يقال والعهدة على الراوي ان في مدينة الرياض أكثر من 200 قاعة ولكن رغم ذلك فلا يوجد بها مسرح بالمعنى المتعارف عليه لكلمة مسرح أي مكان يعرفه الكثيرون ويترددون عليه لأنه مسرح وليس لأنه شيء آخر! ويعني ايضاً انه يحتوي على متطلبات العرض المسرحي من تقنيات صوت واضاءة وغيرها، والمسارح القليلة الموجودة هي مسارح كبيرة تتبع جهات مثل الجامعة وهيئة تطوير امانة مدينة الرياض (المركز الثقافي بحي السفارات) وفي مركز الملك فهد الثقافي. ولكن مثل هذه المواقع من الصعوبة اجراء التدريبات والعروض عليها مدة طويلة لأن بعضها يقام عليه الكثير من الفعاليات غير المسرحية رغم انه مسرح! فجدول أحد هذه المواقع يكاد لا يخلو من زيارة يومية لوفد رسمي أو مؤتمر أو غير ذلك من المناسبات التي يمكن ان تقام في أي مكان آخر!
والمتبقي من المواقع هي عبارة عن قاعات، وفي كثير من القطاعات الحكومية ومبانيها يكاد لا يخلو أي منها من وجود مبنى مسرحي يحتل مساحة لا بأس بها وربما كلف بضعة ملايين من الريالات، وهذا المبنى الذي كان يفترض ان يكون مبنى مسرحياً لكن المخططين لأنهم غير معنيين بالمسرح ولا الثقافة لهذا فقد جنوا على هذا الجزء الحيوي من خلال التخطيط لصالته ومساحة خشبته وتوزيع مقاعده وانسيابية الرؤية فيه وتجهيزاته الفنية من إضاءة وصوت وتكييف لتكون النتيجة صالة كبيرة لا يستفاد منها للعروض وصالات الأندية الرياضية خير شاهد!
إن المسرح كنشاط ثقافي يحتاج إلى مبنى عام يتم بناؤه فقط من اجل العروض المسرحية ويُكتب عليه لوحة كبيرة تقول (للمسرحيين فقط) وتكون ادارته من أولئك الذين يشهد لهم بالعمل المسرحي المستمر لا ان يكونوا من الموظفين الإداريين الذين نفاجأ انهم قد تولوا مقاليد المسرح ويقتحمون عالماً لا يعرفون ابجدياته يقتحمونه دون احم ولا دستور كما يقال. وعلى الذين يودون ان يتحققوا من كلامي بعدم وجود مبنى مسرحي ان يتلفتوا يميناً ويساراً ويتجولوا في حارات الرياض وشوارعها ليعرفوا ان الذي يبحثون عنه مفقود ومن الصعب العثور عليه، واذا ارادوا ان يتأكدوا اكثر فليتصلوا بـ 905 وليطلبوا أي مسرح وسيكررون الطلب عدة مرات وعليهم ألاّ يستغربوا من دهشة موظف الاتصالات من سؤالهم الغريب بالنسبة له فهو معذور فلديه كل ارقام المؤسسات والهيئات والمقرات والمنازل والبناشر ومطاعم المندي والمثلوثة ولكن لا يوجد في القائمة لديه ما يسمى بمسرح!
إن في المؤسسات الحكومية ما يسمى بقاعات ثقافية أو صالة محاضرات وهذا جيد ولكن السيىء ان تلك القاعات لا يقام عليها لا ثقافة ولا محاضرات فكم من فعالية تقام في الرياض في الشهر عدوا على اصابعكم ستجدون ان الرقم الذي توقفتم عنده لا يتناسب مع حجم الرياض ولا حجم المباني الثقافية والمحاضراتية التي انفقت عليها الدولة أيدها الله مئات الملايين. ومع ذلك فإن المسرحيين يعجزون عن استثمار تلك المواقع إما لأنها غير مناسبة فنياً أو ان اقامة مسرحيات على خشباتها التي يغطيها التراب لا يناسب مزاج بعض الاداريين الذين يتولون شؤون تلك القاعات.
اذاً فالنتيجة النهائية ان تلك المباني لم تستغل ثقافياً ومن الصعوبة اقامة العروض المسرحية عليها للأسباب الفائتة لذا فإن الحل هو ان يبنى للمسرحيين عدة مقرات مسرحية تلبي احتياجاتهم وتكون للمسرحيين فقط.
|