Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

رأي رأي
أدوات السلام

في الرابع من إبريل، وضع الرئيس بوش إستراتيجية شاملة للتعامل مع الدوامةالعنيفة من الموت والدمار التي تعصف بالشرق الأوسط، وفي تلك اللحظة كانت هناك أصوات عديدة تطالب بإطلاق يد إسرائيل للتعامل مع مشكلة (الإرهاب) على طريقتها الخاصة، وقد وضع حديثه الخطوط العريضة لإستراتيجيته القائمة على ثلاثة أسس محورية، أولها، أن الإستراتيجية الإسرائيلية، في حد ذاتها، لا تستطيع تحقيق أي محصله تبعا لها يمكن أن يتوقع معها الإسرائيليون بشكل منطقي أن يعيشوا في أمن وسلام، ثانيها، أن الإسرائيليين والفلسطينيين في حد ذاتهم، لا يقدرون على حل الصراع، والواقع أن كلا الجانبين كان ضحية لعمليات التفجيرات لمن يعتبرون كلا من آريئيل شارون وياسر عارفات عدوا لهم، ثالثها، إن المصالح الحيوية للولايات المتحدة بصرف النظر عن التزامها تجاه إسرائيل والتزامها بالمشاركة في عملية السلام بالشرق الأوسط أصبحت على المحك، وتحتاج إلى تدخل جدي ونشط من جانبها.
إن الميزة الجوهرية لهذه الإستراتيجية التي وضعها هي أنها تسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين من كلا الجانبين وتسمح بالتحرك نحو حل الصراع.
لقد آن أوان القيادة الحاسمة والعزم الشديد، والإصرار على تنفيذ إستراتيجية الرئيس، ويجب على إسرائيل الانسحاب من أراضي أوسلو كما يجب على عرفات أن يلتزم بنبذ كامل وصارم للعنف، كما أن وجود قوة دولية مؤقتة للفصل بين الطرفين المتناحرين يمكن أن يقدم دليلا ملموسا على التزام المجتمع الدولي ويوفر عازلا بينما تمضي عملية السلام قدما، وهذه القوة يجب أن تشتمل على الولايات المتحدة وذلك لما تحظى به من قبول من جانب الإسرائيليين، كما يجب أن تحتوي أيضا على مشاركين من أوروبا، أو تكون رباعية الأطراف (الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، الأمم المتحدة ).
وبعد تحقيق وتدعيم وقف إطلاق النار من الجانبين، يمكن أن يبدأ التركيز على مؤتمر السلام والتسوية النهائية، والظروف الراهنة تعتبر غير مواتية لتحقيق أي تقدم في ظل الهجمات المتواصلة ورد الفعل المقابل، وعلى ذلك، فإن المضي في طريق الخطوات المؤقتة والاتفاقيات المرحلية هو وصفة مضمونة للفشل والتوصل إلى تسوية نهائية يجب أن يكون الهدف المنشود.
ولكي يكتب للمؤتمر النجاح، يجب على الولايات المتحدة أن تعد له مسبقامن خلال التشاور المكثف مع الدول العربية المعنية وإسرائيل من أجل الاتفاق على الخطوط العريضة للتسوية، التي سوف تقدم في المؤتمر.
إن العناصرالأساسية للتسوية واضحة، وهي تشتمل على اعتراف العرب بإسرائيل كأمة وجار وإقامة دولة فلسطينية مستقلة مجاورة داخل حدود 1967، وترتيبات أمنية مقبولة من الطرفين وحل قضية القدس على غرار مشكلة طابا، وحق العودة المقتصر على المناطق الفلسطينية في مقابل إزالة المستوطنات الإسرائيلية غير المتاخمة للأراضي الإسرائيلية.
إن مساندة الولايات المتحدة لهذه العملية في غاية الأهمية، ويتوجه الرئيس هذا الشهر إلى أوروبا لحضور مؤتمر على درجة عالية من الأهمية يشتمل على حلف شمال الأطلسي وروسيا كما يقوم بعقد اجتماع قمة مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وهذه الاجتماعات يمكن أن تفعل الكثير لتشكيل نظام الأمن المستقبلي للقارة الأوراسية، ويمكن للرئيس الذهاب إلى تلك الاجتماعات الهامة في ظل الهجوم الضاري عليه بسبب ترك الشرق الأوسط تستعر به النيران، أو يمكنه الذهاب إليها كزعيم واثق من نفسه قام، بعد نصف قرن من الصراع، بوضع الشرق الأوسط على درب الأمن والسلام.

برنت سكوكروفت
مستشار سابق للأمن القومي الأمريكي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved