Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وضعت شارون أمام حزب العمل فهل يكسب وده؟ وضعت شارون أمام حزب العمل فهل يكسب وده؟
الأزمة السياسية الإسرائيلية الأخيرة تترك جميع الخيارات مفتوحة

* القدس - جيف ابراموفيتش - د ب أ:
ترك رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون جميع الخيارات مفتوحة بتنحيته المثيرة لاربعة وزراء واستقالة الوزير الخامس وسبعة نواب وزراء من حزب شاس الاثنين الماضي كانوا قد انتهكوا نظام الائتلاف في عملية تصويت برلماني.
ويعتبر هذا الامر صحيحا فيما يتعلق بالسياسة الداخلية الإسرائيلية وبدرجة أكثر أهمية فيما يتعلق بالسياسية إزاء العالم الخارجي وبالعلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وكان الافتراض العام السائد بين جميع المعلقين ومعظم السياسيين تقريبا صباح يوم الثلاثاء الماضي هو أن إسرائيل تتجه إلى انتخابات وسوف يكون لذلك بلا شك تأثيره على عملية السلام حيث إنه يتعين وضعها على الرف خلال الحملة الانتخابية التي تستغرق مدة قد تصل إلى ستة شهور.
وكان رئيس الوزراء قد طرد من حكومته وزراء من حزب شاس اليميني المغالي في تطرفه ونواب وزراء من حزب شاس وحزب يهودت هنوراه المتحد وأقدم شارون على هذه الخطوة فور انشقاقهم الذي تسبب في خسارة الحكومة في عملية تصويت حول مشروع اقتصادي حساس.
وبرغم أن بعض المعلقين حملوا شارون ووزير المالية سيلفان شالوم مسؤولية عدم ترتيب الامور قبل عملية التصويت لتأمين التأييد الضروري الكفيل بتمرير المشروع إلا أن جميعهم تقريبا اتفقوا على أن رئيس الوزراء قد اتخذ الاجراء الصحيح بطرده المتمردين من الحكومة.
وكتب المعلق شالوم بيروشالمي في صحيفة معاريف أن رئيس الوزراء قد تصرف بشجاعة ووصف أعمال النواب المتطرفين اليمينيين بأنها مخزية وقال لقد لجأ شارون للخطوة القيادية الوحيدة الباقية له بعد المهانة التي تعرض لها داخل الكنيست (البرلمان).
وكان الافتراض السائد أيضا داخل إسرائيل صباح الثلاثاء الماضي أنه إذا لم تكن الانتخابات مؤكدة فإنها على الاقل تعتبر الاحتمال الاكبر عما كان عليه الوضع قبل تصويت الاثنين الماضي.
ويعني طرد الوزراء ونواب الوزراء أن هذين الحزبين الدينيين المغاليين في تطرفهما واللذين يشغلان 22 مقعدا برلمانيا (17 لحزب شاس وخمسة لحزب يهودت هنوراه) سيستقيلان على الارجح من الائتلاف الحكومي ليسحبا بذلك من إدارة شارون الاغلبية التي كانت تتمتع بها في الكنيست ليتبقى لها 60 نائبا مؤيدا فقط من بين إجمالي نواب البرلمان البالغ عددهم 120 نائبا.
ومما يزيد من هذا التساوي تعقيدا حقيقة أن شارون قد أصبح مضطرا الان للاعتماد بقوة على شريكه الاكبر في الائتلاف وهو حزب العمل الذي كان بعض أعضائه البارزين قد طالبوا بحدة وبصوت عال بالانسحاب من الحكومة احتجاجا على ما وصفوها بالسياسات المتشددة التي ينتهجها رئيس الوزراء إزاء عملية السلام والفلسطينيين.
وحتى إذا ما نجح شارون في ضم شركاء جدد إلى الائتلاف بدلا من الحزبين الدينيين المتطرفين فإن هؤلاء الشركاء لن يكونوا كافيين لشغل جميع مقاعد المنشقين وسوف يكون بذلك أكثر اعتمادا عن ذي قبل على حزب العمل الذي يشغل 24 مقعدا من مقاعد الكنيست.
ويبدو أنه هو نفسه كان مدركا لذلك في أعقاب التصويت. حيث توجه من فوق الرؤوس إلى أحد قادة حزب العمل البرلمانيين، وهو أفرايم أوشايا، قائلا: الآن سيتعين علينا حقيقة، العمل سويا.
والسؤال الذي كان المحللون يرددونه صباح الثلاثاء الماضي هو ما إذا كانا سيستطيعان ذلك بالفعل. خاصة وأن حزب العمل أكثر حرصا من شارون على تحريك عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين مرة أخرى. وقد حدد الحزب ورئيس الوزراء علنا خلافاتهما بشأن توقيت وسرعة ومضمون محادثات السلام وهي خلافات في الحقيقة حول كل جوانب المفاوضات.
وإذا ما تعين على شارون استرضاء حزب العمل وأصبح أكثر مرونة فإن الاعضاء الاخرين المتشددين في الائتلاف قد يستقيلون تاركين رئيس الوزراء مرة أخرى في وضع سياسي حرج.
وإذا ما أخذ ذلك في الاعتبار فإنه ليس من الغريب أن يعتقد معظم المراقبين أن إسرائيل تتجه إلى انتخابات.
وتعتقد المحللة السياسية رينا ماتزيلياه أنه من مصلحة كل من شارون وزعيم حزب العمل وزير الدفاع بنيامين بن إليعازر أن يخوضا الانتخابات في وقت قريب وليس بعيداً.
فكلا الرجلين في موقف قوي نسبيا داخل حزبه وذلك في وقت يبدو فيه المنافسون لهما على منصب القيادة إما غير مستعدين أو في وضع مشوش وذكرت أن تأخير الانتخابات سيعطي هؤلاء المنافسين المزيد من الوقت للتنظيم والتهديد.
وقالت ماتزيلياه إن شارون ليس خائفا من الانتخابات حيث ان لديه حليفا هنا هو بن إليعازر.
غير أنه وفقا لما كتبه المعلق الذي يحظى بالاحترام ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت أحرنوت فإن الانتخابات هي عملية طويلة وشاقة ومن الصعب أن نعرف مقدما كيف ستنتهي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved