رحمك الله يا شيخ ناصر

بقلوب مطمئنة ونفوس مُسلمة لأمر الله وقضائه وقدره رحل عن هذه الدنيا الفانية شيخ فاضل ألا وهو الشيخ/ ناصر بن عبدالعزيز الخريف «المطوع» إمام جامع تمير الذي قدر الله نهاية أجله بجلطة في القلب في يوم الاثنين الموافق 27/12/1422ه. ولا شك أن الموت حق، قال تعالى {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ پًمّوًتٌ} وقال تعالى {فّإذّا جّّاءّ أّجّلٍهٍمً لا يّسًتّأًخٌرٍونّ سّاعّةْ وّلا يّسًتّقًدٌمٍونّ} ولكن موت الفجأة وقعه عادة مؤلم ومفجع ولعل في ذلك رحمة للمؤمن ورفعة لدرجاته وزيادة في حسنات أهله وذويه عند الصبر والاحتساب. لقد أفنى عمره رحمه الله إماماً وخطيباً لهذا الجامع منذ ما يقارب خمسين عاماً حيث عين إماماً لهذا الجامع بعد الشيخ/ عبدالعزيز الحمدان رحمه الله وكان عمره إحدى وعشرين سنة وقد عرف عنه رحمه الله التواضع وحسن الخلق ولين الجانب وحرصه الشديد على الطاعة والعبادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم التخلف عن الإمامة إلا لمرض أو سفر، وكان رحمه الله حريصاً على صلة رحمه وأقاربه وأصدقائه ومعارفه، وكان يكتب رحمه الله بين الناس في البيع والشراء ويعقد الأنكحة دون مقابل، وكان قلمه معروفاً ومعترفاً به لدى الجهات الرسمية. لقد عرفناه يلح بالدعاء والتضرع إلى الله في نهاية كل خطبة أن يغيث العباد والبلاد بعد تأخر نزول المطر وعرفناه أول من ينزل في القبر عند دفن الميت. لقد صلى عليه جمع غفير من أهالي تمير وغيرهم ضاقت بهم أروقة المسجد لم نشهده من قبل. رحمك الله يا أبا عبدالعزيز.. وأسأل الله أن ينزلك منازل الشهداء والصالحين ويجمعنا بك ووالدينا في جنات ونهر وسرور متقابلين، اللهم اغفر له وارحمه ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وارحم آباءنا وأمهاتنا وأعنا على الصبر والاحتساب، ولا حول ولا قوة إلا بالله. {إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ} .