مسلم أنت يا أخي، وللمسلم غيرة الأسد على دينه، يغمزه غامز، أو ينال منه مخرب، أو يحوم حول حماه واغل..
ومسلم أنت يا أخي، ومن مبادئ الاسلام: مثل المؤمنين في تراحمهم، وتوادهم، وتعاضدهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر..والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا.
ومسلم أنت يا أخي، ومبادئ الاسلام: التضحية والايثار والجود في سبيل الاسلام والمسلمين، فمن اجل الاسلام تنازل خلص المسلمين عن اموالهم وممتلكاتهم وحتى عن نسائهم ليتزوجهن المسلم الذي لا أهل له.. بعد أن وضعوا ارواحهم على اكفهم في سبيل الاسلام.هذه من مبادئ الاسلام وتعاليمه، وحينما اعرض المسلمون عنها اصبحوا اسماً بلا مسمى، وغثاء كثغاء السيل نزع الله المهابة من قلوب عدوهم، وقذف في قلوبهم الوهن، وغدت مطامع الاعداء تتخطفهم من كل حدب وصعوب.
يمر الاسلام اليوم بمحنة وابتلاء، ويجتاز مرحلة من ادق واخطر المراحل التي مربها في تاريخه.. بين شيوعية طاغية، وإلحادية متفشية، ومادية عارمة، وتبشير متغلغل.. غزت المسلمين في عقر دورهم، سافرة ومقنعة، تريد اجتثاث الاسلام من اصله، والقضاء عليه بالكلية..واليوم جرد السلاح على ثغر من ثغور المسلمين، ليس له من ذنب إلا ان قال ربي الله، وحماية اسلامه وحرماته تنتهك وتستباح.. فماذا عن المسلمين يعتدى على ثغر من ثغورهم، ويتعرض للاستئصال عضو من اعضائهم، وتمرغ هيبة الاسلام في الرغام، ويتلفت هنالك مسلمو الباكستان وكشمير يطلبون الغيرة الاسلامية والنجدة المحمدية. ياللخذلان ان كان كل جهدنا، أن نتباكى، ويتبلد فينا الاحساس الديني، وتموت الغيرة الاسلامية إلى هذا الحد.
اننا بإخلادنا إلى الارض، وتلقينا لهذه الصفعات توجه إلى طرف من اطرافنا، ثم لا نحرك ساكنا ولا نسكن متحركاً.. لنعطي على انفسنا بطاقة الذل والهوان، ونفسح المجال للمعتدي الاخر والاخرين لأن يتخطفوا حمى المسلمين، وينقصوهم من اطرافهم..و:
من حلقت لحية جار له
فليسكب الماء على لحيته
انك يا أخي المسلم مدعو للجهاد في سبيل الله، مدعو للذب عن دينك، وحرمات عقيدتك، مدعو لان تقف حيث امرك الاسلام، بموقف الشرق والبطولة..
ان هذه المبادئ الهدامة التي سلف ذكرها، كلها تريد تقويض ظل الاسلام، واجتثاثه من اصله، وهي قوى شريرة مدعومة بقوى ضارية عارمة.. فما موقفك من ذلك، ما هي التضحيات التي سوف تقدمها في سبيل انقاذ دينك وعقيدتك، ومن ثم انقاذ بلادك ومحارمك وذويك.لمن تذخر الدنيا إذا لم تردبها
سرور صديق أو اساءة مجرم
تعس والله حطام الدنيا، اذا لم تدفعه دون دينك، ومقدساتك، وبالتالي دون نفسك..
إن هذا اليوم من ايام الاسلام، فماذا انت فاعل فيه وله؟
ساهم في يوم الاسلام بما يقتضيك واجب الاسلام.
واعلم ان ما تبذله في هذا السبيل تحصين دفاعي تدرأ به في وجه الاعداء وتردهم على اعقابهم.. ولك به مثوبة من عند الله أكبر.. فإلى يوم الاسلام تثبت وجودك في صفحته.
عبدالله بن خميس |