تحقيق محمد غشام العتيبي
بعد ايام قلائل تبدأ الامتحانات وتبدأ المنازل حالة استنفار كامل، ويبدأ الطلاب في تكريس جهدهم ووقتهم للمذاكرة وكذلك تبدأ حالة أخرى وهي استغلال الوقت كل دقيقة وكل ثانية من أجل الاستذكار إلا أن هناك فئة لاتقدر الوقت وخاصة وقت الراحة بين مادتي الاختبار التي منحت لأجل مراجعة واستذكار المادة. وتستغل هذه الفترة من قبل بعض الطلاب بالدوران طوال تلك الفترة وللحد من هذه الظاهرة فقد تم طرح القضية على مجموعة من الاساتذة الأفاضل وعلى مجموعة من هؤلاء الشباب وكانت اجاباتهم كالتالي:
منبع المشكلة
تحدث الاستاذ احمد الزاهر عضو هيئة التدريب بفرع معهد الادارة بالدمام وقال: ان ظاهرة تدوير السيارات «التخميس» من قبل بعض الشباب المراهقين بين الاحياء السكنية او امام المدارس ظاهرة مزعجة تؤدي الى حوادث جسيمة في الارواح والممتلكات للآخرين بل انها ظاهرة غريبة على مجتمعنا السعودي المحافظ على القيم والمبادئ الاسلامية والعجيب في الامر لا احد يستطيع نصحهم او التصدي لهم عندما يرى الناس الشباب وهم يقومون بهذه التصرفات، ولكن السؤال المطروح ماهي الاسباب التي دعت الشباب او طلاب المدارس بتدوير سياراتهم بشكل عام فالأسباب قد ترجع الى ما يلي: غياب الرقابة المرورية عند المدارس، ضعف الوعي الاجتماعي والثقافي لبعض الشباب، وطلاب المدارس، ضعف الوازع الديني عند بعض الشباب، محاكاة المجتمعات الغربية من خلال مشاهدة الشباب للقنوات الفضائية، عدم متابعة الوالدين لابنائهم خارج المنزل، الاعتزاز او الافتخار بالعمل الذي يقوم به بعض الطلاب امام اقرانهم لابراز مهاراتهم القيادية بتدوير سياراتهم بشكل بهلواني دون الاعتبار بالمخاطر، عدم احترام الآخرين مهما كان شأنهم، الفراغ القاتل لدى بعض الشباب العاطل عن الدراسة. أما الحل المناسب لهذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا الاسلامي فأرى مايلي:
* إعداد دراسة ميدانية لاستطلاع آراء الشباب والمجتمع لممارسة رياضة السيارات يتولاها اصحاب الوكالات للسيارات في كل منطقة من مناطق المملكة تكون في اماكن بعيدة عن التجمعات السكانية مع توفير قواعد الامن والسلامة اذا كان ولابد من ذلك.
* سن نظام بضبط تصرفات المتهورين والخارجين على مبادئ الاخلاق الاجتماعية ومعاقبتهم او مصادرة مركباتهم.
أما الحد من هذا التسيب للطالب بين الفترتين قبل وبعد الامتحان هي:
* تخصيص اماكن ترفيهية مناسبة لعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.
* توفير اساتذة لمساعدة الطلاب على حل الاسئلة التي يحتاجها الطلاب او الاجابة عليها قبل دخول الامتحان.
* تقديم النصح والارشاد للطلاب من قبل مرشدي الطلاب من خلال التحلي بالصبر والايمان وعدم الخوف من رهبة الامتحان.
اما الطرق الصحيحة لجعل الطالب يستفيد من وقته بين الفترتين هي:
* مراجعة الدروس بشكل عام وسريع والتركيز على النقاط المهمة المتوقع ان يتضمنها الامتحان.
* إحياء فكرة الضبط الاجتماعي والرسمي لمراقبة الطلاب من قبل المدرسة والمجتمع.
* تفعيل دور المرشد الطلابي في التوعية والارشاد للطلاب.
* إعطاء محاضرة قصيرة للطلاب من خلال اذاعة المدرسة.
دراسات وتقييم المشكلة
اما الاستاذ منصور عمر الزهراني عضو هيئة التدريب بفرع معهد الادارة العامة فكان رأيه:
تعتبر ظاهرة الدوران في الشوارع من غير هدف والتفحيط من الظواهر التي بدأت تشكل هاجسا لكثير من المواطنين ورجال الامن والتربويين لما لهذه الظاهرة من آثار ضارة على حياة الابناء الذين يمارسون هذه السلوكيات وعلى حياة المواطنين بشكل عام وتبرز هذه الظاهرة بشكل واضح اثناء فترة الامتحانات حينما ينتهي الطالب اختياره الاول او في الفترة بين حصص الاختبار وارى ان المدرسة من جهة يجب عليها اعادة النظر في المدة التي تعطى للطالب بين حصص الاختبار، وهل يمكن تقليص وقت المدة ومدى تأثيرها على اداء الطالب للاختبار في الفترة الثانية، كما يمكن لادارة المدرسة تشكيل لجان داخل المدرسة من بعض المدرسين او من الطلبة المتميزين للرد على استفسارات الطلاب حول المادة الثانية للاختبار، وبالتالي تفعيل الهدف من المدة المعطاة للطالب بين حصتي الاختبار بالاضافة لتعويد الطالب على العمل الجماعي وإكسابه مهارات في العمل ضمن فرص العمل المختلفة كما ان وضع قيود على خروج الطالب خارج فناء المدرسة الا في حالات خاصة يمكن تقييمها من قبل ادارة المدرسة سيحد من تلك السلوكيات، ومن جهة اخرى يجب على ادارات المرور في كافة مناطق المملكة المختلفة ان تقوم بدور اكثر فاعلية وذلك بتكثيف الدوريات حول المجمعات الدراسية وبعض الاماكن التي تشكل مراكز لتجمعات الطلبة خلال فترة الامتحانات.
كما تقع مسؤولية اكبر على الآباء في زرع بعض القيم عند الابناء مثل احترام الوقت وكيفية الاستفادة منه فيما يعود بالنفع والفائدة واحترام النظام العام والمحافظة على الممتلكات العامة وعلى الآباء والامهات معرفة الاوقات التي يقضيها الابن بالمدرسة والاماكن التي يقضي بها وقته قبل العودة الى المنزل.
كما اقترح توفير وسائل لنقل الطلبة بين البيت والمدرسة سواء من قبل وزارة المعارف او عن طريق شركات نقل خاصة مقابل رسوم يدفعها الطالب مع العلم ان هذه الطريقة ستخفف من الزحام الذي تعج به شوارعنا كما تقلل من استهلاك الوقود والتلوث البيئي مع تكثيف الحملات الموجهة للآباء والطلبة بمزايا الاسلوب الجديد والآثار التي قد تلحق بأبنائنا الطلبة لاسمح الله جراء استخدامهم للسيارات الخاصة.
أفكار مفيدة
الاستاذ سعد عبود القحطاني ادلى برأيه حول الظاهرة فقال:
للحد من ظاهرة استخدام الفترة بين الامتحانات استخداما خاطئا لعملية تفحيط بالسيارات والدوران بها لازعاج زملائهم الباقين وازعاج المارة في الطرقات فأرى ان تكون الفترة بين مادتي الامتحان داخل اسوار المدرسة ولايسمح للطالب بالخروج من المدرسة الا بعد انتهاء الامتحان كله ويسمح له بالخروج كما لاننسى دور الأب في نصح وارشاد ابنه قبل تسليمه المفاتيح وتوجيهه التوجيه الصحيح ونصحه بعدم استخدام السيارة استخداما خاطئا لممارسة الدوران والتفحيط. اما الاستاذ ناصر مبارك الدوسري قال: في البداية اود ان اوضح مفهوم الوقت فهو المعوَّل عليه الحقيقي للإنسان حتى انه لاتستطيع شراءه ولا ادخاره ولا تصنيعه او حتى استلافه فما بالك عندما يتعلق مفهوم الوقت بجانب من جوانب حياتنا الاجتماعية المهمة وهم طلابنا الافاضل لذا أرى النقاط التالية في حل هذه المشكلة من خلال جانبين رئيسيين، وهما المدرسة والبيت للحد من التسيب للطالب بين الفترتين:
المدرسة:
* عدم ترك الطالب خارج اسوار المدرسة اثناء الفترة بين حصص الاختبار وتطبيق مبدأ العقاب من خلال خصم درجات عندما يثبت انه يمارس الدوران بالسيارة ويتم الخصم في المادة التي بعد تلك الفترة في نفس اليوم، والقيام بالدور التوعوي من خلال نشر صور في اروقة المدرسة تبين آثار إضاعة الوقت.
دور المنزل:
* الثقة والصراحة التامة بين المنزل والطالب وكيفية قضاء الوقت، و عدم اعطاء السيارة من قبل المنزل للطالب الا في الضرورة القصوى، ومتابعة الطالب من خلال الاتصال بالمدرسة اثناء الفترة بين الحصتين، والدور التوعوي في المنزل تجاه الطالب من خلال غرس مفهوم الوقت وأهميته نظرياً وتطبيقياً. وأرى ان الطرق الصحيحة لجعل الطالب يستفيد من الوقت بين الفترتين للامتحان بما يلي:
* تهيئة المكان المناسب لجذب الطالب اثناء الفترة بين الحصتين للامتحان مثل «مكان مناسب للمذاكرة مكيف حاله بها مقومات البيئة المناسبة»، وعرض افلام يكون لها علاقة بالوقت وأهميته في ردهات المدرسة، أو عرض أفلام علمية تكون لها علاقة بمواد الاختبار للفترة الثانية تشد انتباه الطالب وتجذبه للمتابعة والاستفادة كطريقة من طرق المذاكرة، ووضع الطلاب في شكل مجموعات متناسقة ومنسجمة للتدارس فيما بينهم تحت اشراف احد الاساتذة المتخصصين، ودعوة الطلاب للمشاركة في نشاط خفيف ومحبب بشكل سريع يعود بالفائدة على الطلاب لتنشيط الذاكرة، والاسترخاء يساعد على الاستعداد للفترة القادمة، وتنظيم دعوة مفتوحة لآباء الطلاب لزيارة المدرسة اثناء الفترة بين الحصص لما يعطي الطالب دفعة قوية لتقديم الأفضل واستغلال الوقت ومناقشة أي مشكلة مع ولي أمر الطالب، والتنسيق الكامل بين المدرسة والمنزل.
المراهق والسيارة
اما الاستاذ جهاد آل عمران فقال لاشك انها ظاهرة خطيرة وخاصة بين الطلاب صغار السن الذين لايقدرون قيمة السيارة ومخاطرها وأرى عدم السماح للطلاب بالخروج من فناء المدرسة الذي يعمل به بعض المدارس التي لاتسمح بخروج الطلاب من المدرسة إلا بعد انتهاء الامتحانات.
أما الاستاذ سعد العتيبي فكان رأيه أن هذه الظاهرة مسؤولية والد الطالب بالمرتبة الأولى.. لذا يجب على الأب نصح وتوجيه ابنه قبل ان يسلمه مفاتيح السيارة ليشرح للابن مخاطر استخدام السيارة استخداما خاطئا وانه عليه الالتزام بقواعد المرور والسلامة ليتمكن من العودة الى المنزل بسلام وضمان عدم استخدام السيارة في عملية التفحيط او الدوران بها بين فترات الامتحانات وكذلك نصح الطالب من قبل والده والمدرسة بإن عليه استغلال الوقت للمذاكرة وخاصة الوقت مابين فترتي الامتحان ليستعيد ويتذكر مادرسه خلال اليوم الذي قبل الامتحان لهذه المادة وكذلك لتهيئة نفسه للدخول للفترة الثانية ويكون داخل القاعة وهو بأتم الاستعداد النفسي والبدني والذهني يعكس إذا كان مستغلاً الفترة بين الامتحانات بالدوران بالسيارة هنا وهناك، فهذا يكون سببا في تطاير معلومات المادة التي سيمتحن فيها وعندما يكون بالقاعة سيكون في حالة غير طبيعية ويرجع سبب ذلك لأنه سيجد صعوبة في الاجابة على تلك الاسئلة لعدم تهيئة نفسه تهيئة صحيحة.
«الجزيرة» التقت عدداً من هؤلاء الشباب فسألتهم عن سبب الدوران والتفحيط بالسيارة فقالوا لإبراز مواهبنا في القيادة امام زملائنا الطلاب والظهور امامهم بإجادتنا لتلك القيادة وبسؤالهم ألم يدركوا مخاطر الدوران بالسيارة والتفحيط لما يسببه من حوادث فقالوا نحن نجيد عملية الدوران والتفحيط بالسيارة وملمين إلماماً كاملا بها. وبسؤالهم لماذا يكون هذا الدوران والتفحيط في أشده وقت الامتحانات وخاصة بين فترات مابين الاختبارات فقالوا: إن معظمنا لايملك السيارة طوال اليوم انما تكون السيارة معه خلال فترة الامتحان فقط وعندما يعود يتم أخذ السيارة منه لذا تكون مدة الامتحانات هي الوقت الوحيد لزيادة الدوران.
|