Friday 24th May,200210830العددالجمعة 12 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أسس الدولة وخصوصيتها الشرعية 2-2 أسس الدولة وخصوصيتها الشرعية 2-2
مرزوق العشير

وقد كان المجتمع السعودي المجتمع الوحيد تقريباً الذي نجا من تيارات العلمنة والتبعية وحافظ على هويته الاسلامية وشخصيته المميزة. وما كان ذلك ليحدث لولا توفيق الله عز وجل ثم قيام الدولة بتطبيق الشريعة، والنهوض بواجب الحسبة، وحرص ولاة الامر فيها على ذلك، وتأكيدهم الدائم - بالقول والعمل - على التمسك بالكتاب والسنة وعدم المساومة فيما يتعلق بشؤون الدين والوطن وثوابت الامة. وكانت ثمرة ذلك هذه الوحدة السياسية، والانصهار الاجتماعي والانسجام الواضح بين القيادة والشعب، والاتفاق بينهما على الاهداف الاساسية للامة ووسائل تحقيقها. وهذه الثمرة تفتقدها كثير من الامم والشعوب التي ابتعدت عن منهج الله عز وجل وظلت عن سبيله فتفرقت بها السبل وتمزقت وحدتها وحرمت خيراً كثيراً.
لقد قامت الدولة السعودية منذ نشأتها على اساس شرعي ومن اجل تحقيق غاية شرعية، فاتخذت من الشريعة منهجاً لها في الحياة بمختلف جوانبها، فكانت بحق دولة اسلامية شرعية مهمتها «حراسة الدين وسياسة الدنيا به»، ومارست وظيفتها وقامت بواجباتها وفق سياسة شرعية تجلب المصالح للمجتمع وتزيدها وتدراً عنه المفاسد والشرور وتقللها في ضوء ضوابط الشرع وتعاليمه. وكان ذلك اساس قوتها ومصدر خيريتها وبه اصبحت خير امة قال تعالى:{كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وّتّنًهّوًنّ عّنٌ پًمٍنكّرٌ وّتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ}.
(40) پَّذٌينّ إن مَّكَّنَّاهٍمً فٌي الأّرًضٌ أّقّامٍوا پصَّلاةّ وّآتّوٍا پزَّكّاةّ وّأّمّرٍوا بٌالًمّعًرٍوفٌ وّنّهّوًا عّنٌ پًمٍنكّرٌ وّلٌلَّهٌ عّاقٌبّةٍ الأٍمٍورٌ (41)}.
ويرى الخبراء والعلماء المختصون في شؤون الحكم والسياسة الشرعية ان تطبيق الشريعة الاسلامية في المملكة العربية السعودية الى جانب كونه اساس شرعيتها من الناحية الدينية، فانه كذلك مكمن قوتها ومصدر عزها وعامل بقاءها واستقرارها، وهو كذلك نقطة تفوق وعلامة تميز نظام الحكم فيها على غيره من الانظمة السياسية المعاصرة.
ولذلك فان حملة التشكيك التي يقودها بعض كتاب الصحف ودعاة العلمنة ضد بعض مؤسسات تطبيق الشريعة ومظاهر الاهتمام بها في بلادنا مثل اجهزة القضاء والحسبة وتعليم المرأة، وضد مؤسسات التعليم الشرعي و مناهجه في مدارسنا وجامعاتنا، واثارتهم للشائعات المغرضة حول هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنسوبيها والتقليل من جهودهم المباركة في حماية العقيدة وحفظ الامن وحراسة الفضيلة في مجتمعنا.. كل ذلك الهدف منه هدم الاسس الشرعية التي قامت عليها الدولة منذ تأسيسها والغاء الخصوصية التي تميز بها المجتمع السعودي منذ نشأته. انهم يريدونها دولة بلا دين، وحياة بلا شريعة، و مجتمع بلا هوية.
إنها حملة مركزة - يقف خلفها اعداء الامة - تروج لافكار دخيلة تصدر من اشخاص في قلوبهم مرض وفي عقولهم خبل اتبعوا الهوى واتخذوه الهاً، فصدهم عن الحق.
يظهرون النصح للامة والحرص على مصالحها، والحقيقة انهم يمكرون بها ويفسدون عقول ابناءها ويعملون ضد مصالحها ويجرونها الى الهاوية ويعملون على شرخ وحدة الوطن وتقويض دعائمه الشرعية التي قام عليها واشاعة افكاراً مستوردة واقتراحات غريبة لا تمت لواقع مجتمعنا المسلم بصلة وينادون علناً بأمور منكرة مخالف الشرع وتتصادم مع اعراف المجتمع وقيمه العليا لكنهم يغفلونها بمفاهيم مغلوطة ومصطلحات براقة لاضفاء الطابع العلمي عليها واخفاء طابعها العلماني «اللاديني»» البغيض.
ان هؤلاء القوم قد غسلت ادمغتهم بالفكر الغربي الذي درسوه واغترت عقولهم بنظرياته ومفاهيمه المادية. وفي المقابل كان جهلهم بحقائق الدين واصوله عظيماً، وكان المهامهم بقواعد الشريعة ومقاصدها ضعيفاً، فناصبوا تطبيقها وعلماءها ودولتها العداء - والانسان عدو ما يجهل - وتبنوا موقف الرفض لكل لما هو اسلامي فيما يتعلق بمعاملات الحياة واخلاقيات المجتمع، وتبنوا موقف التأييد لكل ما هو غربي يفصل الدين عن الحياة، فجاءت اراهم وبحوثهم وطروحاتهم الفكرية في غالبها مخالفة لاحكام الدين وتعاليمه السمحة، ومبتوته الصلة بواقع المجتمع وطبيعته الاسلامية وخصائصه الاجتماعية والسياسية.
(78)}.
ان هؤلاء هم الاعداء الحقيقيون الذين يجب الحذر منهم وعدم الاغترار بشهاداتهم العليا وحدثيهم المنمق وفلسفتهم للامور فانهم كما وصفهم الله في قوله تعالى:{وّإذّا رّأّيًتّهٍمً تٍعًجٌبٍكّ أّجًسّامٍهٍمً وّإن يّقٍولٍوا تّسًمّعً لٌقّوًلٌهٌمً كّأّنَّهٍمً خٍشٍبِ مٍَسّنَّدّةِ يّحًسّبٍونّ كٍلَّ صّيًحّةُ عّلّيًهٌمً هٍمٍ پًعّدٍوٍَ فّاحًذّرًهٍمً قّاتّلّهٍمٍ پلَّهٍ أّنَّى" يٍؤًفّكٍونّ }.
انهم افاعي تنفث سماً زعافاً في جسد الامة وعقول ابنائها فهل نتركهم الى ان يحققون اهدافهم المشبوهة ثم نندم حين لا ينفع الدم؟

* طالب دراسات عليا بالمعهد العالي للقضاء بالرياض

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved