مأساة شعب

في الخامس و العشرين من يوليو قبل عامين من الآن فشلت محادثات كامب ديفيد حول قضية الشرق الأوسط ، على الرغم من محاولات كلينتون المستميتة لإنجاحها، و ذلك بسبب رفض عرفات عروض باراك غير المسبوقة من الجانب الإسرائيلي ، بعدها بشهرين دخل شارون الحرم القدسي ووصل حتى المسجد الأقصى واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية ، في 11 سبتمبر 2001 وقع الهجوم عي برجي نيويورك التوأم، و في غضون تلك الأحداث صرح بوش لأول مرة بالدعوة إلى قيام الدولة الفلسطينية. ولكن لم يكتب لهذه الدعوة أن ترى النور بسبب تعنت شارون والهجمات الانتحارية الفلسطينية، هذا هو الإطار الأكثر حداثة لمأساة الشرق الأوسط، التي تناولتها الكثيرمن الأقلام بالنقد و التحليل. و لكن كتاب «اوجو ترامباللي» ( أحد افضل المراسلين السياسيين للصحافة الإيطالية ، وعلى دراية واسعة بهذه الأراضي) وتلك الشعوب يعتبر كتابا جديدا ومختلفا ، فهو يحلل الأحداث الطويلة و المأساوية لأرض «في أيدي شعبين»، ويرسم مشاهد من الحياة اليومية للفلسطينيين و الإسرائيليين الذين يعيشون تحت وطأة العنف المشترك التي تساعد القارئ على تخيل الأحداث التاريخية بكل تفاصيلها للوصول في النهاية إلى رأي موضوعي.
منذ الوهلة الأولى لقراءة الكتاب نلاحظ أن الكاتب لا يخفي مشاعره بأن الفلسطينيين هم الضحايا الحقيقيين للصراع الطويل ، لأنهم هم الخاضعون للاحتلال و تم نزع أرضهم بالقوة لأسباب وهمية تتعلق بالمعاناة الوحشية التي تعرض لها الشعب العبري على مدار التاريخ.
بطبيعة الحال ، لم ينس المؤلف أمن الجانب الإسرائيلي و عمليات العنف الكبيرة التي يتعرض لها شعب إسرائيل ، وعلى الرغم من حساسية تلك القضية ، يصرح ترامباللي انه لم يتخل عن الموضوعية والعرض الأمين.