Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الطبيب السعودي بين العرض والطلب الطبيب السعودي بين العرض والطلب

إنه من المعلوم لدينا جميعاً ان نسبة الأطباء السعوديين في المملكة العربية السعودية لا يتجاوز 17% وهذه نسبة خطيرة جداً إذا استمرت على هذا الحال ولم يصحح الوضع.
وبالرغم من كل هذا النقص الشديد فإن الطبيب السعودي الموجود حالياً في مستشفيات او مراكز الرعاية الصحية الأولية في بلادنا يعاني الكثير حيث تبدأ معاناته منذ التخرج.. لان عليه الانتظار الى ان يأتيه الدور في التوظيف.. وإذا جاءت الوظيفة فعليه ان يعمل في المكان الذي تريده وزارة الصحة تبعاً لاحتياجاتها وتفرض عليه المكان حتى ولو كان في آخر الدنيا او في أي مكان ناء..
الطبيب السعودي بعد التخرج لا يجد برنامجاً يلتحق به بسهولة او بعثة الى الخارج لاكمال مشواره الطبي وهذه من الأمور المثبطة والداعية الى عدم التطور واللامبالاة وعزوف الطبيب السعودي عن العمل الاكلينيكي الى المجال الإداري وهذا فيه خسارة كبيرة للوطن لان الأعمال الإدارية يقوم بها من يقوم ولكن عيادة الطبيب لا يمكن ان يعمل بها إلا طبيب.
ان الالتحاق في البرامج السعودية صعب ويتطلب وقتاً طويلاً من الانتظار لان المنافسة شديدة لضيق دائرة هذه البرامج وكل هذا التنافس وعدد الأطباء السعوديين لا يتجاوز 17% والوطن بأمسِّ الحاجة.. فماذا سيحدث لو تضاعف عددهم؟!.. اما الخيار الآخر فهو الابتعاث للخارج والذي لا يفضله الطبيب السعودي لان المردود المادي خلال فترة الابتعاث لا يفي بالغرض لان المعيشة في تلك البلاد كما هو معلوم مكلفة جداً.. وبمعنى آخر ما الفائدة التي سيجنيها المبتعث السعودي بعض مضي خمس سنوات او اكثر وفي نهاية المطاف يأتي بشهادة عالية ولكنه برصيد خالٍ مادياً يوازي الصفر او تحته بقليل بينما من ترك كل ذلك واتجه الى الإدارة داخل السعودية قد كسب الراحة والمادة وجنَّب نفسه مشاكل الغربة والوحدة والعوز والعيش على مقومات الحياة الأساسية.. إذن أين المغريات؟!.
الطبيب السعودي لا يجد ان للعلم الذي يحمله او المهارات الاكلينيكية التي لديه ضعف او ضعفي ما يتقاضاه حالياً والذي يقارب ما يتقاضاه الطبيب غير السعودي..
معالي الوزير في ظل كثرة الطلب على الطبيب السعودي من الوزارة وغيرها وشح العرض من الأطباء السعوديين فإنه من المفترض ان تكون هذه الفترة هي الفترة الذهبية لهم بمضاعفة رواتبهم واتاحة فرص الابتعاث وتوسيع برامج الزمالات السعودية لتشمل اعداداً أكبر منها واعطائهم حرية الاختيار عند التعيين او الانتقال من مصحة او مدينة الى أخرى..
معالي الوزير.. ان الطبيب السعودي اليوم يواجه كل تلك المصاعب وعدم الشعور بانه يتقاضى ما يقابل عمله وعلمه بالرغم من قلة العرض وكثرة الطلب.. هذه حالهم اليوم ونسبتهم 17% فماذا يا ترى حالهم بعد عشر سنوات.
الطبيب السعودي هو ثروة حقيقية للوطن ومهما اعطاه الوطن فانه لن يخسر لانه بأمس الحاجة اليه ولأنه ايضاً ابنه البار الذي لن يتركه مهما تكالبت الظروف وكانت المعوقات..

عبدالعزيز النخيلان الشمري / كلية الطب - جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved