editorial picture

سلامة المسيرة في عالم مضطرب

اللقاءات المنتظمة لقادة دول مجلس التعاون والاجتماعات الدورية المتتابعة للوزراء مؤشر إلى الالتزام الدقيق بالعمل الواسع الذي ينتظم أجهزة المجلس وأمانته العامة.
ومنذ إنشاء المجلس منذ حوالي عشرين عاماً أثبت أنه كيان فاعل، حيث واصل طوال سنوات مسيرته إنجاز الكثير من تطلعات أبناء المنطقة في مختلف المجالات مع التركيز على العمل الاقتصادي الذي يتمثل في جانب منه في السماح بممارسة النشاط التجاري لمواطني الدول الأعضاء في أي دولة من الدول الست وتسهيل آليات التنقل لهم بما يعزز أواصر التقارب والإخاء ويسهم بصورة واضحة في تنفيذ الأهداف التي يسعى إليها المجلس.
هذه اللقاءات المنتظمة تضع المجلس في موقع متقدم بالنسبة للكيانات الأخرى التي تنتظم المنطقة، وتجعل عمله يتسم بقدر كبير من الفاعلية في منطقة تشهد أوضاعاً مضطربة.
وتحظى هذه الأوضاع المضطربة بكامل اهتمام القادة خصوصاً التطورات على صعيد القضية الفلسطينية، حيث تتصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي بما يدفع المنطقة إلى المزيد من الغليان.
ويؤدي مجلس التعاون دوراً متعاظماً فيما يتصل بدعم النضال الفلسطيني من جهة العمل على احقاق الحقوق الفلسطينية والعربية بشكل عام.
فمن المملكة، احدى دول المجلس خرجت مبادرة الأمير عبدالله التي تبنتها قمة بيروت العربية لتصبح مبادرة عربية للسلام، كما أن الثقل الذي تتمتع به الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون يتم تكريسه لصالح القضية الفلسطينية حيث تقوم هذه الدول بدور فاعل دولياً وإقليمياً لرصّ الصفوف العربية بل وقيادتها نحو الأهداف المرجوة في السلام والاستقرار.
ومجلس التعاون بهذه الصفة وبهذه الفاعلية وبحالة الانسجام التي تسود بين دوله يعطي نموذجاً طيباً لما ينبغي أن تكون عليه الأوضاع والأحوال بين الدول العربية خصوصا وأن الإنجازات التي تتحقق لدول المجلس تقدم مثالاً لكيفية العمل بين الدول العربية بشكل عام.
إن عالم اليوم هو عالم الكتل الكبرى التي تستطيع استقطاب جهود الدول المنضوية تحتها لإطلاق تعاون فعال مع الكيانات الدولية الأخرى.. ويبذل مجلس التعاون جهوداً مقدرة في سبيل التعاون مع الآخرين ككتلة واحدة تملك من الإمكانات الاقتصادية ما يؤهلها من أن تحتل موقعاً متقدماً في عالم اليوم في المجالات الاقتصادية والسياسية.


jazirah logo