الماء...
الكهرباء...
مصطلحان شائعان، دارجان على ألسنة الخاصة والعامة، الكبير والصغير...، الجاهل والمتعلم، الفقير والغني...
الكلُّ لا يطيق الجلوس لثوانٍ في الظلام «فالكهرب» هو الذي ينير ما حوله... فيسعى إلى منافذه،
والكلُّ لا يحتمل أن يجفَّ «حلقه» دون قطرة ماء، فيقتني من حافظاتها ومدرَّاتها ما تيسَّر له...،
والصيف بزمهريره يطلُّ...
وقد أرسل بكلِّ مؤشراته...
ويبدو أنه قاسٍ، حارق، رمْضائيٌّ هذا الموسم...
ويبدو أنَّه يحمل على الإنسان بكلِّ قواه...
فهو قادم ينازله... بالماء، والكهرباء!!
وسلاح المرء لمواجهة هذا الزمهريريِّ القاسي الماء والكهرباء...
فهو بقواه الحارقة يجفِّف ينابيع المياه...، ويبخِّر كلَّ قطرة تواجهه فوق سطوح المنبسط أمامه...
وهو بهجومه واحتلاله لشرايين «الأسلاك» التي تعبُر منها مسارب الكهرباء بقوَّتها وهي تواجهه يقضي على قواها، ويشلُّ قدرتها...
وهما يصطدمان... يكون الحريق، والصدأ...
والإنسان...
هذا الذي قدر أن يسخِّر ما وهبه اللَّه من العقل وقدرة الفكر...
صنع للمياه كلَّ وسيلة لحفظها...
وللنور كلَّ وسيلة لنشره...
وهو مُواجَهٌ الآن... كي يواجه القادم المستهلك لما صنع...
والقادم المستهلك لما هو موجود...
و... بدأت كافَّة الأصوات الرسمية، والمسؤولة، والواعية، وذات الخبرة... في مناشدة أيِّ إنسان كي يلجم مزاريب المياه، ويخفض مدرَّات الكهرباء ضماناً للتعايش السلمي مع الصيف، فهو ليس موسماً عابراً لشهر أو آخر..
وهو ليس نزيلاً مستضافاً على أكفِّ التِّرحاب...
والدليل على ذلك أنَّه عادة يأتي وهو يعلم أنَّه غير مرغوب فيه، إذ يخطِّط الإنسان «إجازاته» عند قدومه، ويرسم خطوط سير رحلاته إلى حيث الموسم ذاته في مناطق فيها يكون أقلَّ حدَّة ورمضائيَّةً وحرارة وحرقة...، وهو الذي يأتي فيكفحه الإنسان بظهره...
ومع ذلك يبقى في مواجهته واستقباله كلُّ الآخرين الذين لا يملكون وسائل الهرب منه، أو لا يرغبون في تيسيرها... فما هم فاعلون؟...
إنَّه لكي تبقى من المياه قطرات تروي الظمأ الحارق بعد مواجهة حرارته في الشارع أوعند الذهاب للعمل أو للاقتناء لمتطلبات الحياة، أو لعدم وجود وسائل مكافحته داخل البيوت... فإنَّه لا بدَّ من «الاستهلاك» المنظَّم للمياه...
وإنَّه لكي تبقى للبيوت وللشوارع وللأماكن المختلفة أشعة النور، وقدرة العمل لكلِّ وسيلة عمل تحتاج لتيار الكهرباء فإنَّه لا بدَّ من الاستهلاك «المعقول» للكهرباء...
وإنَّه لكي تتضافر جهود الجميع في هذا الشأن
فإنَّ على الجميع أن يوصل هذه الرسالة للجميع... كلُّ واحد بوسيلته...
استجابة لطلب المسؤول الأوَّل. ولكلِّ مسؤول، فالكلُّ مسؤول عن الكلِّ.
|