ولماذا يمتد الزمن الفاصل بين الموسمين الى خمسة أشهر؟.
هل أدركنا الآن لماذا ذهب منتخبنا الى اليابان ناقصاً عدداً من نجومه بداعي الإصابات؟ انه بسبب موسم كروي عمره الافتراضي تسعة اشهر اختزله خبراء اللجنة الفنية الى خمسة أشهر ونصف!!! وهل أدركنا الآن سبب عزوف الجماهير عن الحضور للملاعب؟ انه يعود لغياب النجوم عن أغلب مباريات الموسم الذي تم ضغطه ليتداخل مع مشاركات المنتخب.
| 
