editorial picture

نذر حرب جديدة

بدأ العملاقان النوويان في جنوب آسيا يحثان الخطى نحو حرب جديدة لا يريدها أحد وهي ستنعكس وبالاً على البلدين وتضاعف من مشكلاتهما ولن تسفر عن حل، بل وتهدد بإبادة بشرية واسعة النطاق إذا ما فضل أحد الجانبين استخدام سلاحه النووي.
والهند وباكستان كلتاهما من الدول النامية ما يعني أن الحرب ستضاعف من المشكلات القائمة أصلاً في مثل هذه الدول.. غير أن تصنيف البلدين ضمن منظومة الدول النامية لم يحل دون امتلاكهما التقنيات النووية الرفيعة، ولعل هذا مصدر الخوف الدولي من احتمالات تصاعد النزاع إلى خطوط حمراء لا يمكن السماح بوصولها.
وقد ظلت كشمير منذ منتصف القرن الماضي العقبة الكأداء أمام العلاقات الطبيعية بين الهند وباكستان إذ تسببت في حربين بينهما وهي تهدد بحرب ثالثة، وبين هذه الحروب ظل التوتر سيد الموقف.
ويتزامن التوتر الجديد، منذ ديسمبر الماضي، مع الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، حيث انصرف جانب من المجهود العسكري الباكستاني للوفاء بمتطلبات تلك الحرب، ما جعل إسلام أباد تعمل على التهدئة في نزاعها مع الهند، غير أن الهند رأت فرصة سانحة للتصعيد وحشد القوات ضد عدوتها المشغولة بترتيبات على الحدود مع أفغانستان لا تتيح لها استعداداً كاملاً لمواجهتها.
وتبدو الحاجة ملحة لنزع فتيل هذا التوتر واستباق هذه الاستعدادات الحربية بتحرك دولي فاعل لتهدئة الأوضاع، قبل أن ينفجر برميل البارود في منطقة باتت منذ عقود نهباً لنزاعات عديدة ويعيش فيها حوالي 300 مليون مسلم يتوزعون على الهند وباكستان وشقي كشمير.


jazirah logo