من الشواهد والمبادىء التي لا يمكن أن يختلف على حقيقتها أياً من كان هو تبني المملكة العربية السعودية لقضية فلسطين وجعل هذه القضية من ضمن الأولويات التي لا مساومة فيها أو مزايدة عليها يتجلى ذلك في كل لحظة تثار فيها هذه القضية نجد للمملكة في ذلك اليد الطولى بعد الله سبحانه وتعالى.
ولعلنا رأينا كل الجهود والمساعي التي يبذلها ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من أجل قضية فلسطين امتداداً لما بذله ويبذله خادم الحرمين الشريفين ومن قبله إخوته ملوك هذه البلاد رحمهم الله جميعاً الذين استقوا الاهتمام بهذه القضية من والدهم المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، فولي العهد - حفظه الله - أعطى قضية فلسطين من وقته الشيء الكثير ودافع عنها بالقول الصادق الذي جسده بالفعل الحاذق، فالمتتبع لما يبذله سموه من أجل ذلك لا شك يستشعر كل الاهتمام والشعور المقلق الذي يقض مضجع سموه جراء هذه القضية. فإذا كان ولي العهد معروفاً بتتويج القول بالفعل فإننا نلمس فعله بما يقول ونحن مسلمين بذلك فهو لا يرضى لنفسه - رعاه الله - تنميق العبارات لمجرد أن تقال فقط ولكنه يرمي لما هو أبعد من ذلك بتحقيق ما يقول فالكلمات تخرج من بين شفتيه محسسة كل من يسمعها بدفئها وصدقها تلقائية عفوية من القلب إلى اللسان، فيا الله ما أعظمه من إنسان اجتمعت في قلبه هموم كل المسلمين فلم يعد له هم سوى أحوالهم ينسى نفسه عندما يتحدث عنهم كيف لا وقد وضع ذاته نسيجاً في ذواتهم فحقق الله كل ما يهفو إليه سموه وتوج على يديه الطاهرتين البلسم الذي يداوي جراح كل إخواننا في فلسطين.
فيا الله يا من تجير ولا يجار عليك نبتهل إليك بصدق قلب ولي العهد ونقاء سريرته أن تحقق له ما يريد ونريد من عزة ونصر وسؤدد لإخوتنا في فلسطين الحبيبة ولكل المسلمين في أصقاع الأرض.
آمين يا رب العالمين
محمد بن سند الفهيدي / بريدة | 
