* الضفة ـ غزة ـ العواصم ـ الوكالات:
تواصل الجدل في الساحة الفلسطينية حول الانتخابات المرتقبة واشترطت حركة حماس للمشاركة في الانتخابات ان تكون داعمة للمقاومة و«ليست إلهاء للشعب الفلسطيني ».
بينما أكدت السلطة الفلسطينيةا ن جميع القوى الفلسطينية ستشارك في الانتخابات المقرر إجراؤها في الخريف القادم.
واستمرت في غضون ذلك الاعتداءات الإسرائيلية حيث واصلت قوات الاحتلال هجمتها على مدينة طولكرم التي بدأت يوم الجمعة وأكدت المصادر الفلسطينة ان جنديين إسرائيليين لقيا مصرعهما خلال المواجهات العنيفة مع أبناء المدينة.
وكانت وكالات الأنباء أشارت إلى مصرع جندي إسرائيلي واحد فقط.
الاحتلال يتسبب
في وفاة مولود
وقال أطباء: إن فلسطينية كانت تحاول الوصول إلى المستشفى وضعت وليدها عند نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي قرب بلدة بيت لحم بالضفة الغربية أمس السبت بعد ان منعها الجنود الإسرائيليون من المرور إلى المستشفى.
وقالت فادية نجاجرة البالغة من العمر 23 عاما لرويترز «وصلنا إلى نقطة تفتيش الخضر إلا أن الجنود الإسرائيليين رفضوا السماح لنا بالمرور بالرغم من أنهم أدركوا حساسية الموقف، كنت أصرخ وأطلب منهم السماح للسيارة بالمرور».
وأضافت السيدة الفلسطينية وهي من قرية نحالين جنوب غربي بيت لحم ان زوجها الذي كان يقود السيارة حاول السير في طريق آخر إلا أنه جرى ايقافه عند نقطة تفتيش ثانية قرب بلدة بيت جالا حوالي الساعة الرابعة صباحا.
ومضت تقول «طلبنا سيارة إسعاف فلسطينية، أحاط الجنود بالسيارة وراقبوني وأنا أضع مولودي».
ووصلت سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى المكان متأخرة وقال طبيب «وصلنا ولكن المرأة كانت قد وضعت مولودها بالفعل، ساعدناها ونقلناها إلى المستشفى».
وأضاف الطبيب ان الرضيع توفي بسبب مشكلة في الرئة بعد4 دقائق من الوصول إلى مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم.
مقتل جنديين إسرائيليين
هذا وقد صرح العميد عز الدين الشريف محافظ طولكرم ان جنديين إسرائيليين قتلا أول أمس برصاص الفلسطينيين وليس واحدا كما ذكرت وكالات الأنباء في وقت سابق.
وقال في حديث لراديو لندن أمس السبت: إن قوة عسكرية إسرائيلية مدرعة مؤلفة من ثلاث دبابات ومجنزرتين اقتحمت أول أمس مخيم طولكرم وفرضت حظر التجول على المدينة ومخيمها.
إن هذه القوة المدرعة اقتحمت المدينة بينما كان ينتظر وفدا قادما من الخط الأخضر برئاسة رئيس بلدية الطيبة.
وأضاف أن قائد المنطقة أبلغه أن هناك قوة مدرعة أخرى دخلت غربا باتجاه شمال المخيم واقتحمت المخيم من الشمال ومن الجنوب وبوابل من اطلاق النار وقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة...
مشيرا إلى أن قذائف الدبابات دمرت أحد المنازل وأحرقت سيارة أحد المواطنين.
وأضاف أن أربعة فلسطينيين أصيبوا بجراح جراء تبادل اطلاق النار جراح أحدهم خطيرة ومن بين الجرحى امرأة بينما قتل للإسرائيليين جنديان وأصيب اثنان لافتا إلى أن القوة الإسرائيلية مازالت موجودة في مخيم طولكرم. وقال: إن الإسرائيليين يدخلون إلى المدينة يوميا صباحا ومساء رغم تقطيع أوصال المدينة من الشمال والشرق والجنوب.
وأوضح أن حظر التجول لايزال مفروضا ومستمرا وقال: إن الإسرائيليين يستبيحون كل شيء وأنه من الممكن قيامهم باجتياح المدينة في أي وقت والعالم ينظر ولايتخذ موقفا... معتبرا أن الإسرائيليين هم الإرهابيون لأنهم يقتلون المدنيين العزل.
وأعلن مسؤولون في الأمن الفلسطيني ان الجيش الإسرائيلي اعتقل حوالي مئة فلسطيني في مدينة طولكرم.
وقالت المصادر نفسها إن الجنود الإسرائيليين يقومون بعمليات تفتيش منهجية، منزلا بعد منزل.
وأضافت المصادر نفسها: ان الجنود واجهوا مقاومة من ناشطين من كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح.
وهذا هو التوغل الإسرائيلي الثاني في المدينة خلال الاسبوع.
وكان الجيش قام بعدة عمليات توغل في هذه المدينة التي أعاد احتلالها عدة مرات خلال عملية «السور الواقي» التي اطلقت في 29 آذار/مارس وأوقف فيها عشرات الفلسطينيين.
حماس والانتخابات
وفيما يتصل بالانتخابات الفلسطينية المرتقبة أكد الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن مشاركة الحركة في الانتخابات مشروط بتوقيتها ومدى شفافيتها ودعمها للمقاومة وليس بغرض إلهاء الشعب الفلسطيني عنها.
جاء ذلك في تصريحات خاصة أدلى بها ياسين لقناة الجزيرة القطرية التي بثتها اعتبارا من ليل الجمعة/السبت.كما أكد ياسين مجددا على الهوية الإسلامية لحركته التي «تدافع عن وطن إسلامي».كماوصف الاتهامات بأن حركة حماس تسعى «لتقويض أركان السلطة الفلسطينية» بأنها من قبيل «المهاترات».
وشدد ياسين على أن موافقة حماس على هذه المشاركة المحتملة مرهونة بألا تكون تلك الانتخابات على حساب مقاومة الاحتلال.
ودعا إلى أن تكون الاصلاحات المنشودة داخل السلطة الوطنية «بهدف حماية الحقوق الفلسطينية».
وقال ياسين: إن «الاصلاح عن طريق الانتخابات» يطالب به أصلا ومنذ سنوات «كل» أبناء الشعب الفلسطيني.
وردا على سؤال حول حتمية التغيير والاصلاح باعتباره مطلبا فلسطينيا ودوليا وعربيا، قال ياسين: «.. يجب أن يكون مطلب فلسطيني، لكن المطلب الفلسطيني عدم المساس بالمدني الفلسطيني فأنت كسلطة تحميني أنا كمواطن من هذا العدوان وإذا أنت لا تريد أن تحميني.
وبشأن الانتخابات أيضا أكد محمد زهدي النشاشيبي وزير المالية الفلسطيني أن كافة الفصائل والقوى الفلسطينية ستشارك في الانتخابات المزمع إجراؤها في الأراضي الفلسطينية الشتاء القادم.
وشدد النشاشيبي في الوقت نفسه على عدم امكانية إجراء أية انتخابات ديمقراطية في ظل استمرارالاحتلال الإسرائيلي.
وطالب الوزير الفلسطيني في حديث أدلى به لإذاعة صوت العرب عبر الهاتف من غزة صباح أمس الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة ايفاد جورج تينيت مدير المخابرات المركزية الأمريكية إلى المنطقة ليقف عن كثب على طبيعة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني.
السلام المرحلي مرفوض
ومن جانب آخر أكد العقيد محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة ان السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادتها لن تقبل بأي صيغة مرحلية للسلام مع إسرائيل.
وقال دحلان: إن القيادة توافق على المشاركة في مفاوضات سياسية على أسس واضحة محددة المعالم وسقف زمني محدد وذات ضمانات دولية جوهرها الإقرار بدولة فلسطين في حدود الرابع من يونيو عام1967 وان تكون القدس الشرقية عاصمة لها وحلا مرضيا لقضية اللاجئين.
إسرائيل تفرج عن بريطانية
وعلى صعيد آخر أفرجت الشرطة الإسرائيلية ليل الجمعة/السبت عن المواطنة البريطانية التي كان قد تم توقيفها ظهر الجمعة على حدود قطاع غزة التي كانت تستقل سيارة تابعة للسفارة الكندية تم تفتيشها في شمال قطاع غزة.
وذكر صوت إسرائيل الذي أورد النبأ أمس أنه تم توقيف المرأة في معبر أريز «على ذمة التحقيق» بعد أن عثر داخل السيارة على ما كان يعتقد بأنه «بقايا متفجرات» على حد زعمه.
كما نقل عن بيان أصدرته السفارة الكندية في تل أبيب الليلة قبل الماضية أن السلطات الإسرائيلية أبلغتها بعد التحقيق في الحادث بأنها عثرت في السيارة على «بقايا مواد كيماوية وليس متفجرات».
| 
