* حوار - عبدالعزيز العبيد:
انتقد المعلق الإماراتي الكبير وعميد المعلقين العرب عدم الاهتمام بالمتلقين في عدد من القنوات التلفزيونية وردود الأفعال الخاصة بهؤلاء المتلقين كما انتقد المحسوبية التي تحصل في التعليق خصوصاً اعطاء الفرصة لأسماء على حساب أسماء أخرى. ويقول علي حميد «لكل زمن دولة ورجال» واعطاء الفرص أمر مطلوب وليس الثبات على أسماء معينة وخصوصاً في النهائيات ومباريات نصف النهائي والمباريات المهمة فالدينا تجارب وفرص وهذه الفرص هي ما يتيح اكتشاف والاحتكاك بالأسماء الجديدة».
جاء ذلك في حديث أدلى به المعلق الإماراتي المبدع دائماً مع قناة أبو ظبي الرياضية واتحاد إذاعات الدول العربية. ويمتاز علي حميد بالقدرة التحليلية الهائلة لمباريات كرة القدم التي يقارع فيها أفضل محللي القنوات الفضائية المتخصصين إضافة للحماسة المثيرة التي يضيفها على المباريات التي يزينها بصوته والمزيد مع علي حميد.
* هل تؤمن بالفعل بدورات المعلقين التي تتكرر بشكل دائم؟
- بالتأكيد فهي ذات جدوى مهمة فالتعليق ليس علماً يكتسب وله مراجع وإنما خبرات وموهبة وعند اقامة هذه الدورات ستجد أن المحاضرين يملكون ما يزيد عن العشرين سنة من الخبرة التي يجب أن يستفاد منها في تقديم الأفكار والرؤى الجديدة والمهم هو أن يركز المتلقي جيداً ويستفيد من ناتج هذه الخبرات حتى يبدأ من حيث وقف الآخرون.
* نلاحظ تركيزاً كبيراً منك على ضخ معلومات كثيرة أثناء المباريات ما سبب ذلك؟
- أهمية هذه المعلومات للحدث أهمية كبيرة جداً لأن التعليق أصبح في الوقت الحالي «ثقافة» فالمتلقي يجب أن يتثقف ويجب أن تضيف له الجديد في المعلومات والأخبار والفوائد ولا توجد فائدة فعلية من ذكر الأسماء فقط في المباريات فالمسألة علم وإن لم يكن مكتوباً وثقافة تجد طريقها للانتشار.
* وكيف تحصل على هذه المعلومات الوافرة؟
- المصادر كثيرة وليست سراً أعتمد كثيراً على الانترنت والمجلات والصحف وأنا شخصياً مشترك بأكثر من مجلة تهتم بنشاط الكرة الأوروبية بحكم تعليقي على مباريات الدوري الإيطالي والبطولة الأوروبية وأملك أرشيفاً منوعاً لهذه الأمور.
وحتى تعطى نفسك قيمة أمام المشاهد يجب أن تبحث كثيراً حتى تضفي له المزيد من المعلومات وتقنعه بأسلوبك وحسك وما تستطيع أن تضيفه له من أكبر الجوانب الممكنة والمرتبطة بكرة القدم.
*نلاحظ على أدائك الكثير من الحماس ما سبب ذلك؟
- أنا أؤمن بأن كرة القدم اثارة والاثارة يجب أن تصاحبها اثارة هذا هو مبدئي وهي المدرسة التابعة لأمريكا اللاتينية والتي أتبعها وأعود لأقول مرة أخرى ان هذا وحده لا يكفي فالمعلومة التي تصاحب التعليق هي الديكور والغذاء فهي تزين اللقاء والمهم ألا تتكرر هذه المعلومات وأيضاً يجب أن تعرض المعلومات التي تتحصل عليها جيداً فالبعض يستطيع أن يحضر كتاباً مليئاً بالمعلومات ولكنه لا يسخرها جيداً وهذا هو ما يخلق الفوارق بين المعلقين ولذلك نصف التعليق بالفن المستقل بنفسه..
* استاذ علي نلاحظ وجود معلقين كثر ودخول من لا يقوم بمتطلبات التعليق الجيد لهذا المجال ما رأيك؟
- للأسف الشديد في الوطن العربي يدخل من هب ودب و«الواسطات» أصبحت مبالغاً فيها اضافة لكثرة الفضائيات التي أصبحت تريد أي عدد للتغطية وما أقوله هو أنه يجب أن تكون هناك أساسيات معينة أهمها الموهبة والصوت المقنع والثقافة العالية ولن يستطيع المعلق أن يقنع الناس إذا كان يفتقد لهذا كله.
وما أشدد عليه هو وجوب وجود الثقافة التي تأتي من خلال القراءة والاطلاع ومن خلال الحياة ككل وللأسف البعض يرى الشغلة «شدة حيل» ولذلك الموهبة والحضور والثقافة والاطلاع جميع هذه الأمور من الأساسيات في المعلق ولكنا هنا في الوطن العربي غالباً لا نصل لهذه النقاط ونعود إلى «الواسطة»!
وهذا لا يمنع وجود عدد من المعلقين البارزين في جميع أنحاء الوطن العربي.
* فيما يخص التحليل الرياضي لا نلاحظ تميزاً في كثير من المعلقين من هذا الجانب وإنما الاكتفاء دائماً بالوصف فقط.
التحليل الفني يندرج تحت الثقافة ويفترض في المعلق أن يتحلى بنوع من الخلفية للنواحي التكتيكية والفنية والتحكيمية فلا يعقل أن ترى مدرباً يعمد إلى تغيير معين ولا تعرف لماذا. كمعلق! لا أقصد أن يكون المعلق مدرباً ولكن على الأقل توضح جوانب معينة تخفى على المشاهد كأسلوب اللعب والتكتيك الذي يتبعه المدرب سبب التغيير وأحياناً تكون هناك تغييرات تكتيكية داخل الملعب ولم يجرها المدرب تبديلاً بدخول لاعب من دكة الاحتياط والمعلق يجب أن يعرف مثل هذه الأمور وهذه الأمور لن تأتيك إلا من الثقافة.
* لا يزال الجميع يذكر مباراة الهلال وشيميزو الياباني في ذهاب السوبر وظهورك بشكل رائع هل هذا لميولك الزرقاء؟
- أنا أعشق الكرة السعودية والفرق الكبيرة بالمملكة الهلال والنصر أو النصر والهلال «اكتبها هكذا».. والشباب والاتحاد والأهلي والاتفاق وعندما يلعب طرف عربي في مباراة هامة أجد نفسي اتفاعل تلقائياً معه وعندما شاهدت الهلال في تلك المباراة شعرت بأن انتصار الهلال هو انتصار للكرة العربية وشعرت بالجمهور الكبير الذي يتابعني كان لابد عليّ أن أشعرهم بأنهم يرون اللقاء وكأنهم في اليابان وشعرت بالفعل وكأني اللاعب رقم «12» في المباراة.
* ماذا أضاف لك التعليق على الدوري الإيطالي؟
- كل شيء الاطلاع والثقافة وعلاقة وتواصل مع الجمهور.. أضاف لي الكثير بالفعل فمن خلال هذا الدوري أصبحت أبحث كثيراً وأقرأ كثيراً حتى أقنع المشاهدين وأحوز على رضاهم.
* كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في كأس العالم؟
- المنتخب السعودي أصبح مستواه متطوراً مؤخراً وأصبح يؤدي أفضل مما أراه في تصفيات كأس العالم ثم كأس الخليج وبالفعل نتمنى كل التوفيق له في مجموعته الصعبة وأن يعيد لنا ذكريات مونديال 94م.
*عيسى حياتو يعد آسيا بـ«5» مقاعد في المونديال. عنوان صحفي
|