* الدمام- أثير السادة:
نجح المنتدى الثقافي المسرحي بالدمام في تقديم ورشة تطبيقية مصغرة خلال الجزء الثاني من الحلقة النقاشية تناولت تجربة «مسرح المقهورين»، وتضمنت عددا من التطبيقيات الادائية على تقنيات البرازيلي اوغستو بول، قام بتنفيذها الفنان السيد أحمد السماعيل الذي أنجز دورة في هذا الشأن في دولة البحرين.
وكان المنتدى التابع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام قد نظم في الاسابيع القليلة الماضية حلقة نقاشية حول تجربة البرازيلي اوغستو بول الموسومة «مسرح المقهورين»، اختص الجزء الاول منها بدراسة الابعاد النظرية والفلسفية للتجربة، فيما تعرض الجزء الثاني إلى تطبيقات هذا المسرح البديل.
وعرض السماعيل في ورقته التي قدمها ضمن اللقاء إلى منهجيات مسرح المقهورين واهم تقنياته الادائية والتي تشكلت ملامحها عبر محطات زمانية ومكانية مختلفة بجهود البرازيلي بول والذي يعد المبتكر لهذا النوع من المسرح السياسي.
وفي هذه الورقة المعنية بالمسرح البديل وتقنياته، استعرض الفنان أحمد السماعيل مراحل تطور التجربة، والظروف السياسية التي احاطت بها، واشار إلى بداياتها التعليمية، حيث استخدم بول فكرة مسرح الصورة الرمزية في حملة لمحو الامية وهي تهدف إلى تعليم الاميين المسرح كلغة يستخدم فيها الجسد وسيطا تعبيريا ناقلا للافكار والاحاسيس.
ومع مسرح الصورة يصبح على المتفرج كما يروي السماعيل أن يشارك في العملية المسرحية بشكل مباشر أكثر عبر الادلاء بآرائهم في موضوع معين ومن ثم الطلب من كل متفرج أن يبدي رأيه من دون ان يتكلم باستخدام اجساد المشتركين الآخرين وذلك بأن ينحت بهذه الاجساد مجموعة من التماثيل تفصح في تكوينها عن آرائه ومشاعره تجاه المشكلة.
أما تقنية المسرح المتخفي فهي برأي السماعيل جاءت كمحاولة للتحايل على الظروف السياسية القاهرة في الارجنتين، ويتم فيه تقديم عرض مسرحي في اماكن عامة دون أن يكون للمتفرجين هناك علم بوجود العرض حتى مع مشاهدته، وكثير من هذه العروض كان ينتج عنها بلبلة تدفع الجمهور للمشاركة والتدخل لوضع حلول لمشكلة ما وابداء الرأي فيها.
ويعتبر السماعيل تقنية مسرح حلبة النقاش التطور الاهم في مشروع بول، حيث يتدخل كل متفرج في الحدث تدخلا حاسماً وايجابياً بهدف تغييره، ويحل الجمهور محل الممثلين في اداء التغيير المقترح للمشهد الذي لا يتجاوز عادة خمس عشرة دقيقة ، ويعاد المشهد في كل مرة حسب الاقتراح المقدم من افراد الجمهور.
واشار السماعيل إلى وجود لاعب مهم في هذه التقنية هو «الجوكر»، وهو فنان بوظائف سياسية وتعليمية يساعد الناس على فهم انفسهم بنحو افضل، للتعبير عن افكارهم وطموحاتهم وتحليل مشاكلهم والبحث عن خياراتهم الخاصة للتغير.. وهو على حد قوله معني بصياغة الاسئلة التي تثير أكبر عدد ممكن من البدائل.
تبع تلك القراءة تقديم عدد من التطبيقات الادائية، شارك في تنفيذها إلى جانب السماعيل الحضور من اعضاء المنتدى، وقد تم التعرف عمليا من خلالها على المسرح المتخفي ومسرح حلبة النقاش، حيث ارتجل السماعيل وجلوي الحبابي وماهر الغانم وسعود الصفيان تنفيذ مشهد يعالج حالة «الزبال» بوصفه شخصية مقهورة لا تعرف بدائل سلوكية لتجاوز هذا الوضع من القهر الناتج عن لا مبالاة شاب يقوم برمي القمامة في الشارع والاستهزاء به.
واستطاعت المعالجات المتنوعة التي قدمها الجمهور لموقف «الزبال» أن تكشف عن قدراتهم التخييلية اضافة إلى موهبة الارتجال والتلقائية التي اتسم بها البعض منهم، كما اضفت جوا من المتعة لتلك الحلقة النقاشية المميزة التي نجحت في تعريف واحدة من اهم التجارب المسرحية العالمية خلال العقود الاخيرة من القرن الفائت.
|