** لم أكن أنوي وبشكل قاطع.. أن أعود لهذا الموضوع.. على الأقل قريباً.. لولا حجم ردود الفعل الكبيرة التي وصلتني.. منها ما هو خطِّيٌّ.. ومنها ما هو اتصال.. ومنها ما هو شفهي.. وأعني بهذا الموضوع.. ما كتبته عن موضوع الأمن في الرياض وكيف تحقق؟
** وصلتني بالفعل.. عشرات الردود.. ولعلكم قرأتم رد معالي الفريق أسعد عبدالكريم الفريح.. إلا أن ما شدني أكثر.. هو اتصالات.. العاملين في الجهاز الأمني.. من ضباط.. وضباط صف وجنود..
** منذ أن كتبت الموضوع بحلقاته الأربع.. والاتصالات على هاتفي لم تهدأ.. وكل هؤلاء يقولون بصوت واحد.. لقد أنصفتنا.. لقد قلت شيئاً نود أن يقوله الناس.. نحن نريد أن يشعر الناس بما نقدمه.. نريد أن نسمع.. ماذا في أذهان الناس؟
** ويقولون.. إننا.. نعمل ونعمل.. ونواصل الليل بالنهار.. ونسهر ونناوب ونحن مرضى.. وأُسرنا مرضى.. وأولادنا في المستشفيات.. ونحن ندرك.. أن هذا واجبنا.. وهذه رسالتنا.. ولا فضل لنا في ذلك.. فهذا صميم عملنا ولكن.. كم كان بودنا.. أن نسمع رأي الآخرين..
** يقولون.. نحن نواجه في الشوارع وفي المحلات وفي أقسام الشرطة صعوبات ومشاكل.. ونواجه ألسناً طويلة وقصيرة.. ونسمع أحياناً.. كلاماً جارحاً.. ومع ذلك.. نسكت.
** وحقيقة لا تقبل الجدل.. أن رجال الأمن.. سطروا ملاحم رائعة تستحق الشكر والتقدير والعرفان.. وبالذات.. من وسائل الإعلام والكتَّاب والصحفيين وجميع المعنيين.
** إن النقلة التي حققتها الشرطة.. من أقسام ودوريات.. كانت «كالبعبع» قبل سنوات ليست قريبة.. إلى جهاز خدمات متكامل في خدمة المواطن.. لا شك أنها نقلة تستحق منا.. أن نقول شيئاً.
** هذه النقلات.. لم تتم بالبركة.. ولا بمجرد فعل الزمن وإيقاعاته.. ولم يفرضها الواقع.. بل جاءت نتيجة تخطيط مدروس وعمل شاق مضنٍ.. ونتاج أبحاث ودراسات قام بها عقول وعقول.
** ترى.. كم رجل شرطة مات من أجلنا.. في حادث مروري أو في معركة مع مجرم..
** وكم رجل شرطة.. صار مُقعداً وعاجزاً عن العمل وهو في ميدان الشرف والفداء؟
** رجل الشرطة.. في شوارعنا وفي أقسامنا وعلى أهبة الاستعداد لأيِّ عمل.. ونحن بين أُسرنا وأطفالنا ننعم بالتكييف والراحة ولذيذ المأكل والمشرب.
** مهما قلنا.. ومهما تحدثنا عن دوركم أيها الرجال الأوفياء الشرفاء.. فلن نوفيكم حقكم أيها المخلصون.
** إنكم قد أخترتم لأنفسكم طريق العزة والشجاعة.. وصرتم.. الذائدين عن حمى الوطن.. في وقت.. نام فيه الآخرون!.
|