Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لكي لا نكون مجتمعاً لا يعي دوره ..!! لكي لا نكون مجتمعاً لا يعي دوره ..!!

أكثر الناس في هذا الزمن تميل خطاهم للمنحدر ويظل التحليق إلى أعلى هو الاستثناء بعد أن تغير كل شيء بما في ذلك الشيم والعادات الجميلة التي كان الآباء والأجداد يقومون بحمايتها فلا تبتذل أو تمتهن، ولما تردى الناس فقدنا الكثير من العادات العربية والإسلامية الدالة على الأنفة والشيم، أو قل إنها تحولت إلى سلعة كاسدة فلم يعد يهتم الأولاد بآبائهم وقل احترام الكبير في نظر الشباب وغابت المروءات فتشابهت الطرق على الناشئة وبدأ العقوق يظهر نتيجة الابتعاد عن الدين والتعلق بالماديات، ساعد على هذا التجذر ما تروجه الفضائيات والأفلام والقصص من مواقف مثيرة ومختلقة دفعت الشباب إلى المحاكاة في أكثر صوره مما تولد عنه فضاضة المعاملة وتجاهل الطبيعة المفطور عليها كل البشر فلم يعد يحفل الكثيرون من الشباب بعاطفة الأمومة والأبوة، ولا بالقيم التي جاء بها الإسلام وحث عليها وبخاصة بر الوالدين والإحسان إليهما واحترام الكبير وإفشاء السلام ومساعدة العاجز، قابل هذا التضعضع الأسري تساهل المجتمع في تبني مشاريع ذات قيمة وفائدة تسند كبار السن من الرجال والنساء فلا يتحولون إلى أشباح منسية في منازلهم وبين أفراد مجتمعهم فالغالبية يحتاجون إلى عناية صحية ونفسية لا تتوفر في المستشفيات القائمة وأيضا يحتاجون إلى رعاية منزلية، هذه العناصر الثلاثة قل أن تجد من كبار السن من يحصل على حاجته منها بشكل مقبول.
فهم في المنزل لا يجدون الرعاية الجيدة والتعامل اللائق وما يقدم لهم من غذاء يعجز عن هضمه الأشخاص الأصحاء وإن ألمت بهم وعكة صحية لأسباب قد لا تكون عضوية أتخموهم بالأدوية وقد لا يحتاجون سوى جلسة خفيفة مع طبيب مختص، يخرج المسن بعدها إلى منزله بنفسية ومعنوية عالية دون أدوية ضررها أكثر من نفعها.
وفي أحوال كثيرة يعجز عن تحقيق بعض متطلباته ويظل الفراغ والوحدة تحاصره والكل عنه مشغول، أو هم هكذا يدعون أسباب تركه والابتعاد عنه ليلا ونهارا.
إن المجتمع يتشكل من فئات عمرية. والنسبة الأعلى إن لم تكن من الكبار فلا أقل من 50 بالمائة هذه الفئة هم الذين مهدوا لمن بعدهم طرق النجاح وجعلوها سهلة ميسرة فكان لا بد من تكريمهم والاعتناء بأحوالهم بدءا من عمل مصحات تتولى معالجتهم ونوادي تجمعهم وإدارات تقوم بخدمتهم وتذليل ما يعترض طريقهم من إجراءات إدارية تلزمهم شخصيا أو أحد أفراد أسرهم من أولاد وبنات قصر مع منحهم بطاقات يستطيعون من خلالها شراء ما يحتاجونه من السلع وبأسعار تراعي ظروفهم المادية والصحية، ومنحهم أفضلية الوقوف لمن يقود سيارة قرب مصادر الخدمات كالمطارات والأحوال المدنية والجوازات ومكاتب العمل والمصالح الحكومية الأخرى دون أن نضطرهم إلى التجوال داخل الشوارع الصغيرة والأحياء بحثا عن موقف يبعد عن مقر الخدمة، وعمل نوادي في الأحياء لقضاء وقت الفراغ تتوفر داخلها مسابح ومضامير للمشي ومكتبات للمطالعة يكون الوصول إليها سهلا وميسرا.
هذه الفئات العزيزة علينا تحتاج إلى رعاية واهتمام يشعرهم بحميمية مجتمعهم وأنهم مكان تقدير واحترام الجميع من مسؤولين حكوميين ورجال أعمال بعد أن أدوا أدوارهم كاملة في خدمة الوطن والوقوف إلى جانب الأبناء حتى سلموهم الأمانة وصاروا إلى وضع يحتاجون معه إلى رد الجميل.
هذه بعض احتياجات فئة المسنين فمن يا ترى يتصدى لها حتى تتحقق على أرض الواقع.

عبد الله بن عبد الرحمن الغيهب

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved