على الرغم من دعوات التضامن التي أطلقها الرئيس الأمريكي
العراق والقضية الفلسطينية والتجارة والمناخ قضايا مثيرة للخلاف خلال جولة بوش الأوروبية

  *. واشنطن بقلم فيليب ديبوشير اف ب:
زادت قائمة المواضيع مثار الخلاف بين واشنطن وحلفائها الاوروبيين وأصبحت تطال المسائل المتعلقة بالعراق والشرق الاوسط بالاضافة إلى قضايا المناخ والملفات التجارية، بالرغم من الدعوات من اجل التضامن التي اطلقها الرئيس جورج بوش قبيل جولته الاوروبية التي يبدؤها هذا الاسبوع وتشمل المانيا وروسيا وفرنسا وايطاليا.
وفي ما يلي عرض لنقاط الخلاف الاوروبية الاميركية: - العراق: اعرب الاتحاد الاوروبي وروسيا عن قلقهما تجاه التداعيات التي ستنتج عن تدخل عسكري اميركي محتمل ضد العراق في اطار مرحلة لاحقة من الحرب ضد الارهاب.
ولا تزال السياسة الاميركية الرسمية تسعى إلى الاطاحة بالرئيس صدام حسين غير ان الرئيس بوش خفف منذ نحو شهرين من انتقاداته العلنية للنظام العراقي وبدا ان هذا التغيير في اللهجة يهدف إلى تسهيل المفاوضات التي ادت إلى ان يقر مجلس الامن مؤخرا نظاما جديدا للعقوبات ضد بغداد اكثر مما يهدف إلى عدم تعقيد الجهود الرامية إلى حل الازمة الاسرائيلية الفلسطينية.
وفي تصريح له مطلع الاسبوع الجاري قال مسؤول اميركي كبير «لسنا مستعدين بعد لتوسيع الحرب» ضد الارهاب، مشيرا إلى انه من «السابق لأوانه« الاعتقاد بان الرئيس الاميركي سيطالب خلال جولته الاوروبية قادة الاتحاد الاوروبي وروسيا بدعم عمل عسكري ضد العراق.
واضاف المسؤول نفسه الذي طلب عدم ذكر اسمه ان «الرئيس لم يتخذ بعد اي قرار بشأن استخدام القوة ضد العراق غير انه سيناقش المسألة العراقية خلال جولته الاوروبية من منطلق انه يرى ان الوضع القائم حاليا بشأن اسلحة الدمار الشامل العراقية غير مقبول».
الشرق الأوسط
ابدى الاوروبيون ارتياحا نسبيا ازاء المبادرات الاخيرة التي اتخذها بوش من اجل دور اميركي فاعل لحل الازمة الاسرائيلية الفلسطينية واحياء عملية السلام وكذلك ازاء القرار الذي اتخذته واشنطن باشراك الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة في الإعداد لمؤتمر دولي حول الشرق الاوسط.
غير انه يبدو ان الادارة الاميركية تجد صعوبة في اعداد خطة سلام شاملة ومن ثم فقد قللت من اهمية المؤتمر المقترح.
واقر المسؤول الاميركي نفسه بانه حتى الآن لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع وزاري تحضيري للمؤتمر الذي من المقرر مبدئيا ان يلتئم هذا الصيف.
المناخ
لا تزال الهوة كبيرة بين الاوروبيين وواشنطن منذ القرار الذي اتخذه بوش العام الماضي بتجاهل بروتوكول كيوتو حول ارتفاع درجة حرارة الارض. ورأت المفوضة الاوروبية للبيئة مارغوت والسترويم ان البرنامج البديل لبروتكول كيوتو الذي اعلنه بوش مطلع العام الحالي بهدف الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري «سيؤدي إلى زيادة كبيرة في هذا الانبعاث».
ومنذ ايام قليلة اعاد هارلان واطسون احد المسؤولين الاميركيين عن هذا الملف التأكيد على ان الولايات المتحدة لا تعتزم الانضمام إلى معاهدة دولية حول الحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري قبل اقل من عشرة اعوام
التجارة
بالرغم من ايمان بوش بأهمية التجارة الحرة، الا ان مظاهر التوتر في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي زادت اثر تعدد اجراءات الحماية الاميركية التي اثارت سخط الاوروبيين. وفرض بوش زيادة مؤقتة بقيمة 30% على الرسوم الجمركية المقررة على واردات الصلب من عدة دول من بينها دول الاتحاد الاوروبي وروسيا واليابان وهو ما ادى إلى تهديد دول الاتحاد باتخاذ اجراءات عقابية مماثلة.كما اقر الكونغرس الاميركي قانون اطار يزيد بنسبة 80% الدعم الفدرالي لانتاج وتصدير المنتوجات الزّراعية وهو ما تعارض مع التعهدات التجارية التي سبق لواشنطن ان قررتها في هذا الشأن.