سعادة رئيس التحرير حمد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في يوم الاربعاء 3/3/1423هـ العدد 10821 أطل علينا الدكتور فهد بن ابراهيم الابراهيم بمقال جدير بالاهتمام هو موضوع «مسؤولية الكتابة» وشدني المقال وجودته بداية من ان الكاتب يجب ان ينطلق من تاريخه المشرف وحضارته العريقة وعدم اتخاذ الغربيين المثل الاعلى، ومرورا بقوله نحن في هذا العصر احوج ما نكون الي الكاتب القوي الذي يبني رأيا قويا ويستشرف مستقبلاً زاهرا على اساس من عقيدة صافية.
وانتهاءً بتوجيه دعوة الى كل من تحمل مسؤولية الكتابة وامانة الكلمة ان يعيد النظر فيما يقرأ ويكتب وينشر. وبناءً لما ذكره الدكتور اقول لم يعد الاديب يتكلم بما شاء كيف شاء وانما ادرك انه محاسب على ما يقول ان خيرا فخير وان شرا فشر، ادرك ان الكتابة مسؤولية عظيمة يسأل عنها يوم القيامة لانها تقيم مناهج وتغير سلوكا وتنشئ عقولا، ادرك ان المهم ماذا يكتب وليس ان يكتب وحسب.
وما من كاتب الا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة ان تراه
عندما يقدم الانسان على الكتابة فانه يرنو في ذلك الى تحقيق هدف ايا كان ذلك الهدف، يهدف بعضهم الى الرقي بفكر القارئ ونبذ الخصال السيئة والدعوة الى الله ومنهم من يهدف الى زرع سفاسف الامور والدعوة الى الهوى والطيش.
لا تنس اخي الكاتب ان القارئ قاض له الحق في محاكمتك، له ان يناقش فكرتك، له الحق ان يقبلها وله الحق ان يرفضها، قد يغفر لك وربما لا يغفر لك ان استهنت به وبمنهجه فأنت تكتب له تخاطبه، تشاركه وقته. الناس في شوق غال الى كلمة الحق كلمة الود التي قد تصلح بين متخاصمين وتؤلف بين زوجين وتبني اخوة وتعاونا بين الناس، وتحقق انتصارا، وتهزم جيوشا، فهل نعي ذلك؟
حاجتنا لكاتب يبحث دائما عن المعنى لا يتلاعب بالفاظه على حساب معانيه حاجتنا لكاتب عف فعف قلمه، وله قلم قد أوتي الحكمة والشيم.
تميل كفي من سيف الى قلم
والعز نصفان بين السيف والقلم
وبهذه المناسبة اشيد بجريدة الجزيرة وبكتابها التي تميزت بهم وتميزوا بها، اخواني الكتَّاب انتم تمثلون صورا رائعة ويسعى اخرون لبث صور معتمة، القراء يتابعونكم فقدموا لهم اطيب صورة واجمل، لتكن اقلامكم سفراء لكم ينقلون عنكم اطيب الحديث وأزكاه {إلّيًهٌ يّصًعّدٍ پًكّلٌمٍ پطَّيٌَبٍ وّالًعّمّلٍ پصَّالٌحٍ يّرًفّعٍهٍ } .
مرزوق بن مبارك الشريدة الافلاج/ البديع |