Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

27/4/1385هـ العدد 59 الموافق 24 أغسطس 1965م 27/4/1385هـ العدد 59 الموافق 24 أغسطس 1965م
ضيف الجزيرة: الشيخ حمد الجاسر
الشعر الحر.. أراه ضرباً من الكلام المؤثر في النفس ولكن لا أراه شعراً

نستضيف في هذا العدد. علماً من الأعلام الكبار.. وأديباً من الأدباء المبرزين وشخصية من الشخصيات التي بها نعتز ونفخر.
نستضيف «حمد الجاسر» الرجل الذي أصدر أول صحيفة من الرياض.. وأول من أنشأ داراً للطباعة هنا.. وغير هذا..
إنه عضو ثلاثة مجامع لغوية.. ومؤرخ مشهور.. وله في عالم الأدب صولات وجولات تشهد بها صحافتنا..
* يظهر أنكم في «كلاسيكيتكم» لاتحبون الشعر الحر.. فما هي انطباعاتكم عنه بل ماهو رأيكم فيه؟
الكلام في الشعر والشعراء غير مأمون العاقبة لأمرين أولهما أن الشاعر المتنبي يقول: وعداوة الشعراء بئس المقتنى.
وثانيهما انني لست شاعراً وأعتقد أن الشعر لايدركه ادراكا حقيقياً إلا الشاعر ولكن هناك شيء يسمى الشعر، قرأناه فيما قرأناه من كتب ودواوين، وعلمنا طرقا مما يتصل به من تحديد ووصف عند المتقدمين وهذا الشعر الذي نجده منسوباً الى امرئ القيس والأعشى وليبد وجرير والفرزدق والأخطل وأبي نواس وبشار والمتنبي وإلى عهد البارودي فشوقي فمطران وحافظ ابراهيم.
هذا الشعر له سمات مميزة وأوصاف محددة اما هذا الكلام الذي نقرأه في الصحف وفي بعض الدواوين التي طبعت حديثا مما يفقد فيه الوزن والقافية فإني أراه ضرباً من الكلام المؤثر في النفس، ولكن لا اراه شعراً.
* يجمع الكثيرون من المؤرخين على غنى الجزيرة العربية بالآثار التي لو درست ومحصت تمحيصاً كاملاً، لابد وان تفصح عن الكثير من الاسرار المتعلقة بحضارة العرب وتاريخهم.. فما هو رأي الاستاذ في احجام العرب عن العناية بآثارهم، وخاصة في الجزيرة العربية؟
العناية قد تكون معدومة، ونسمع ان في وزارة المعارف دائرة مخصصة للآثار، ولكننا لم نر أي أثر لها.. ومما يحزن ان كثيراً من آثارنا قد اصبح عرضة للزوال لأن تلك الآثار لم تُصن.
* لحظة.. يا استاذ.. نرجو ان تحدثنا عن قصة طريفة واجهتك بهذه المناسبة او حصلت لك..
اذكر منذ بضعة عشر عاماً ان في غرب قرية «شهار» في الطائف مقبرة فيها احجار تحتوي على كتابة بالقلم الكوفي الجميل، من القرنين الرابع والخامس الهجريين، ونقل مثل هذه الاحجار وحفظها مما يفيدنا في دراسة تطور الكتابة العربية، وقد يوضح لنا شيئاً من تاريخ تلك «المقبرة» والقرية التي تجاورها.. ومعروف ان الدين الاسلامي لايجيز الكتابة على القبور ولهذا فإن من المناسب تسوير تلك المقبرة ونقل الاحجار الاثرية الى مكان يمكن من دراسة كتابتها.
وفي هذا العام زرت الطائف، ذهبت الى موضع تلك الاحجار فلم اجد لها اثراً، ولا شك ان احد اصحاب «البيوت» المجاورة بنى بها بعد ان كسرها اساسا لبيته او جدرانه.
* ماهو شعوركم حيال نبأ غزو الصواريخ للقمر.. وما جاء من صلاحية الحياة عليه.. واستثمار موارده الطبيعية كالبترول والمعادن؟
اولاً انا ممن لايزالون يعيشون في الارض، بل بين الرمم البالية والصخور الجامدة.. ولم ترتفع قدماي عن هذه الارض الا في فترات قصيرة، امتطي فيها الطائرة الى بعض البلاد التي تقع فوق سطح هذه الارض، ولم افكر يوما ما في الرحيل الى القمر.. وان كان وصول الاقمار امراً مرغوبا فيه الا انني من الذين لايزالون متأثرين بقول الناظم:


طلاب النجوم أحلتمونا
إلى علم أرق من الهباء
علوم الأرض لم تصلوا إليها
فكيف وصلتموا علم السماء.

وياليتني ابقى معمراً الى ذلك اليوم الذي يحلم له الحالمون.. ويتنبأ به العلماء المتنبئون حينما يجد الانسان متسعاً منسجاً لسكنه وحياته غير هذه الارض.
* ماهي أكلتكم المفضلة..؟
غريب والله أمر اخواننا وابنائنا المشتغلين في الصحافة في بلادنا انهم يحبون ان يعرفوا عن المرء كل شيء حتى شؤونه الخاصة.. ورغباته التي كثيراً ما يحاول اخفاءها.. وما ذاك إلا تأثر منهم بالطريقة التي تسير عليها الصحافة في البلاد الخارجية، فهم يأتون بأسئلة غريبة.. فما الذي يعني القارئ مني اذا كنت افضل اكلة «العصيد» او «المرقوق» او ارغب ان اراوح بين هذا وهذا.. وان اتناول اكلة «صيادية» في كل شهر مرة.. او ان تميل نفسي في بعض الاوقات الى اكلة «جراد» او «لحم جربوع مشوي».
ما الذي يهم القارئ من هذا.. ليس من شيء ولكنها مهنة الصحافة كما يقولون تبحث عن كل شيء.
* كم تبلغ من العمر؟
أبلغ قرابة الستين ولكنني آمل ولله الحمد أن أعيش مثلها مرتين.. وقد ذكرتني بخبر مضى عليه خمس سنوات، ذلك انني عندما كنت في روما قابلت العلامة الكبير المستشرق جورجي دلافين! وهو اعلم من عرفت من العلماء في انساب العرب واخبارهم قابلته في معهد الشرق الاوسط الذي ترأسه الآنسة ماريا ملينو.. وقد اقام لي المعهد كما يقولون «حفلة شاي» فسألته قائلاً:
ذكر الاستاذ ليفي برفنسال بأنكم تقومون بتحقيق كتاب جمهرة النسب لابن الكلبي فماذا بلغتم في هذا الامر فقال.. لقد عملت في هذاالكتاب حتى وضعت له قرابة خمسة وثلاثين الف جزازه «فيشه» ولكنني الآن كبر سني ووهن جسمي كما ترى.. فقلت اني اراك بصحة جيدة «وهو قد تجاوز الثمانين» فقال وازيدك لقد كنت وأنا أضع فهارس مكتبة الفاتيكان الاحظ ان المؤرخين من اطول الناس اعماراً.. ولهذا فانا ارجو ان اكون معمرا.. ولكن من طراز المعمرين الذين ذكرهم «السجستاني» في كتابه ممن عاش بعضهم مئات السنين.. انني اريد ان اعيش مائتي سنة او مائة وخمسين «قالها ضاحكاً».
* هل لكم أولاد.. وكم عددهم؟
نعم ولله الحمد نصف درزن.. فتيان واربع فتيات وقد سرت في تسميتهم على طريقة عادلة، اتفقت مع امهم على ان اسمي واحداً.. ثم تسمي الثاني.. وهكذا حتى انتهينا من الاولاد..
* ما الامنية التي تتمناها؟
ان ارى امتي وبلادي على اقصى مايتمناه كل عربي مسلم مخلص لأمته وبلاده من تقدم في مختلف المجالات، هذه الامنية هي امنيتي في حياتي وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يحققها.
* ما البلدان التي قمتم بزيارتها؟
زرت بعض البلاد العربية مصر والشام والعراق، واقصد بالشام اقسامه المختلفة سوريا ولبنان والاردن، وزرت باكستان، وقمت برحلة الى الولايات المتحدة اخترقتها من غربها الى شرقها ومن جنوبها الى شمالها وقمت بجولة في اوربا فزرت هولندا وانجلترا وسويسرا والمانيا وايطاليا.
زرت هذه الممالك وخرجت بنتيجة هي ان الانسان لايستطيع ان يعيش بدون لغة، وقد كنت ولا ازال لا احسن الا اللغة العربية، ولم يكن معي في هذه البلدان من يترجم لي ومع ذلك عشت متنقلاً فيها لم تعترض طريقي صعوبة في جميع الحالات التي كنت احتاج فيها الى التخاطب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved