Sunday 26th May,200210832العددالأحد 14 ,ربيع الأول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رغم القيم والمصالح المشتركة رغم القيم والمصالح المشتركة
الرباط الأمريكي والأوربي أصبح ضعيفاً جداً!!

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في العاصمة الألمانية برلين للتظاهر بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تماما كما خرجت هذه الآلاف قبل 39 سنة للتظاهر بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جون كيندي، ولكن شتان بين الاستقبالين فقد خرجت المظاهرات تندد ببوش وسياساته وتعلن معارضتها له في حين كانت المظاهرات التي خرجت تستقبل الرئيس كيندي مظاهرات ترحيب وتقدير، والحقيقة المرة أنه رغم كل ما نسمعه عن القيم المشتركة والمصالح والموروثات المشتركة التي يمكن أن تجعل أمريكا وأوروبا شركاء للأبد فإن ما يربط حاليا بين أوروبا وأمريكا أصبح ضعيفا جدا، وهذا ليس أمرا سيئا دائما، فالاتحاد السوفيتي بما كان يمثله من تهديد مشترك والذي جعل التحالف عبر الأطلنطي ضروريا قد اختفى من الوجود، والاتحاد الأوروبي يجاهد حاليا لإيجاد هوية سياسية خاصة به وبطبيعة الحال فإن هذه الهوية ستشكل رؤية أوروبية مختلفة للعالم، ولكن ذلك لا يشرح ولا يفسر كيف نجحت إدارة الرئيس بوش خلال أشهر قليلة في تدمير التعاطف والتضامن الأوروبي الهائل معها عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ولكن إذا كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر قد ساعدت في شيء ما فإنها ساعدت على دعم وإظهار اتجاهات كانت واشنطن تريدها لكنها لم تكن تظهرها مثل الأحادية في التصرف والسيطرة الكاملة والتخلي عن أي اتفاقية يمكنها ان تقيد أيدي الإدارة الأمريكية حتى لو كان بشكل طفيف وتفسير كلمة التشاور على أنها إبلاغ الشركاء والاستماع إلى وجهة نظرهم بشأن ما تعتزم الإدارة القيام به في جميع الأحوال.
ويبدو أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم تفعل شيئا سوى دعم الافتراض القائل بأن ما هو صالح لأمريكا هو بالتحديد في صالح أي شخص، كما قوت اعتزام أمريكا على مهاجمة العراق مهما يكن رأي حلفائها والأمم المتحدة وبغض النظر عما يمكن أن يسببه هذا الهجوم من عدم استقرار بالشرق الأوسط.
الرئيس بوش يتحدث عن دولة فلسطينية ولكنه لم يفعل الكثير لتحقيق ذلك من خلال تطبيق مبدئه البسيط الشهير «من ليس معنا فهو مع الإرهاب» على الصراع العربي الإسرائيلي، ويمكن إضافة الاتهام بالنفاق إلى جانب الاتهامات بالأنانية وقصر النظر إلى الإدارة الأمريكية بسبب رفضها التوقيع على اتفاق كيوتو واتفاقية محكمة الجنايات الدولية.
فالدولة التي تطالب دول العالم الأخرى بفتح أسواقها أغلقت سوق الصلب بها أمام الواردات الخارجية هنا تسقط كل دعاوي قيادة العالم، فاللعبة هنا محاولة استجداء أصوات الناخبين في الولايات التي يمكن أن تساعد الرئيس بوش والحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2002 وانتخابات الرئاسة الأمريكية 2004، ورغم ذلك فلا يمكن إعفاء أوروبا من الحالة السيئة التي وصلت لها العلاقات الأوروبية الأمريكية، فأوروبا مازالت حتى الآن تتحدث بأصوات متعددة، كما أن فشلها الجماعي في تحديث ودعم قواتها العسكرية ينسف مطالبتها بالشراكة الكاملة مع أمريكا ويحد من قدراتها في علاج مشكلات العالم وأكثرها خطورة حاليا أزمة كشمير.
فهناك أيضا في أقصى الشرق يجب أن تتولى الولايات المتحدة القيادة لانه لايوجد من لديه القدرة على القيادة غيرها، ولكن المسؤولية في أوروبا تقع هذا الأسبوع على بوش الذي يقوم بجولة أوروبية تستمر أسبوعا، فعلى بوش أن يقوم بمشاورات حقيقية مع شركائه الأوروبيين بمعنى أن يستمع إلى وجهات نظر الآخرين ووضع وجهات النظر هذه في الحسبان والاعتراف بأن هذه الرؤى يمكن أن تكون صحيحة.

افتتاحية الإندبندنت

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved