Thursday 23rd May,200210829العددالخميس 11 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

تلميحة تلميحة
مساء تشكيلي بطعم مستقبل مشرق
محمد المنيف

كان مساء الأحد الماضي غير كل المساءات التشكيلية السابقة ففيه أعلن المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبر افتتاح معرض متحف الفن التشكيلي السعودي المعاصر في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي انطلاقة وغرس بذرة تشكيلية جديدة تحمل الرؤية والرؤى الجميلة منهم بالكثير من الخطوات وهذه بحق نقلة رائعة للفن التشكيلي السعودي ولم يتبق إلا أن يبارك التشكيليون هذه الهدية مع ما تقبلوه من هدايا ويتلقوه دائما من الجهات المسؤولة عن هذا الفن مع تمنياتنا أن يخجل المرجفون والساعون لتشويه الصورة ومفسري الأحلام على غير حقيقتها أن ينسحبوا من الموقف فالحدث كبير وغال على الجميع ولا يقبل غير الصادقين.
قيل عنه مسكين.. ومن جهله ازداد غرورا!!
لا يختلف اثنان على أن الإبداع يرتقي بالمبدع ويصبح به قدوة حسنة لمحيطه الإبداعي ولبقية أفراد المجتمع.
هذا الأمر يجهله أو يتجاهله بعض المنتمين لأي من الإبداعات الإنسانية حينما يتخيل أحدهم انه متميز عن غيره ليصل به الأمر لمرحلة الغرور والنرجسية القاتلة محيط نفسه بغلاف من مرض أو داء الأنا الشبيهة بالمخدرات التي لا علاج لها يبدأها خطوة خطوة حتى يدمن فعلها إلى أن يقضي عليه ويصبح في حال مستعصية العلاج.
هذه الفئة رغم أنها قليلة وتعد على الأصابع فهي مؤذية ثقيلة تثير الاشمئزاز والتندر، والعجيب في الأمر هو جهل أولئك المصابين بتلك العاهة نتيجة تأثير الحالة عليهم ودخولهم مرحلة الخطورة على من حولهم خصوصا الشباب ممن يجهل إمكانية العدوى منهم.
أحدهم تلبس الفن التشكيلي عنوة رغم عدم جدارته فيه محاولا الصعود على أسلوب انتهجه جاهلا لابعاده ولقصر مسافة استمرار يته مقابل ما يحدث من تبدل وتغير وتطور في الأنماط والأفكار وسبل التعبير فركب منطاد التعالي المليء بالهواء الساخن حتى ارتفع به عن الواقع مبتعدا عن من حوله وحينما لم يجد سبيلا للعودة اخذ في الالتفاف حول ذاته والحديث عن نفسه لنفسه فكشف حاله وحالته التي يرثى لها فاصبح محط أنظار المحيطين تهكما وازدراء.
عاد للبحث عن من يسمعه فلم يسمع سوى صدى صوته، بحث عن قلم يشيد به فرجع بخفي حنين فدسم شوارب ضيوفه ثم استعجل رأيهم مطبقا القول أطعم الفم تستحي العين ورغم ذلك لم يكسب جديدا فعاود الركض في صحراء الصفحات بأخبار صاغها ليقرأها معتزا برأيه فيها ولم يكتف بهذه وتلك من سبل حب الذات بل وضع له منصب الممثل الأوحد للفن السعودي بأكمله وزادها بصفته «ابن جلا وطلاع الثنايا» في كل معرض يخرج لسانه مقللا من قيمة إبداع هذا وذاك مدعيا النقد مع انه خال الوفاض من اقل أبجديات الثقافة التشكيلية.
ومن مواقفه العجيبة أن كان في إحدى صالات العرض وكان بها جمع من الزوار فوجه سؤاله لأحدهم.
هل تعرفني؟
أجاب الزائر لا يا أخي لم يحصل الشرف؟
فأجابه صاحبنا بسخرية وغضب ألا تعرفني أنا الفنان الفلاني أشهر من نار على علم ثم أطلق العنان للحديث عن نفسه.
هذه المشهد الحقيقي لمسرحية لازال بطلها يعيش بين زملاءه التشكيليين المتمنين ان يسدل الستار عليها بعد أن يشفيه الله من دائه العضال، وللحديث بقية.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved