Sunday 26th May,200210832العددالأحد 14 ,ربيع الأول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

ثورة المعلوماتية تثير مسألة تكنولوجية - حضارية ثورة المعلوماتية تثير مسألة تكنولوجية - حضارية
كيف نخرج من مأزق المصطلح التقني العربي؟

  * الرياض - إبراهيم الماجد:
المصطلحات في عالم الكومبيوتر والانترنت جديدة في معظمها. ومحيرة غالبا. بل ان البعض يراها اشبه بكلمات صينية وفي حالات تكاد تكون اسماء لأدوية اولمعدات فضائية... وعندما تكون هذه المصطلحات خاصة بالبرامج الالكترونية التطبيقية منها والتشغيلية اضافة إلى المعدات والاجهزة والقطع. فان المسألة تصبح اكثر صعوبة وربما مستحيلة الفهم.
وهذا امر طبيعي فكل المفردات تصبح سهلة مع الاستخدام وتكون صعبة حين نبدأ باستخدامها. لكن المهم هو عدم الهروب منها. عربي- انكليزي بعد ذلك تأتي مشكلة الخصوصيات المناطقية للغة العربية فالمفردات التي يتم تقبلها في الخليج قد لا تكون مقبولة في مصر والذي يمكن استخدامه في المغرب لا يستخدم في العراق... ولذلك قد يجد القارئ اختلافا في المفردات التي تعبر عن المصطلح نفسه. فالقارئ المغربي مثلا يتقبل استخدام «هاتوف» للدلالة على «المودم» Modem بينما نجدان هذه الكلمة غير مقبولة في السعودية وقد تكون «مودم» و«ماوس» Mouse و«ملتيميديا» Multimedia اكثر قربا من حياة الفرد اليومية اللغوية كونه يستخدمها اصلا في شكلها الانكليزي. اما في البلدان العربية التي لا تستخدم في يومياتها اللغات الاجنبية فان الكلمات المفضلة هي المعربة كليا. اضافة إلى مشكلة التعريب واختيار المفردة المناسبة. نرى مشكلة اخرى واقعة حكما في الصحافة التقنية المتخصصة وهي عدم ايجاد كلمة مناسبة في العربية تعبر عن مفردة انكليزية فالاختلافات الثقافية ترمي بثقلها احيانا في المفردات الجديدة. ومن الامثلة كلمة Settings او كلمة Personalize وحتى Default وغيرها كثير. هذه الكلمات لا يمكن ان نضع لها كلمة عربية واحدة تعبر عنها. واذا فعلناذلك فانها تأتي غير مفهومة او غير معبرة. ومن الامثلة البارزة Personalize التي اذا وضعنا لها كلمة واحدة بالعربية مثل «شخصنة» فانها قد توحي مفردة آتية من كتب علم النفس. لذلك فالموروث الثقافي الغربي بكل مفرداته اندفع ليأخذ مكانه في لغة الكومبيوتر والانترنت. اما في لغتنا فان لدى مجتمعاتنا نقصا لا في المفردات ولا في الكلمات بل في الموروث الثقافي بكل ما يمده بالتجربةمثل الثورات والاحزاب والممارسة الفكرية المختلفة. والكلمة التي ذكرناها Personalize تأخذ تفسيرها من نبع فكري غذته التجربة الحزبية الليبرالية في الحياة الفردية. اضافة إلى ما سبقها من تجربة . وعليه فان القارئ العربي. ومعه الاعلام. امام مأزق في هذه القضية. فاذا نقلت الكلمة كما هي ووضعناها في قواميسنا فاننا نفتح الباب امام آلاف الكلمات في مجالات غير الكومبيوتر والانترنت للدخول إلى عمق اللغة العربية فنصبح تابعين او ملحقين لغويا بالحضارة الغربية. اما اذا حاولنا وضع كلمات عربية ترادف المصطلحات الغربية فانا سنقع حتمافي فوضى عدم فهم المعنى. ذلك ان المفردات التي سنعربها ستكون مستوردة ومعلبة لا تناسب فهمنا للأمور خاصة من منظورنا الثقافي لها. ونصل من جديد إلى كلمة «هاتوف» Modem. فهل الانترنت تهتف او ان بطاقة المودم تهتف؟ وهل اتاك هاتف من بعيد؟ واهتفوا جميعا للزعيم! وما رأيك ان نتهاتف؟ وايضا في مجالات المفردات. كيف سنتحاشى مأزقا آخر. هو تبني جيل الشباب للمفردات الاجنبية الخاصة بالكومبيوتر والانترنت. وابناء هذا الجيل لا يهمهم من المسألة سوى انجاز الاعمال والتسلية؟ نحن في مأزق لغوي ثقافي يحمل ابعادا حضارية. والهزيمة في مجالات اخرى اكثرالحاحا قد افقدتنا التنبه للغة والاختراقات التي حصلت فيها. والكلام هنا لا يحاول مجابهة الخارج لغويا بمقدار ما يرمي إلى القول ان انفصاما في الشخصية اللغوية العربية انتشر بين الاجيال التي تستخدم مكتسبات الثورة الرقمية من كومبيوتر وهاتف نقال ومساعدات رقميةPersonal Digital Assistants وبين من لا يستخدمها. ويجدر التفكير في سبل فتح حوار مع انفسنا اي الاجيال القديمة مع الاجيال الجديدة. لكي نتمكن من انهاء المأزق الداخلي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved