نجوم تتلألأ في سماء مستشفى الزلفى

قد يكون حديثي إليكم عجباً من الأعاجيب كيف لا وأنا أسل قلمي لأحدثكم عن مستشفى محافظة الزلفى هذا الشيخ الهرم الذي حنى ظهره طول الزمن وتقادم العهد أعني مبناه المتهالك، نذكره فنتذكر قلة الإمكانات التي تحول دائما عن علاج كثير من الحالات، ولكني أستأذن القارئ الكريم في حديث عذب عن صورة مشرقة وصفحة نيرة في تلك الزوايا المظلمة، إنها مشاعر صادقة أعبر فيها عما لسمته خلال إقامتي في هذا المستشفى لتلقي العلاج وسأكتفي بالحديث عن جانبين فقط:
أولا: كم سررت وسعدت برؤية أولئك الشباب وهم يتدفقون عطاء ومحبة يرسمون أبهى صورة لشباب هذا الوطن الغالي وهم يقومون بواجبهم تجاه وطنهم ومجتمعهم، لقد لمست منهم أسمى مراتب التعامل مع المرضى في جهد مستمر وعطاء متواصل دون كلل أو ملل إنهم ممرضو هذا المستشفى من شباب وطننا ومن سواعده الفتية الذين اختاروا هذا الطريق وكان اختيارهم موفقا من وجهة نظري فيهم نحقق أحلامنا في تكامل مجتمعنا، واستغنائه عن الآخرين.
وإني أستأذن القارئ الكريم عبر هذه الصفحة أن أقدم شكري وتقديري لهؤلاء الشباب فرداً فرداً وأقول لهم لقد تحملتم رسالة عظيمة تحتاج منكم إلى صبر وفداء وتضحية فاستعينوا بالله وأصبروا وسيروا في طريقكم موفقين بإذن الله والله يحفظكم ويرعاكم.
أخي القارئ الكريم: كم تسر العين وتكتحل برؤية هؤلاء الشباب وهم يردون الجميل لوطنهم ومجتمعهم إنها صورة رائعة تمتزج فيها الألوان في مظهر بديع، ولوحة نادرة يزدهي فيها البهاء والحسن في أجمل حلة إنهم أبناء الوطن وثروته الغالية.
ثانيا: لم يكن مبنى المستشفى ولا إمكاناته العاجزة عائقاً يحول دون أن يلمس المنصف فيه لمدير المستشفى الأستاذ عبد الله المطير أثراً أو يخفي له جهدا، فهو يتجول في أروقة المستشفى ويقف هنا وينظر هناك وفي كل له جميل توجيه ونظرة إصلاح يعود المرضى ويسمع شكواهم ويقف خلف كل عمل فبدا أثره الطيب وجهده المثمر لكل زائر فله منا الدعاء والشكر والتقدير لما يقوم به ويبذله في خدمة المرضى والمستشفى.
ولا شك أن جهد هذا المدير سيكون واضحاً وبارزاً عندما ينتقل مستشفى الزلفى إلى مبناه الجديد بعد أن يكتمل تأثيثه نسأل الله أن يأذن بالفرج من عنده وأن يكون ذلك قريبا.