Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

علامة علامة
الدمج.. هل هو تصحيح للخطوات التائهة؟
نورة الغامدي

نحن نسبق النتائج والمقصود ب«نحن هنا» وسائل الاعلام التي تتغذى يوميا بما يحدث على الساحة الاجتماعية حيث تنبري الصحف لمضغ كثير من القضايا الحياتية، مضغا هجينا ولا تترك لنا فرصة الانتظار والوقوف على النتائج في واقعها الحقيقي وما تفرزه من معوقات أو ايجابيات في مسيرة حياتنا. ومنذ ان أعلن عن دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات وانضوائها تحت وزارة المعارف، منذ ذلك الوقت والصحافة تمضغ هذه الخطوات مضغا فجا حتى جعلتنا نستبق النتائج قبل ان تكتمل هذه الخطوة وقبل ان تحقق تواجدها على أرضية الواقع.
ومثل هذا التسابق في اظهار الجوانب الايجابية أو السلبية هواستباق للواقع، هذا الاستباق الذي يمكن ان يعطل هذه التجربة ويحدث انتكاسة لها ويلقي بظلالها على العملية التعليمية بحيث تمثل الآراء المكتوبة أداة ضغط لتغير بعض الأهداف المستهدفة من عملية الدمج.
.. لاشك ان المسؤولين عن التعليم في المملكة لم يقدموا على هذا القرار نتيجة حدث عابر مهما كانت نتائجه مأسوية فمثل هذا التصور يكون نتاجاً للعقول التي تفكر بصورة آنية وتربط القريب بما يحدث على الساحة الاجتماعية أو السياسة، وهذا التصور الساذج يقلل كثيرا من عمليات التخطيط والدراسات التي تتم عبر سنوات طويلة وحين يحين وقت تنفيذها ويصادف حدثا حرك المجتمع تأتي العقول الآنية لتربط المتغير بما حدث، ولو كان الأمر كذلك فهذا يلغي تلك العقول التي تعمل على مدار سنوات طويلة من أجل اختيار الوضع الملائم بما يتناسب مع الحياة.
* من القول السابق أجدني مضطرة للحديث عن عملية الدمج كحدث مخطط له لتحقيق أهداف عديدة أرادها المخطط للعمليةالتعليمية ان تحدث ربما يكون أيسرها توحيد الجهة المعنية بتحقيق الأهداف التعليمية من خلال جهاز واحد يكون معنيا بصهر الأهداف وتحقيقها بدلا من ان تكون مرتهنة لجهتين اداريتين منفصلتين تختلف فيها الأهداف اختلافا يسيرا أو كبيرا ومن هنا يكون الدمج أتون لصهر مجموعة أفكار وصبها في المجتمع من غير ان تحدث تعددية في الرؤى ومن غير ان تخرج لنا جيلا منفصلا بعضه عن بعض.
* فقد أثبتت لنا الأيام ان وجود جهازين للتعليم في البلد يخرج لنا نصفين مفترقين كل واحد منهما ينظر للآخر نظرة مختلفة، ففي البيت الواحد يكون الولد والبنت «أشقاء» يتلقون تربية واحدة داخل المنزل وعندما يخرجان للمدرسة يعود كل منهما بشخصية مختلفة ومتناقضة مع تربية البيت.. هذه الازدواجية تولدت خلال فترة زمنية طالت من خلال القسم ما بين التعليمين وانتجت لنا تفكيرا مزدوجا يؤسس للفرقة أكثر مما يؤسس للتفهم والاقتراب فكراً ما بين أفراد المجتمع.
لذلك فالدمج ليس كارثة كما يتصوره البعض، وليس آنيا بسبب حادثة حدثت أو من وجهة نظري ربما هو خطوة تصحيحية للعملية التعليمية في بلادنا.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved