Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الفلسطينيون يعانون من الصدمة النفسية والإحباط بعد الاجتياح الإسرائيلي الفلسطينيون يعانون من الصدمة النفسية والإحباط بعد الاجتياح الإسرائيلي

* رام الله - الضفة الغربية - ماجده البطش - أ.ف.ب:
يقول أطباء نفسيون فلسطينيون ان 70 في المئة على الأقل من الفلسطينيين يعانون من الصدمة النفسية مؤكدين ان مشاعر الاحباط لدى الشعب الفلسطيني زادت حدة واتخذت شكلا جماعيا جراء الاجتياح الاسرائيلي الاخير للاراضي الفلسطينية.
ويشرح الأطباء ان استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية من دون اي مبادرة دولية وتواصل أعمال العنف وتردي الأوضاع الاقتصادية كل ذلك أدى الى ظهور أعراض نفسية قاسية لدى الفلسطينيين الذين يشعرون بالعجز عن تغيير الواقع.
ويقول مدير مركز تأهيل ضحايا التعذيب الطبيب النفسي محمود سحويل لوكالة فرانس برس ان «نسبة الصدمة النفسية بين عامة الناس لا تقل عن 70% خصوصا ان الناس كانوا يتأملون تحقيق مبادرة ما على الصعيد الدولي» بعد العملية العسكرية التي شنها الجيش الاسرائيلي في 29 آذار/مارس في الضفة الغربية وأضاف «لم يتحقق شيء من توقعات الناس بل على العكس فإن مظاهر الاحتلال ازدادت والوضع الاقتصادي مترد. وبالتالي ارتفعت حدة مشاعر الاحباط واتخذت هذه المرة شكلا جماعيا».
وتحدث عن الأمراض الأكثر شيوعا لدى الفلسطينيين قائلا انها «الأعراض الجسدية الناجمة عن أسباب نفسية يليها القلق النفسي، والاكتئاب وأعراضه».
ورأى ان «الحل للتغلب على هذا الوضع يكون عبر مشاركة الناس في صنع القرار» مضيفا «يجب ان تعطى للناس فرصة النقد البناء والتعبير عن مشاعرهم بحيث لا يكونون مجرد متلقين» لما يحدث.
وأكد ان «العنف الاسرائيلي حول الفلسطينيين قنابل موقوتة مثل العمليات التفجيرية التي يتحمل مسؤوليتها الاسرائيليون».
وقال «ان ما يقلقنا من الآثار النفسية للعنف الاسرائيلي ليس فقط الأعراض الآنية انما الأعراض النفسية البعيدة المدى والتي تنعكس عبر مشكلات عائلية واجتماعية قد تظهر بعد عدة سنوات».
وشدد على ان الاسرائيليين يتحملون أيضا تبعة العنف الذي يمارسونه على الفلسطينيين موضحا «ان الاسرائيلي الذي يقتل فلسطينيا سوف يمارس العنف ضد شعبه من دون تردد اذا ما اتيحت له الفرصة» مستندا الى احصائية اسرائيلية تشير الى قيام 26 اسرائيليا بقتل زوجاتهم في عام 2001 .
ولا يختلف الوضع في قطاع غزة حيث يقول الطبيب النفسي اياد زقوت منسق مشروع التدخل في الأزمات في مركزالصحة النفسية في مدينة غزة ان «الاجتياحات المتعددة التي تعرض لها قطاع غزة ولدت حال هلع وتوتر وارهاق نفسي بسبب شعور الفرد بالعجز والخلل في أداء الوظائف».
ويشرح ان الأطفال «يعيشون حال عدم الشعور بالأمان مما انعكس على أدائهم في المدارس وحالات التبول الليلي كما ان ترقب اجتياح قطاع غزة جعل الأهالي يتعاملون فيما بينهم بعصبية وتوتر».
ويؤكد ان انتقال القيادة الفلسطينية الفجائي من استراتيجية الى أخرى من دون تهيئة الناس وتوعيتهم يؤدي الى «ازدواج فصامي أو ازدواج في التفكير وذلك من أهم أسباب الأعراض الذهانية وهو الخلل بالتعامل بين الواقع والقيم الأخلاقية والانسانية التي تربى الفرد عليها».
ويوضح ان «قتل المدنيين الاسرائيليين خلق مشكلة نفسية حقيقية: فمن ناحية يرى الفلسطيني ان الاسرائيليين يقتلون أطفالا ومدنيين فلسطينيين ومن ناحية أخرى يتساءل هل يجوز قتل المدني الاسرائيلي في عمليات انتحارية».
ويقول ان الفلسطيني «يتخبط في جوابه على هذا السؤال المزمن وفق تخبط السياسيين الفلسطينيين أنفسهم الأمر الذي يخلق حال توتر وحزن مستمر».
وشرح ان مركز الصحة النفسية يقدم مرتين في الأسبوع برامج توعية نفسية وارشادات عبر التلفزيون الفلسطيني لشرح كيفية التعامل مع حالات التوتر النفسي.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved