Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حوار وجوائز ...... برنامج فائز حوار وجوائز ...... برنامج فائز
د. سلطان أحمد الثقفي

كثيرة هي المواد والبرامج المقدمة، عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وعبر الناسوخ والشبكة العنكبوتية ومراكز المعلومات المختلفة، في عالم العولمة الإعلامية والمعلوماتية المعاصرة. وتختلف درجات التأثير والتأثر تبعاً للوسيلة ذاتها والمادة المقدمة والفئات المستهدفة حسب خصائصهم الذاتية والبيئية.
وإذا كان ما يقدم في وسائلنا الإعلامية والمعلوماتية عامة يتسم بالاتزان والاعتدال، فإن مقياس النجاح من عدمه لأي برنامج ينبغي أن يقوم أولا على «معيار» مدى التأثير في المتلقي أيّاً كان سنه أو مستواه الثقافي أو وضعه الاقتصادي والاجتماعي كمحدد أول ورئيس.
وإن كنت هنا لست بصدد تحليل تأثيرات أو قياس اتجاهات لمواد «أو مادة» إعلامية، إلا أنني أطلب انتباه القارئ الكريم نحو واحد من البرامج التوعوية الحديثة نسبيا ألا وهو «حوار وجوائز» الذي يقدمه تلفزيوننا الحبيب القناة الأولى كبرنامج توعوي للآثار الخطرة المترتبة على تعاطي المخدرات وإدمانها، وانعكاسات ذلك على الفرد ذاته وأسرته ومجتمعه. وبنظرة تتبعية لتأثير هذا البرنامج ومحتواه وانعكاساته والمشاركين فيه والفئات المستهدفة بالتوعية، من خلال ما سمعته من بعض المتلقين مشافهة، تتضح أمور كثيرة.
منها: أن القائمين على البرنامج نجحوا إلى حد كبير وإن كان المأمول أكبر في حشد كوكبة من المهتمين بهذا الأمر، على كل المستويات. فمنهم المسؤول التنفيذي والخبير والعالم في مجال العلاج والإرشاد النفسي والاجتماعي والمهتم بقضايا الجريمة وقاية ومكافحة وعمليات وأساليب ضبط السلوك والمعلم والتربوي والداعية وإمام المسجد والإعلامي والمختص في مجال علاج الإدمان والمرشد المتعافي والتائب ومن زلت به القدم ويتلقى العلاج لمساعدته على الشفاء بإذن الله ومن يقضي عقوبة الانزلاق في مهاوي الردى الفردي والأسري والاجتماعي وضحايا مدمني ومتعاطي المخدرات من الأطفال والأسر ورجال الأمن والمكافحة. وكل ذلك بهدف تسليط الضوء على أضرار المخدرات والإدمان بجميع أشكاله ومن زوايا وخلفيات متباينة بشفافية ووضوح لتكون الرسالة أبلغ وأكثر تأثيراً في المتلقي.
كما أفادت شرائح متعددة أن البرنامج يستهدف بالتوعية جميع شرائح المجتمع من مواطنين ومقيمين وعموم مشاهدي القناة الأولى من الأطفال والشباب وأسرهم من الأباء والأمهات والأقرباء والأصحاب والجيران، بمعنى أنه برنامج جماهيري يستهدف القاعدة العريضة.
كما أشاد العديد من المتلقين بأن حوارات ومواد ومداخلات حلقات البرنامج، على بساطتها وعفويتها، تتسم بالجدية في الطرح من خلال التركيز والتنبيه على قضايا جوهرية كالأسباب والدوافع التي تقود صغار السن والمغرر بهم للتعاطي: مثل رفقة السوء والمحاكاة والتقليد المبنية على غير وعي، وضعف الوازع الديني، والاختلالات الأسرية، وعوامل التنشئة الاجتماعية.
كما أبرزت دور الوقابة والمقاومة والحصانة الذاتية في الابتعاد عن هذه الآفة العصرية، وأرشدت إلى الكيفية التي ينبغي أن تتصرف بها الأسرة وأفرادها في حالة وجود مدمن بينهم أو قريب أو جار لهم أو من يعز عليهم.
علاوة على تجسير الهوة بين جيل الأباء والأمهات وجيل الأبناء وأهمية مناقشة مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم ومستجداتهم بوضوح وشفافية.
كما عرجت تلك الحوارات والمناقشات على التأكيد على خطورة البث الفضائي غير المقنن وغير المنضبط وأهمية مشاركة الأولاد في اختيار ما يقرؤون أو يشاهدون أو يسمعون خصوصاً صغار السن والمراهقين منهم.
كما ساهمت تلك الحوارات في إبراز جهود الدولة التعليمية والتثقيفية والإعلامية والصحية والعلاجية والأمنية في التعامل مع قضايا المخدرات والإدمان، وتأكيد الجهات المعنية على أهمية الدور التكاملي بين كل مؤسسات المجتمع.
إن أبرز ما يميز هذا البرنامج هو الصراحة والمكاشفة في الطرح والحوار بين كل ضيوف البرنامج والمشاركين فيه على مختلف مستوياتهم وخلفياتهم وقناعاتهم، لأن الهدف أسمى وهو التوعية بأخطار المخدرات وإدمانها وتحصين الجيل وتوجيه رسالة توعوية تحذيرية بمخاطر المخدرات «هذا العالم المظلم» على الفرد وأسرته ومجتمعه.
ولذلك خرجت النتائج بشكل مبهر أكثر مما هو متوقع وأوسع مما خطط له، لأن المواطنين والمقيمين، ببساطة شديدة، بحاجة إلى التوعية أولا وبحاجة إلى الانفتاح على القطاعات الأمنية والإعلامية ثانيا، وذلك بهدف مناقشة الإيجابيات واتباعها والسلبيات واجتنابها.
فشكرا لوزارة الداخلية وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز وسمو مساعده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز على دعم هذا البرنامج وتحقيق فكرته والشكر موصول لوزارة الإعلام وعلى رأسها معالي وزيرها الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز.
ومع شكري لكل القائمين على البرنامج لي رجاء بسيط وهو تلبية رغبات الأفراد والجهات الذين يودون الحصول على حلقات البرنامج وإعادة بثه واستمرار فكرته وتطويرها لبرامج أخرى.
والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved