في العهد القريب كنا نتعامل مع الاختبارات بمسمى الامتحانات. وفي ظل التوجيهات الصادرة من وزارة المعارف بإطلاق مسمى الاختبارات وإلغاء المسمى السابق وذلك لما تضمنه المدلول اللفظي لتلك الكلمة من معانٍ قاسية!!.
استبشرنا خيراً إلا ان التغييرات طفيفة وغير ملموسة وتتعامل مع الشكليات ولا تمس بالجوهر شيئاً. وما زالت النظرة نحو الاختبارات كما هي لم تتغير ولم تتطور فالأصل فيها ان تكون أداة لقياس التحصيل الدراسي للطالب. إلا ان المتعاملين مع هذا الجانب التربوي يدركون انه اختباري بدلاً من ان يكون وسيلة لتحقيق تلك الغاية وأصبح اجتيازه هدفا وغاية في حد ذاته يسعى اليه الطلاب والمربون وأولياء الأمور. فلم يعد همهم التعلم من أجل العلم أو المعرفة بل اصبح همهم التعلم من اجل اجتياز الاختبار.
فمازالت مدارسنا تتعامل مع الاختبارات بعلم وبمرأى من المشرفين والمعلمين التربويين والإداريين بعوامل مثيرة للرهبة والخوف والتشدد وكثرة التعليمات والنواهي الى جانب التغير الشامل للفصول والقاعات والمقاعد الدراسية. مما يثير قلق الطلاب. وتبعاً لذلك تتأثر قدراتهم على التركيز والتذكر ويشتت انتباهم وأذهانهم.
وأثناء أداء الاختبارات مازال كثير من المشرفين التربويين والملاحظين من المعلمين يتعاملون مع الطلاب بأسلوب في غاية الصرامة والقسوة والترقب الدائم لما قد يحصل للطالب لو تجاوز تلك التعليمات ولو بحركة لا إرادية، ذلك يعرضهم لمزيد من العصبية والصراع النفسي في وقت يحتاجون فيه الى الطمأنينة والراحة.
وبناء على هذه المفاهيم السابقة يكون النجاح في الاختبارات هو الغاية والهدف من الدراسة. حيث نلاحظ ان الطلاب ومنذ مطلع العام الدراسي يناقشون معلمهم فيما يخص اسئلة الاختبارات بدلاً من مناقشته في الجوانب الهادفة الى اثراء معلوماتهم وخبراتهم وثقافاتهم. ومع الأسف قتلت فيهم روح الإبداع والقدرة على التفكير والابتكار.
واستطيع ان اقول بأن من سلبياته العظمى ما يلي:
1- يلجأ الطلاب الى الغش بأساليب مختلفة ظناً منهم ان ذلك الاسلوب يساعدهم على تجاوز تلك المواقف العصيبة.
2- من صرامة المعلمين والمشرفين في الإعداد والتنفيذ ما يترتب على بعض الطلاب التجرؤ على معلميهم بالاعتداء والضرب والحقد وغير ذلك.
3- كثير من الأسئلة في غالبها تقليدية تقيس الحفظ فقط وتنعدم أنواع الأسئلة الأخرى حيث أغفلت اسئلة التحليل والمقارنة.
لذا ندعو إلى إعادة النظر في اللوائح التنظيمية لتلك الاختبارات وذلك تمشياً مع متطلبات التربية الحديثة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.
عبدالعزيز بن محمد السيف مدير مدارس الغد النموذجية ببريدة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة |