editorial picture

الإرهاب الإسرائيلي وإذكاء العنف

صحيح أن عدة منظمات فلسطينية ترفض دعوات السلطة الفلسطينية بوقف الهجمات ضد المدنيين، غير أن الصحيح أيضا ان اسرائيل تعمل على استدراج تلك المنظمات للقيام بهجمات من خلال الممارسات العدوانية التي لم تتوقف وذلك في اطار ما تسميه حكومة شارون بعملية «السور الواقي» وهي عملية لا زالت متواصلة على الرغم من ان اسرائيل قالت انها اكتملت.
فقتل الفلسطينيين هو عمل يومي تقوم به القوات الاسرائيلية في الضفة والقطاع فضلا عن التوغلات والاقتحامات التي تتعرض لها البلدات والقرى الفلسطينية، حيث تزعم اسرائيل انها تقوم بها بحثا عما تسميه الارهابيين، وهي تقتل وتدمر المنازل وتجرف الاراضي الزراعية خلال ذلك.
وتفيد قرائن الاحوال ان العملية التي راح ضحيتها أول أمس الفلسطيني جهاد أحمد جبريل قد تكون من تدبير اسرائيل، حيث توعدت اسرائيل من قبل بمطاردة القيادات الفلسطينية في الخارج وقتلها، ومثل هذه العملية ستؤدي الى الانتقام ويومها ستجد اسرائيل ذريعة أخرى لشن عدوان جديد، خصوصا وان الخطط بهذا الصدد معدة مسبقا وقد يكون قطاع غزة هو المستهدف هذه المرة.
وتقرن اسرائيل اعتداءاتها في كل مرة بالحديث عن مسؤولية السلطة الفلسطينية والرئيس عرفات عن الهجمات ضد المدنيين، وتعرف اسرائيل ان عرفات يسعى بكل وسيلة الى التهدئة وانه يكرر نداءاته الى كل الفصائل بالكف عن هذه الهجمات ومن الواضح ان الاتهامات الاسرائيلية لعرفات تستهدف تبرير توجيه ضربات الى السلطة الفلسطينية وأجهزتها بحيث لا تستطيع التصدي للذين ينفذون تلك الهجمات.
وتسعى اسرائيل بوضوح الى شل السلطة الفلسطينية وخلق التناقضات في الصف الفلسطيني بحيث يسهل ضربه واعطاء المبررات لاستمرار احتلالها للأرض الفلسطينية بعد اظهار السلطة المحاصرة بأنها لا تستطيع فعل شيء وان الاحتلال هو الحل لمنع الانفلات والفوضى.
ووسط كل ذلك تضيع جهود السلام على الرغم من التزام السلطة الفلسطينية بكل المحاولات الجديدة للتسوية وقد بادرت السلطة فعلا الى التصدي للهجمات ضد المدنيين لكن اسرائيل هي التي تحفز من خلال اعتداءاتها المستمرة، على مثل تلك العمليات.. حيث لا ضغوط دولية مؤثرة على اسرائيل تحملها على الكف عن تلك الاعتداءات.


jazirah logo