جنين تلك المدينة الهادئة التي تقع في نفس مكان المدينة الجميلة «جين جليم» العربية الكنعانية والتي تعني «عين الجنائن» بسبب تلك الفرشة الخضراء والجنائن المحيطة بها والمحاصرة لها مع كل مكان.. فتحها العرب والمسلمون في القرن السابع الميلادي فأطلقوا عليها اسم «جنين»... تقع شمال «نابلس جبل النار».. جنين.. سكانها تقريباً «33000» أما المخيم فمساحته نصف كيلو متر مربع وعدد سكانه حوالي «12000» معظمهم من اللاجئين.
هذا بعض ما أعرفه عن هذه المدينة الجميلة الهادئة.. هذا ما وجدته في كتب التاريخ.. وعلى مساحات الخرائط وبين صفحات كتب الجغرافيا.. هذا ما خطته بأناملها الأيام وحفره التاريخ على جدار الزمان.. أما الآن فأين هي «جنين».. هل تشاهد ذلك المخيم الذي يتكدس فيه آلاف الأبرياء.. أين هي تلك الأسر الفقيرة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة والمتزاحمة في مساحة ضيقة على أرض تلك البقعة الجميلة «جنين» انه الإجرام الصهيوني والحقد «الشاروني» إنها السخرية والاستهزاء.. أطفال.. نساء.. بيوت.. أسر تجرف بالجرافات ويطارد الناس «بالبلدوزرات».. لم تكتف الصهيونية «المجرمة.. المظلمة» بالقصف والقتل الجبان الغادر بل استحقرت البشر واستذلت العالم وسخرت من كل الأنظمة والقوانين والشرائع وضربت بها عرض الحائط... واستمرت في مشروعها الابادي قصف من السماء ودك البيوت وقتل الناس ومسح الشوارع والأسواق والمنازل وجرفها مع من فيها من الأحياء.. مشاهد حقيقية في مخيم جنين مؤسفة ومحزنة.. مجازر ودماء وأشلاء امتلأت بها الساحات والطرقات. (12000) اثنا عشر ألف عدد كبير وشعب كثير ولكنه في الحسابات الشارونية الصهيونية شيء بسيط ودم بارد رخيص. جنين اسم رقيق وجميل.. لا يتحمل هذا الصخب والضجيج.. لايتحمل الآلة الحربية والترسانة الصهيونية التي تعترك وتضطرم حول هذا المخيم «الهش» الصغير «2000» ألفان جند صهيوني يحاصرون نصف كيلومتر مربع.. بقعة من أرض جنين صغيرة يتكدس فيها آلاف الفلسطينيين «12000» من المجاهدين الأبطال الأقوياء.. إسرائيل بطائراتها «الأباتشي» المروحية التي تمطر مخيم جنين بأنواع الصواريخ.. وبدباباتها وبجنودها بعدتها وعتادها العسكري الضخم تقف عاجزة عن اقتحام هذا المكان «النصف كيلو متر» الصغير ويصعب عليها كذلك اختراق هذا الشعب المناضل الشهيد..
*.. {لا يٍقّاتٌلٍونّكٍمً جّمٌيعْا إلاَّ فٌي قٍرْى مٍَحّصَّنّةُ أّوً مٌن وّرّاءٌ جٍدٍرُ بّأًسٍهٍم بّيًنّهٍمً شّدٌيدِ تّحًسّبٍهٍمً جّمٌيعْا وّقٍلٍوبٍهٍمً شّتَّى" ذّلٌكّ بٌأّنَّهٍمً قّوًمِ لاَّ يّعًقٌلٍونّ} *الحشر: (14) .
*.. وأهيب بإخواني المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم.. ويدفعوا الضرر عن هؤلاء المستضعفين بكل ما يستطيعون.. وهو من القليل الذي نقدمه لهم.
خالد عبدالعزيز الحمادا / ثانوية الأمير عبدالإله بريدة |