Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

خرافة الطوارئ في المنازل مع الاختبارات خرافة الطوارئ في المنازل مع الاختبارات
التقنيات الحديثة تساعد محترفي الغش

تقرير محمد راكد العنزي - طريف
يكثر مع نهاية العام الدراسي واقتراب الامتحانات النهائية على الابواب اقبال العديد من الطلبة وخاصة في المرحلتين المتوسطة والثانوية للبحث عن معلمي الدروس الخصوصية رغبة منهم في رفع مستواهم التحصيلي المتدني وتعويض ما فاتهم خلال العام الدراسي من تقصير واضح في عدد من المواد اما بسبب الغياب المتكرر والتأخر عن الدوام او لاهمال المذاكرة في وقتها وكذلك عدم متابعة البيت للطالب في المدرسة، وقد اضحى البحث عن معلم «خصوصي» اشبه ما يكون بالظاهرة الموسمية التي تبرز للسطح كل عام وتزداد شدتها مع اقتراب اسابيع الاختبارات.
مدرس شامل:
محمد الشهري - طالب جامعي يؤكد ان الاعلان عن تقديم الدروس الخصوصية اصبح شيئا علنيا وواضحا للجميع وبمجرد السؤال لدى بعض المكتبات ومحلات القرطاسية فان طلبك يلبى في الحال بايجاد معلم لكل مادة ترغبها واحيانا تجد المعلم الشامل الذي يقوم بتدريس جميع المواد دفعة واحدة وربما يمنحك خصما اذا اخذت عنده خمس مواد وما فوق، ومع هذا الاقبال وضعف الحزم من قبل الجهات التعليمية فقد اصبحت اعلانات المعلمين الذين يمارسون هذا العمل وارقام هواتفهم تملأ جدران المحلات التجارية والمرافق الحكومية والمكتبات بكل جرأة وحماس، ومعظم هؤلاء المعلمين من الجنسيات العربية الذين يقومون بالتدريس في مدارسنا الثانوية او ممن يأتون «محرم» مع زوجاتهم حيث لم اسمع ابدا عن مدرسين سعوديين يقومون بالتدريس وهذا لربما عائد لعدم حاجتهم المادية في ظل ارتفاع رواتبهم.
مطلوبون من الجميع:
حسن هادي - موظف - يشير الى ان البعض يعتقد ان غالبية الطلاب الذين يبحثون عن الدروس الخصوصية هم من الطلبة ضعيفي المستوى دراسيا، ولكن تبين كذلك ان هناك من الطلبة المتفوقين وخاصة في المرحلة الثانوية من يبحثون عن هؤلاء المعلمين وذلك لرفع مستواهم التحصيلي والحصول على اعلى الدرجات التي تؤهلهم لدخول الجامعات والمعاهد وتضمن لهم الوظيفة. وعندما يكثر الطلب على بعض المعلمين خاصة معلمي اللغة الانجليزية والرياضيات والنحو فان هؤلاء المعلمين يستغلونها فرصة لزيادة اتعابهم على المادة الواحدة، وحتى لو تجاوزت طلباتهم الحد المعقول فان البعض يضطر لدفعها آملا في النجاح مشيرا الى ان اغلب اسعارهم تنحصر بين الخمسمائة الى الثلاثة آلاف ريال. حمود الاشجعي - موظف - يرجع الاسباب الى ضعف كفاءة بعض المعلمين ونقص الخبرة لديهم وعدم مراعاتهم للفروق الفردية بين الطلاب داخل الفصل وعدم استخدام الطرق الحديثة والوسائل المعينة في التدريس التي تضمن ايصال المعلومة للطالب بيسر وسهولة، كما ان البعض من المعلمين يكثر من الغياب المتكرر خلال العام الدراسي والتأخر عن بعض الحصص مهملا بذلك مصلحة الطلاب مما يضطر اولياء امورهم في نهاية العام الى البحث عن المعلم الخصوصي مجبرين خوفا على ابنائهم من الرسوب واعادة عام دراسي كامل في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه وذلك قبل الدخول في معمعة الامتحانات. ويشير بجاد الشمري - معلم - الى ان البعض اصبح ينظر للمعلم الخصوصي من باب الوجاهة الاجتماعية حتى ولو لم يكن بحاجة لهذا وانما يتعذر بأن ذلك من باب زيادة التحصيل الدراسي للأبناء ولتفاخر بعض الاسر بامكانياتها المادية وخاصة من اولئك الذين يلحقون ابناءهم في المدارس الخاصة، كما ان انشغال العديد من الآباء عن ابنائهم طوال العام يلزمهم باختيار معلمين لاداء هذا الدور نيابة عنهم في تدريسهم ومتابعتهم حتى ان البعض من هؤلاء يقوم بتخصيص معلم لابنه وهو لا يزال على مقاعد الدراسة الابتدائية بعدما يلاحظ عليه بطء في التعلم وضعف في مستواه الدراسي.
ويقول: ماجد لافي - طالب ثانوي - ان صعوبة بعض المناهج الدراسية وزيادة المقررات على الطالب بما يفوق قدراته الذهنية ومستوى ذكائه كالمواد العلمية مثلا وكثرة المواد الدراسية خلال العام الدراسي يؤدي الى تشتت واضح في تركيز الطلاب على مواد معينة ويؤدي بهم في نهاية المطاف الى الاهمال في بعضها وعندما يقترب موعد الامتحانات يبدأ الخوف يتسرب الى داخله خوفا من الاكمال في بعضها او الرسوب واعادة العام كله بسبب عدد من المواد وبالتالي يبحث عن معلم متفرغ يساعده على تجاوز هذه المرحلة.
ويشير: نواف صقر - طالب بكلية المعلمين - الى ان وزارة المعارف حاولت القضاء على مسألة الدروس الخصوصية وقد نجحت في ذلك لكن ليس بالكامل، حيث ان بعد مراكز الخدمات التربوية التي افتتحت كبديل عن دروس التقوية عن منازل الطلاب وعدم توفر وسيلة مواصلات متفرغة لارسالهم اليها واحضارهم منها الزم البعض على التعاقد مع معلمين يحضرون للمنزل ويتفرغون لتدريس ابنائه مقابل مبلغ مادي يتفق عليه معهم، ايضا ان البعض يحاول بشتى الطرق اغراء المدرس الذي يقوم بتدريس ابنه في المدرسة صباحا بأن يقوم بنفسه بالاشراف على تدريس الطالب وذلك حتى يضمن ميله مع الطالب عند تصحيح ورقة اجابته او قد يلمح له ببعض الاسئلة التي ستمر عليه في قاعة الامتحانات وهو عمل يسيء للمعلم اولا ولمهنة التدريس الشريفة ثانيا واحمد الله ان هؤلاء قلة وليسوا من ابناء الوطن.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved