خدعتك نفسك أيها المأفونُ
وعراك من خمر السفاه جنونُ
وسكرت بالأوهام سكرة ذاهلٍ
أعمته أحقاد له وظنونُ
وكواذب الآمال وهي له الردى
وسخائم التلمود وهي الهونُ
فمضيت تعبث بالمدائن فاتكاً
وكأنك الإعصار والطاعونُ
سكنت جوانحك الظوامي قسوةٌ
من دونها جنكيز أو نيرونُ
يا أيها الغِرُّ الذي أزرت بهِ
أحلامه الحمقى وهن منونُ
هلا أفقت ولن تفيق وإنّما
يصحو الفتى الميمونُ لا الملعونُ
إبليس أورثك العناد بكبرِهِ
فإذا بك المغرورُ والمفتونُ
وغداً ستعنو للقصاص لأنَّنا
آتون كالأقدار يا شارونُ
فاحفر ضريحك كي يضمَّك جثةً
أَوْ، لا، فإنك في العرا مدفونُ
تذرو الرياح رميمها وتعافُهَا
حتى بغاثُ الطير حيث تكونُ