Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

معادلة لا بد من توازنها معادلة لا بد من توازنها
الطرف الأول الحقوق والثاني الواجبات

الممتلكات العامة.. تربية الأسرة.. حقوق الأفراد.. دور المجتمع في الإصلاح.. حقوق الغير.. الحقوق والواجبات.. تلك كلمات لها معانٍ رائعة وآثار جميلة ان تمت مراعاتها وصيانتها فوضعت تحت المجهر لدراستها.
ولكن دعوني في البدء أوجه هذا السؤال لكل منكم.. ماذا أنت فاعل عندما يحدث لك هذا؟..
تحطيم زجاج سيارتك.. إشعال الحريق في منزلك.. إلقاء القاذورات أمام بيتك.. الاعتداء عليك.. الاعتداء على احد أقاربك.. سرقة أموالك.. أمثلة بسيطة احدها فقط كفيل بأن يستثير حماسك وحميتك للدفاع عنها..
ولكن ماذا لو تغيرت صيغة السؤال قليلاً فأصبحت:
تحطيم زجاج سيارة أو واجهة محل أو إشارة مرور.. إشعال الحريق في منزل أو منتزه أو حديقة.. إلقاء القاذورات أمام بيت أو في ساحة المدرسة.. الاعتداء على شخص ما.. سرقة أموال شخص أو جهة معينة..
هل سيكون حماسك بنفس الدرجة!.. هل ستجد ان ضميرك يدعوك لأن تتألم وتصرخ بوجه المعتدي فتقول له: قف مكانك لا يحق لك فعل ذلك.. لقد تخطيت حدودك واعتديت على حق أو حقوق الآخرين أم أنك ستصمت ومؤشر الخطر سيظل ساكناً وبداخلك تقول وما يعنيني.
عجباً لك لماذا عندما يتم الحديث عن الممتلكات الخاصة لك.. منزلك. سيارتك.. فأنت تتأهب للدفاع المستميت عنها أما عندما يتم الحديث عن التعرض لحقوق غيرك أو حقوق عامة الناس وأعني بها الممتلكات العامة والتي يحق للجميع استخدامها والانتفاع بها كالحدائق العامة والمنتزهات والشوارع فالأمر لا يعنيك وضميرك ينام مستريح البال..
المحزن أن الحديث عن المدارس والمنتزهات والحدائق والعبث بها أصبح حديثاً مملاً وغير مرغوب فيه وكذا الحديث عن حقوق غيرك من المواطنين بالرغم من أنك لا تمتاز عنهم في شيء فلهم ما لك وعليهم ما عليك وكذلك بالرغم من أن تلك المرافق والمنشآت هي حق مشاع للجميع وتلفها يعني خسارتها وخسارة الهدف الذي وجدت من أجله كما يعد إهدارا واستنزافا للأموال التي صرفت عليها.. هذا من جهة ومن جهة أخرى فان مبادئنا وقيمنا تتنافى مع الهدم والتدمير والاعتداء على حقوق الآخرين فنبينا الأكرم على العكس يدعونا للبناء والتشييد في الحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم إذ قال ما معناه: إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة يريد أن يغرسها فليغرسها ولا يقول قد قامت القيامة.
إذاً أين تكمن المشكلة ولماذا يميل البعض لإتلاف وتخريب مرافق وخدمات وجدت له ولغيره.. ألا يستحق إخوتك وأبناؤك من بعدك المحافظة عليها من عبثه واستهتاره..
حقيقة أعتقد أن الإشكال يكمن أساساً في التربية التي نشأ عليها البعض واقصد بالتحديد دور الأسرة التربوي في تشكيل شخصية الابن منذ نعومة أظافره فقد راعى الأبوان -وبشدة- كيف يعلمون أبناءهم الحفاظ على ألعابهم ومقتنياتهم الشخصية بينما لم يلتفتوا لان يعلموهم مراعاة حقوق الناس والمجتمع.. فتراه مثلاً -أي الأب- يفتح نافذة سيارته ويلقي بالعلب الفارغة في الشارع غير عابئ بمظهر مدينته ساء أو حسن بينما طفله الصغير ينظر إليه فيتعلم منه وتراه أيضاً يلقي الأوراق التالفة على الأرض بينما لا تفصله عن سلة المهملات إلا بضع أمتار.. إلى آخره.. ويكبر هذا الولد ويكبر فيسير بسيرة أبيه فيلقي ويدمر ويكسر وينهب ويسرق فليس هناك حق يجب أن يحترم إلا حقه وليست هناك أموال يجب أن تصان إلا أمواله فالكون يدور به وله وحده وليذهب الجميع للجحيم وهذا ما يتنافى مع ابسط قواعد الدين التي تشير إلى أن أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده.
خلاصة الأمر عليك أن تعلم انه وكما لك حقوق فعليك واجبات فعندما تطلب من الآخرين احترامك فقدم لهم الاحترام أنت أولاً وعندما تتمنى أن يحافظ الآخرون على مكتسباتك فحافظ أنت على مكتسبات الآخرين، تلك هي معادلة طرفها الأول الحقوق والطرف الثاني الواجبات فهل نستطيع ان نجعل المعادلة دائماً وأبداً متوازنة.. سؤال يحتاج لإجابة.

غسان سعيد الشيوخ - القطيف

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved