* استطلاع ظافر الدوسري:
أفرزت الحاجة لدى الجمهور بروز أفكار تجارية ما لبثت أن انتشرت على كافة مدن المملكة ومن أهم وأبرز هذه الأفكار محلات بيع «أبو ريالين» حتى عشرة ريالات والتي تستند فكرتها على بيع معظم السلع بأسعار رخيصة جداً حتى لو كانت صناعة رديئة أو جيدة نوعاً ما.
وأدى هذا البروز والسعر الرخيص إلى جذب أكبر عدد ممكن من المتسوقين من الفئة المتوسطة الدخل مما شكل ازعاجاً لأصحاب المحلات الفاخرة والماركات العالمية التي تطرح سلعها بأسعار عالية مما حدا بهم إلى المحاولة في مقارعة هذه المحلات بالتخفيضات والدعاية الواسعة لإعادة زبائنهم.
وقد بات مؤكداً ان مخاطر نشاط محلات «أبو ريالين» الحقت ضرراً وخسائر جسيمة على المحلات الأخرى والمجاورة. ولعل أبرز السلبيات لهذه المحلات مشكلة وشكوك تحوم حول مدى موافقتها للمواصفات والمقاييس السعودية، أضف إلى ذلك مدى الاضرار الصحية من جراء استخدام بعض البضائع كمواد التجميل والشامبوهات ومواد التنظيف وغيرها.
وفي جولة ل«الجزيرة» لوحظ مدى الإقبال الكبير والهائل من الزبائن على هذه المحلات التي أكد مُلاكها والعاملون بها الأرباح المالية العالية خاصة المحلات التي أخذت مكاناً مميزاً وتعمل لساعات طويلة تصل في بعضها لأكثر من 15 ساعة متواصلة وحتى منتصف الليل.
فإلى هذه الحصيلة من الجولة:
* محمد نعيم باكستاني الجنسية ويعمل في محل أبو ريالين يقول: إن مكاسب تلك المحلات تصل من 10% إلى 15%، ونعتمد على تجارة المفرق بسبب كثرة البيع والإقبال اليومي غير العادي.
وعن استيراد تلك البضائع أكد «محمد نعيم» بأن أساس فكرة محلات «أبو ريالين» نشأت في جدة ومن ثم تلتها المدن الأخرى، أضف إلى ذلك رخص المبيعات هناك.
وأردف يقول: إننا نقوم باستيراد بضاعتنا من جدة بالرغم من بعد المسافة إلا انها تعتبر مربحة في حال شراء كمية كبيرة إذ تصلنا أسبوعياً تقريباً بضائع ولا تتوقف بل مستمرة ولدينا زبائن يتابعون كل جديد.
* وعن فئات الزبائن قال: إن جميع الزبائن من كل الفئات من ذوي الدخل المتدني والمتوسط والممتاز.
* وعن نوعية البضائع قال: لدينا أغلب ما يباع بالمحلات الأخرى التي تبيع نفس البضاعة بعشرة ريالات وخمسة ريالات وتشتمل على أدوات منزلية وملابس وكماليات وألعاب أطفال وأدوات تنظيف وأدوات قرطاسية وغيرها كثير..
* والتقينا كذلك بأحد العاملين ويدعى إبراهيم باكستاني الجنسية إذ يقول عن انتشار محلات أبو ريالين بالمملكة: إن حركة البيع والقوة الشرائية الآن لا تقارن بالسنوات الماضية على الاطلاق ناهيك عن توجه عدد من الأسواق والمعارض لفتح محلات أبو ريالين مما دفع بعض المحلات الأخرى إما إلى تحويلها لمحلات أبو ريالين وإما اغلاقها نتيجة الخسائر الجسيمة التي تكبدتها وعدم مقدرتها لدفع تكاليف الديكور والإضاءات والشروط الوقائية والحراسة.
وعن جودة البضاعة المباعة قال: إنها تعتبر جيدة ومجدية، ونفى ان تكون بضاعتهم متعفنة أو انها غير صحية، إذ يقول: بضاعتنا هي نفسها التي تباع في المحلات الأخرى والمجاورة، ويتم فحصها من قبل هيئة المواصفات والمقاييس، لذا فليس هناك مواد «متعفنة» أو منتهية الصلاحية أو رديئة الجودة كما يردد البعض.
* وفي محل آخر بالدمام التقينا بمالك محل أبو ريالين وهو يدير المحل بنفسه سعودي الجنسية رفض ذكر اسمه، إذ تحدث معنا عن مستوى الدخل المالي لتلك المحلات وكيفية حصولها على الربح بالرغم من سعر البضاعة «ريالين» إذ يقول: إن حجم ايرادات المحل اليومية مطمئن، وتقدر بحوالي من «2000 3000 ريال» يومياً في الأيام العادية، وفي وقت نهاية الشهر أي بعد استلام رواتب الموظفين والموظفات تصل لأكثر من ذلك، وهو يعد دخلاً ممتاز في الوقت الحاضر.
وأردف يقول: تعد محلات «أبو ريالين» من أنجح المشاريع الحالية في السوق، فهي تشهد ازدحاماً ونصل في بعض الأوقات لغلق الباب ومنع الدخول حتى ينتهي المتسوقون بالداخل واعطاؤهم فرصة التسوق براحة واطمئنان.
واختتم مشاركته بالقول: دخلت مجال الأعمال الحرة قبل سبع سنوات وخسرت الكثير من المال بعد انتظار طويل من الزمن لتعويض تلك الخسائر لكن ولله الحمد بعد ان دخلت هذا المجال فالوضع مطمئن جدا سواء من حركة السوق أو من الربح المالي، ومن يقتنع بالقليل يحصل على الكثير!!.
* والتقينا بمالك محل أبو ريالين في مكان آخر بالدمام «جعفر احمد الزاير» الذي تحدث إلينا بصراحة عن نجاح الاستثمار في مثل هذه المحلات وتعد من غسيل الأموال، فيقول: بلا أدنى شك ان استثمار مثل هذه المحلات مع اختيار المكان المناسب يعد من أفضل الاستثمارات الناجحة والرابحة، فإذا كان في الأيام العادية نرى إقبالاً من الزبائن وبشكل متواصل ناهيك عن الربح المطمئن فما بالك في وضع وحالة المحلات في موسم الإجازات والعطل الاسبوعية إذ لا يمكن ان تجد محلاً يشهد اكتظاظاً من الزبائن في أي سوق أو مركز تجاري كان!!.
وأضاف يقول: إن الدخل والربح الهائل وكثرة الزبائن الذين لا يتوقفون حتى إلى الساعة الثانية من منتصف الليل جعلنا نخطط لافتتاح محلات مماثلة.
سألته: كم يصل دخلكم السنوي؟..
مليون ريال على أقل تقدير إذ ان أقل دخل يومي يعادل 3000 ريال في عمل متواصل يومي لمدة اكثر من 15 ساعة يوميا.
* وفي جولتنا هذه انتقلنا لمحلات «أبو عشرة وخمسة ريالات» التي تعتبر في المرتبة الثانية من حيث اقبال الزبائن ولنتعرف عن قرب على مدى حركة السوق الشرائية والآثار من افتتاح محلات «أبو ريالين».. فيقول نجيب صالح يماني الجنسية : في السابق قبل ان تظهر محلات أبو ريالين كانت محلات أبو عشرة وخمسة هي أكثر اقبالا للزبائن ورغبتهم في الشراء بشراهة لرخص الأسعار، لكن الوضع الآن تغير مع ظهور محلات ابو ريالين إذ تغيرت نظرة الزبون وإذا حضر لمحلاتنا لا نراه يشتري كما كان يشتري في السابق لكننا نحاول اقناع الزبون بالشراء واغرائه ببعض الهدايا واظهار جودة البضاعة إلا ان المواطن في الوقت الحاضر أصبح يبحث عن الرخص مهما كانت الجودة والصناعة خاصة ان بعض المشتريات يعتبر استخدامها وقتياً وليس بحاجة لأن تدوم لفترة طويلة.
* ومع عامل في محل أبو عشرة يدعى مصطفى سوداني الجنسية الذي قال: إن محلات أبو عشرة بدأت تبيع أغراضها وأدواتها بأبخس سعر لتقليص المصروفات وعدم الربح المالي كما كان في السابق، نتيجة الخسائر التي تكبدتها.
* وأوضح عدد من العاملين وجدناهم يجلسون على رصيف المحل انهم سيقومون بتحويل محلاتهم إلى محلات أبو ريالين نظير الخسائر الجسيمة التي وقعت بهم. كما أوضحوا انه لا يمكن الاستمرار في المزيد من الخسائر والوقوف أمام كساد سوقنا.
وقالوا انه مهما كانت الأرباح الموسمية فإنها لا تغطي مصاريف التشغيل والعمالة وأجرة المعارض.
* ومع المواطنين ومدى سعادتهم بهذا التسوق الرخيص قال (...): إن افتتاح السوق لمثل هذه المحلات كشف فارق السعر لكثير من البضائع وفضح أمر المحلات التي تبيع نفس البضاعة بسعر مضاعف.
وطالب «أبو حمد» البلدية بالمراقبة والمتابعة لبعض مواد التنظيف والشامبوهات وأدوات التجميل ومطابقتها للمواصفات الصحية وغيرها من الشروط.
* أما المواطن «فلاح فضيل الشمري» فقال: لقد اعجبتني أشياء كثيرة من هذه البضائع سواء في صناعتها أو سعرها مثل الكماليات وأدوات الزينة والورود وألعاب الأطفال، وفوجئت أنا وأسرتي بأسعارها.
وأردف يقول: إن سر الإقبال على هذه المحلات هو رخص سعر البضاعة مقارنة بالسعر في محلات مجاورة.
واختتم الشمري مشاركته بالتساؤل: هل ستستمر هذه الظاهرة أم ان الزمن والسوق يخفي ما يفضح هذه الأسواق بعد ان كنا في السابق نرى ان محل أبو عشرة وخمسة الأفضل وانه فضح أمر المحلات الأخرى؟.
|