تعتبر الجامعات المرحلة النهائية في إعداد الفرد لخوض مجالات الحياة والعيش بالكسب الحلال، والتهيئة الفكرية أهم ما يمكن ان يتلقاه الطالب الجامعي وأول حقوقه على الجامعة، ولكن المعضلة في نظرة الجامعة حول طريقة ذلك، إذ لا تعدو كونها غالباً تلقيناً يصلح للمرددين لا طلاب الفكر وهي بهذا استمرار لآلية عمل المراحل السابقة. في الأشياء الخاضعة لاختلاف الرؤية على الطالب ان يردد موقف استاذه وأن لا يسوق موقفاً آخر حتى لو اردفه بتعليلاته المقبولة، وقد يعرض نفسه لما لا يتمنى إن هو فعل غير ذلك، قد يختلف الطالب وأستاذه في الرأي حول أي قضية قابلة للاختلاف، واختلافهما مقبول ما دام موقف كل منهما مبرراً علمياً ومرفقاً بما يؤكده من مصادر إلا ان كل القضايا غير قابلة للاختلاف بنظر الاستاذ إذ ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية فحسب بل يعتبر تطاولاً جاهلاً من الطالب على استاذه وحطأ فكرياً وأخلاقياً، غالباً ما يريد الاساتذة من الطلاب ان يحملوا أفكارهم، ويقدمونها لهم كطبق واحد كله او مت جوعاً متناسين ان ما يحتاجه الطلاب هو معرفة أصول الإعداء وليأكل كل منهم ما يريد ما دام قد أجاده، ما يحتاجه الطلاب طريقة التعبير عن الفكرة لا تلقينها. المطلوب من الأساتذة ان يشعلوا أفكار طلابهم لا ان يخمدوها بمصادرة حرية الاختيار بين المواقف. المطلوب هو تأهيل الطالب بفكر وليس بفكرة، ان يكون صانعاً للأفكار لا ناقلاً لها، ان يكون له رأيه العلمي في الرفض والقبول وإلا فهذا التأهيل ينقصه معناه. هل يعيد بعض الأساتذة صياغة طريقتهم ويقبلون ما يرفضون؟، أم يستمر حقن الطلاب بأفكار اساتذتهم؟
فهد سند الحربي جامعة الإمام بالقصيم قسم اللغة العربية |