|
|
لكل منا شخصيته التي يتميز بها في الحياة، وطريقته في التعامل مع الآخرين، وله منظاره الخاص الذي يرى من خلاله مايحيط به من أحداث ووقائع، قد يشترك اثنان أو ثلاثة بصفة ما.. لكنهم يختلفون بالضرورة في صفة أخرى، هذه الشخصية المتفردة بتميزها أو تواضعها كان خلفها بلا شك (صانع) ساهم بما يملكه من أدوات وخبرات معينة بأن يساهم بتشكيل معين لهذه الشخصية، وتبعا لذلك فإن شخصياتنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين والأهم نظرتنا للأشياء من حولنا تكون نتاجا طبيعيا لما تلقيناه في مراحل حياتنا المختلفة من توجيهات مباشرة أو غير مباشرة ممن يملكون حق تشكيل شخصياتنا، فالوالدان أو الأسرة لهما نصيب كبير في توجيه صورة معينة يستقبلها الابن فتكون مدارا لتعاملاته مع الآخرين ومقياسا لنظرته للأشياء، فكما قال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام «مامن مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهوِّدانه أو يمجِّسانه أو ينصِّرانه» فالأسرة هي الموجِّه الأول والمستمر مع الابن ومن خلالها يكتسب خبرات ويبني أحكاما هي بدء تعامله مع الحياة، بعد ذلك يأتي دور (المدرسة) كموجه مهم في خلق تصورات ذهنية معينة للطفل منذ أن وطئت قدميه قاعة الدرس حتى مغادرته إياه مسلحا بشهادة إكمال التعلم، ولاشك أن مايكتسبه الطالب خلال دراسته من معلميه يمثل مادة زاخرة في تصوراته ورؤاه للحياة والآخرين، ثم وبعد أن يبدأ التكليف الشرعي للإنسان في أدائه للصلاة يمثل المسجد أيضا رافدا مهما وموجها مباشرا للطفل (الذكر) في سني حياته، بعد المسجد يأتي دور (الأصدقاء) الذين يتقبل الطفل منهم الكثير خاصة وأن مجتمع الأصدقاء يمنح الفرد أشياء ومعلومات وخبرات لم تؤمنها له المدرسة من قبل أو الأسرة، ولذا شبه المصطفى عليه الصلاة والسلام الجليس الصالح بحامل المسك والجليس السيئ بنافخ الكير، وقد يبدو مجتمع الأصدقاء أرضا خصبة لاكتساب عادات وسلوكيات سيئة في غالب الأحيان، الموجه الرابع للإنسان في سني حياته هو (الإعلام) والذي يناط بأعباء توجيهية كبيرة تكون مدارا لتعامل الفرد في مجتمعه على مر سني حياته فيكتسب منه الغث والسمين، ألفاظا وتعاملات وسلوكيات بعضها نافع وهو قليل والغالب ضار. |
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |